منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي

سياسي - ثقافي - اجتماعي - ادبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النحو في الأندلس والمغرب وأشهر علمائهما

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن علي اصلع بواح
المدير العام
المدير العام
حسن علي اصلع بواح


عدد المساهمات : 616
نقاط : 31195
المستوى والانجاز : 3
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
العمر : 34
الموقع : جده السعودية

النحو في الأندلس والمغرب وأشهر علمائهما Empty
مُساهمةموضوع: النحو في الأندلس والمغرب وأشهر علمائهما   النحو في الأندلس والمغرب وأشهر علمائهما Icon_minitime1الإثنين 19 نوفمبر 2018 - 13:05


كان السلف من علمائنا يُكثِرُونَ الارتحال إلى الأقطار الإسلامية المختلِفة، وخاصَةً العراق، لِيَلْقَوْا علماءها، ويَطَّلِعُوا على ما عندهم من العلم، ثم يعودوا بما جمعوا من كتب، وما وعوا من علم.
وإذا كان دَيْدَنُ العلماء الرحلةَ إلى البلاد البعيدة - فأولى أن تكون بين الأندلس والمغرب، لكن يبدو أن أهل الأندلس كانوا أكثر ارتحالاً إلى المغرب من أهل المغرب إلى الأندلس.

وقد قيَّض الله للأندلس في مطلع الدولة الأموية رُوَّادًا منَ العلماء وَصَلُوها بالمشرق، بما نقلوا إليها من كتب الشريعة والنحو.
وكان نحو الأندلس أقربَ إلى نحو الكوفة، لأنَّ كتاب الكِسَائِيِّ كان أَسْبَقَ إليهم , وكان الأندلسيون أهل قرآن كالكوفيِّين، ولم يستطع كتاب سيبويه إذ جاءهم أن يُعَدِّلَ من منهجهم كثيرًا؛ فهذا ابنُ مالك - أعظم نُحَاتِهِم - يوافق الكوفِيِّين في كثير من آراءهم، ويُكثِر الاستشهادَ بالحديث ما لم يُكْثِر غيرُهُ.

أشهر نحاة الأندلس والمغرب
1 – ابن مَضَاء :
هو أحمد بن عبدالرحمن بن مَضَاء، ولد بقُرْطُبَةَ سنة 513، وكان عارفًا بصنوف العلم، ومات بإِشْبِيلِيَّةَ سنة 592.
ومن مصنَّفاته: "المشرق في النحو"، و"الرد على النحاة" ، وقد أنكر نظرية العامل فيما أنكر فيه على النّحاة، وغلا في ذلك غُلُوًّا كبيرًا، وقد كان لنشر هذا الكتاب صدًى قَوِيٌّ بين المشتغلين باللغة العربية، فمنهم من تحمَّس له، ومنهم من مَقَتَهُ وازْوَرَّ عنه.

2 – الشَّلَوْبين :-
هو عمر بن محمد المعروف بالشَّلَوْبين، ولد بإِشْبِيلِيَّة سنة 562، وكان إمام عصره في العربية، فكثُر الآخذون عنه. وتوفي سنة 645.
ومن مصنَّفاته: "التوطئة في النحو"، و"تعليق على كتاب سيبويه" 0
ومن آرائِه: أن ليس ولا تنفيان الأزمنة الثلاثة، كما يقول قوم، ولكنهما في الأصل لنفي الحال ما لم يكن الخبر مخصوصًا بزمان 0

3 – ابن مالك :-
هو محمد جمال الدين بن عبدالله، وُلِدَ بجَبَّانَ سنة 600، وأخذ العربية عن غير واحد، واعْتَمَدَ على ذكائه في تحصيل الكثير من عِلْمِه، رَحَلَ إلى الشَّام، وتَنَقَّل بَيْنَ مُدُنِه، ثُمَّ استقرَّ في دمشق، وتصدَّر للتدريس فيها حتى لَقِيَ ربَّه سنة 672، وله مصنفات كثيرة منها: "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد"، و"الكافية الشافية"، وخلاصتها المعروفة بـ"الألفية" ]، وقد نالت شهرة واسعة بين كتب النحو عامة، وظفرت بعناية كثير من العلماء، فشرحوها شروحًا مختلفة، حتى صارت لها السيطرة على دراسة النحو.
ومن آرائه: وقوع (إذ) مفعولاً به 0

