حسن علي اصلع بواح المدير العام
عدد المساهمات : 616 نقاط : 31195 المستوى والانجاز : 3 تاريخ التسجيل : 09/02/2011 العمر : 34 الموقع : جده السعودية
| موضوع: فكرة التضحية واثرها في سلوك المسلم الأحد 26 فبراير 2012 - 17:02 | |
| هي فكرة متجذرة في رسالة الأنبياء صلوات الله عليهم، وعملت رسالة نبي الإسلام صلوات الله عليه وعلى جميع الرسل والانبياء.على غرسها في قلوب المؤمنين..لتكون وسيلة صنع حياة جديدة للإنسان تأخذه من حالة الأخذ إلى حالة العطاء ومن حالةطلب الحقوق إلى حالة فعل الواجب. ;كما ان القرآن الكريم مليئ بقصص الاولين من الانبياء والصالحين تصور وتصف تضحياتهم الكبيرة من اجل المبادئ السامية والقيم الرفيعة ...ولنا في ذلك عبرة لمن اراد حياة الإستقامة والطهر المؤدية للسعادة والامان والسلام الداخلي. آل ابراهيم رمز التضحيات الجسام:"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً" تحكي كتب التاريخ عن ابطال قدموا حياتهم من اجل اوطانهم وقيم يؤمنون بها...وهي كلها تشعرك بعظمة هؤلاء .ومن بين الرموز التي كان لها شان عظيم في حياة البشرية وبقيت رغم مرور قرون من الزمن على عظمتها، خالدة وكانها لم تمر عليها إلا فترة وجيزة...خلدتها جميع الرسالات وخلدها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وشريعته وجعلتها جزء من عقيدتها ومناسكها ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل من الصلاة على هذا الرمز وآله جزء من الصلاة التي تعتبر في مفردات الإسلام أنها عماد الدين ...هي قصة آل إبراهيم خليل الله تعالى والتي تجسد تضحياتها الكبيرة في سبيل النهج الرباني عبادة الحج العظيمة ومناسكها ... لقد حق الله تعالى عندما وصف ابراهيم خليل الله عليه السلام بانه أمة لوحده،كونه قدم لنا أنموذج الإنسان الذي يضحي هو واسرته في سبيل الله تعالى ..في سبيل الحياة الأبدية على حساب الحياة العاجلة والزائلة...تضحيات جسام تحتاج إلى قوة وصبروتحمل على المشاق وعزيمة وثقة بالله تعالى وتوكل عليه وحده..من أجل طمأنينة النفس وسكينة القلب، هي درس لكل يائس من الحياة وكل ضعاف النفوس ، درس لكل خائف من المستقبل ، لكل من يشعر بثقل المصائب والهموم عليه...م قصة هذه الأسرة المباركة التي خلدها الله تعالى تصنع حياة جديدة لك ويمكنك أن تغير وجهة حياتك البائسة اليائسة إلى حياة العز والكرامة ، حياة كلها أمل من أجل حياة افضل. إن حالنا اليوم لا يدعو إلى الخير..شباب لا هدف له ولا معالم يسير عليها...يأس أصاب شريحة كبيرة من المجتمع نساؤه ورجاله ....لهف وراء شهوات الدنيا ومتاعها، المبادئ والقيم اصبحت من صفات الضعفاء او كما نعبر عنهم بالمصطلح العامي "المساكين" الإنسان اكثر ما يحركه ويقوده الغريزة وليس العقل والحكمة.فنتج عن ذلك ظلم وغياب للمساواة والعدل وضياع للحقوق المادية والمعنوية... إن قصة آل ابراهيم عليه السلام مليئة بالدروس والعبر ..هي كفيلة لمن اعتبر بها ان يكون خريج هذه المدرسة العظيمة..منها يتعلم الشجاعة والصبر وكيف يتوكل على الله ويستعين به_ وحده عندما تضيق به الدنيا.كما في قصة ابراهيم مع قومه حين ألقوه في النار فكان سلاحه الذي انجاه كما قال ابن عباس رصي الله عنه " حسبنا الله ونعم الوكيل"وقصته عليه السلام في امتحان الله الأكبر بذبح قرة عبنه اسماعيل عليه السلام..فيها ياخذ معاني الثقة بالله تعالى والخضوع الكامل لإرادة الله تعالى عندما يشعر باليأس والقنوط . كما في موقف الولد الصالح اسماعيل عليه السلام من رؤيا أبيه ، و في موقف هاجر عليها السلام عندما تركها زوجها النبي في صحراء قاحلة وحيدة"تقول لهآالله أمرك بهذا" فلما علمت انه امر رباني قالت بكل ثقة وعزم:" إذن ...فلن يضيعنا ..." ،او في موقف يعقوب في عليه السلام وهو يمتحن في احب اولاده... هي مدرسة ترفعك إلى درجة الصالحين المقربين عند الله تعالى .فما احوج شبابنا وشاباتنا لان يتزود من هذه المدرسة النبوية العظيمة لمواجهة همومه اليومية ومصاعبه الكثيرة التي تقابله في حياته... قال الله: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ.} .. إننا، معشر المسلمين في زمن ينبغي لنا إذا اردنا أن نعيد المجد لأمتنا أن نفقه قصة آل ابراهيم عليهم السلام ونعتبر بها وعلينا ان ندعو شبابنا وشاباتنا أن ينتسبوا إلى هذه المدرسة العظيمة التي تغرس معاني التضحية والشجاعة والصبر والتوكل والثقة بالله تعالى والرضا بقدر الله تعالى ومعاني حب الله والشوق إليه وغيرها من القيم والمعالم التي تعين العبد على مواجهة آلامه اليومية.
| |
|