4 – ابن آجُرُّومَ :-
هو محمد بن محمد الصَّنْهَاجِيُّ، ولد سنة 672، وعاش بفاس، وله مصنفات أشهرها المقدمة المعروفة بـ"الآجُرُّومِيَّةِ"، وقد نفع الله بها كثيرًا من طلاب العلم المبتدئين.
وتدل - فيما يقول السيوطي - على أن مؤلفها كان على مذهب الكوفيين في النحو؛ لأنه استعمل بعض مصطلحاتهم، وتوفي سنة 723 0

5 – أبو حَيَّانَ :-
هو محمد أَثِير الدين يوسف، ولد ببلد على مقربة من غِرْنَاطَةَ سنة 654، وأخذ عن جمع كبير من علماء المشْرِق والمغرب، ونبغ في علوم كثيرة، وقدِ استقرَّ في القاهرة بعد تجوال في بلاد مختلفة، وتصدَّر بها للتدريس.
ومن مؤلفاته: "التذييل والتكميل في شرح التسهيل"، و"ارتشاف الضرب من لسان العرب"، وتفسير "البحر المحيط". وتوفي بالقاهرة سنة 745 0
وكان يمنع الاستشهاد بالأحاديث، ولا يرضى عن الخلاف في المسائل النظرية التي لا جدوى منها في اللغة؛ كالخلاف في أصل المرفوعات والمنصوبات، فيقول: "وهذا الخلاف لا يجدي" 0

سيرة النحو
لم يكد أبو الأسود يبدأ وضع النحو، ويكتب منه ما كتب، ثم يَعلَم الناس نبأه حتى أسرع إليه نفر من الطلاب يسمعون منه، ويتتلمذون له، ثم يُقبِل عليهم من بعد طُلاب آخرون يصنعون صنيعهم هم مع أبي الأسود.
وهكذا تمضي المسيرة فَوْجًا بعد فَوْج، كلما مضى فَوْج خَلَفَهُ آخَرُ، على مدى نحو أربعةَ عَشَرَ قرنًا، وما منهم إلا صانع للنحو صنيعًا، أو مضيفٌ إليه جديدًا، كل على مقدار ما يتاح له، ويفتح الله به عليه.

وكان عبدالله بن أبي إسحاق أوَّل مَن ذكر الناسُ له عملاً في النحو بعد أبي الأسود، فقالوا: إنه فرَّع النحو، وقاسه، وأملى كتابًا في الهمز ، والهمز حقيق أن يؤلَّف فيه كتاب، فإن له في القراءات أحوالاً يتنقل بينها، كما للاسم المعرب أحوال في الكلام يتنقل بينها أيضًا.
وقد مكنت له حفاوته بالهمز والتأليف فيه أن يفوزَ به على أبي عمرو بن العلاء في المناظرة التي دعاهُما إليها بلال بن أبي بردة، إبَّان ولايته على البصرة ، وإذن يمكن أن يقال: إن عبدالله بن أبي إسحاق هو أوَّل من ألَّفَ كتابًا في الصرف، وكانتْ وفاته سنة 117، وألف عيسى بن عمر كتابين في النحو، نوَّه بهما الخليل في بيتين، ردَّدتهما كتب التراجم المختصة، وهما:
ذَهَبَ النَّحْوُ جَمِيعًا كُلُّهُ غَيْرَ مَا أَحْدَثَ عِيسَى بْنُ عُمَرْ
ذَاكَ إِكْمَالٌ، وَهَذَا جَامِعٌ وَهُمَا لِلنَّاسِ شَمْسٌ وَقَمَرْ
واسم الكتاب الأول يدل على أنَّه أَكْمَلَ نَقْصًا، واسم الآخَرِ يدل على أنه جمع متفرّقًا، وفي هذا إشارة إلى أن النحو لعهد عيسى بن عمر كان قد قطع في سبيل النمو شوطًا بعيدًا، وكانت وفاة عيسى سنة 149.
وبقي الكتابان أو أحدُهما إلى القرن الثالث، فيذكر المبرّد أنه قرأ أوراقًا من أحدهما، فكان كالإشارة إلى الأصول 0

ثم جاء كتاب سيبويه، فبَهَرَ الناس، واستأثر بإعجابهم، فقد رأوا منه قصرًا منيفًا، شامخ الأعالي، لا يسع الناظر إليه، ولا الداخل فيه، إلا أن يسبح الله الذي خلق الخليل، وجعله خازن ذخائره، وخلق سيبويه، وجعله مهندس بنيته.
إنه اللغة في نحوها وصرفها وأصواتها؛ بل في أصول بلاغتها أيضًا، وإنه النحو في أحكامه وقضاياه، وفي أقيسته وعلله، وفي أصوله وفروعه، وفي مناهجه وشواهده، لم يدع من ذلك للذين جاؤوا من بعده إلا يسيرًا لا يحسب له حساب، والذين قالوا: إنه قرآن النحو لم يُبْعِدُوا ولم يُسْرِفُوا، لقد ملأ الدنيا عِلمًا، ونفخ في الناس روحًا من البحث ما كانت لولاه لتكون.

وما نريد أن نَبْخَسَ فَضْلَ السابقين من سَلَفِ سيبويه، فقد أمدَّه كثيرٌ منهم بقدرٍ عظيمٍ منَ الآراء والأحكام، ولا سيما يونس بن حبيب، والأخفش الأكبر، وأبو عمرو بن العلاء، فكان لهم بذلك جهد مشكور في صنع الكتاب، وفي ظهوره فجأة على هذه الصورة شاهد صِدْق على مبلغ الجِدِّ والإخلاص في دراسة النحو وتنمية مادته؛ فليس بين ظهوره وابتداء وضعه سوى قرن واحد، يزيدُ قليلاً، ولكنَّها الهمة الكبرى، والمطلب الجليل يصنعان العجب العجاب.
ولم يكفَّ النحاة بعد سيبويه، ولا فترت همتهم عن التأليف في النحو، فألَّفوا فيما يخطر منه بالبال وما لا يخطر، لا تكاد تصْرِفهم عنه الفتن واضطراب الأحوال، فكان من ذلك ثروة هائلة من كتبه، تتخالَفُ موضوعًا وحجمًا، ما بين مبسوط، ووسيط، ووجيز، أكثرُها في النحو والصرف معًا، وبعضها في النحو خاصة، أو الصرف خاصة.

وتنوَّعت عبارات الكتب، فواضحة وغامضة، ومجملة ومفصلة، وقاصِدَة ومستطرِدَة، يَشُوبُها قليلٌ أو كثير من تجريد الفلسفة وصرامة المنطق، وما كان ممكنًا أن يبرأ النحو منهما، فقد صارت لهما الغلبة على مناهجِ الدرس ومذاهب التفكير أيام ازدهار الحياة العلمية، فكان من أثرهما أن غمضت العبارة قليلاً أو كثيرًا، وخاصة في كتب المشرق، وبعض كتب العصور الأخيرة.
على أنَّ لغموض العبارات أسبابًا أخرى، كإجداب القريحة، وضعف ملكة البيان، وقد كان المازني ممن يصعب الفهم عنهم 0
ومن العجيب أن يتعمَّد بعض النحويين الغموض، بل أن يكون منهم مَن يعيب الوضوح، ويرى أن الأخذ به يُزْري بالنحو، فقد قيل للأخفش: لِمَ لا تجعل كتبك مفهومة؟ فقال: أنا رجل لم أضَعْ كتبي هذه لله، وليست هي من كتب الدين، ولو وضعتها هذا الوضع الذي تدعوني إليه قلَّت حاجَتُهم إليَّ فيها؛ وإنما كانت غايتي المنالة 0 .

وكان السِّيرَافِيُّ معروفًا بوضوح العبارة، فلمَّا أَلَّفَ كتابة "الإقناع في النحو" لم يَرُقِ ابنه أن يكون على ما رأى من السهولة، فكان يقول: "وضع والدي النحو في الزبالة"0
هكذا كان النحو نُشُوءًا وارتقاء في البصرة ثم الكوفة، وهو ما يقضي به منطق الواقع، فلم يكن بجزيرة العرب ولا بالبلاد المفتوحة حاجة عاجلة إليه؛ فأمَّا الجزيرة فوطن العرب والعربية، وأمَّا البلاد المفتوحة فكان أهلها هم الكثرة الكاثرة، وكان العرب وافدين عليهم، وهم القلة القليلة، ولم يكن الخِلاط أوَّل الأمر كثيرًا ولا عامًّا بين هؤلا وهؤلاء، وإنما كان بين الرؤوس من الفريقين وعلى قدر الحاجة الماسَّة، ومن اليسير أن تكون الترجمة إذا ذاك هي وسيلة التفاهم بينهما والخطاب؛ فلمَن يوضع النحو إذن؟ وما الحاجة الدافعة إلى المبادرة إليه، والتفرغ له، والتأليف فيه؟ ومَثَلُ الفاتحين إذ ذاك في هذه البلاد، كمثل البعثات السياسية التي تمثل دولها في دول أخرى في عصرنا، أو تكاد.

من أجل ذلك تخلَّفت البلاد المفتوحة عن مواكبة مسيرة النحو في البصرة والكوفة، ولم يتهيأ لها أن تشارك فيها بالدراسة المتخصصة والتأليف الرفيع إلا حوالي القرن الثالث حين دعت الحاجة إلى شد أزر العربية، والحفاظ على سلامتها.
وظل النحو على ما كان له من شأن إبان عظمة الدولة، فلم يتوقف في مسيرته، ولا غض منه أن تضعضعت الخلافة، وأصبحت الدولة مِزَقًا متناثِرَةً، يقوم على كل مِزْقَةٍ دُوَيْلَة؛ بل لعله أن يكون كغيره من العلوم قد زاد خصبًا ونماء، فقد كان بين أصحاب هذه الدويلات تنافُسٌ، وفيهم طموح، كل يحاول أن يجتمع بحضرته من العلماء والشعراء مثل من كان منهم بحضرة الخلفاء، وأكثر ممن بحضرة أقرانه من أصحاب الدويلات، فجعلوا يجتذبونهم، ويحببون إليهم المقام في ظلالهم، بما كانوا يجزلون لهم من الجوائز، ويولونهم من التكرمة والإجلال، لا فرق فيهم بين عربي وأعجمي.

فكان لهم ما أرادوا، وقصدهم العلماء والشعراء، يؤلف العلماء لهم الكتب، وينظم الشعراء لهم المدائح؛ فهذا أبو عليٍّ الفَارِسِيُّ كان عند سيف الدولة الحَمدَانِيِّ، ثم استدعاه عَضُدُ الدولة ابن بُوَيْهِ ليُؤَدِّبَ أولادَ أخيه، فمضى إليه أبو عليٍّ، وألف له كتاب "الإيضاح"، فعدَّه قصيرًا، وكانت له مع أبي عليٍّ مجالسُ ومساءلاتٌ في النحو 0
وولت الدولة الفاطمية ابن بابشاذ، ثم ابن بَرِّيٍّ أمْرَ ديوان الإنشاء؛ لنظر ما يصدر عنه من رسائل، وإصلاح ما عسى أن يشوبَها من أخطاء, ووفد تاج الدين الكِنْدِيُّ على فَرّوخشاه ابن أخي صلاح الدين في دمشق، فأكرم وِفادَتَهُ واستوزره، وقرأ عليه المعظَّم عيسى الأيوبي كتاب سيبويه و"شرح الإيضاح" ، ووفد ابن الحاجب على الملك الناصر داود بالكرك، فأعظم قدره، وقرأ النحو عليه ، وأهدى الغوريُّ إلى السُّيُوطِيِّ خَصِيًّا وألفَ دينار فردَّ الأَلْفَ، وأخَذَ الخَصِيَّ، وأَعْتَقَهُ وجعله خادمًا في الحجرة النبوية.0

وكثير من الناس يَمْقُتُونَ النحو، لكثرة الخلاف، وتشابُك الآراء فيه، ولا يد لأحد في هذا، فهو من عمل الظروف والأحوال، ولقد تداول العلماء النحو يوسّعونه دراسة وبحثًا على توالي العصور، وكثيرٌ من شواهده تتعدَّد رواياته، والنحويون كغيرهم تتفاوت حظوظهم من العلم، وتتفاوت درجاتهم في التذوُّق والفَهْم.
ولم يَفُتِ النحاةَ آخِرَ الأمر أن يُيسروا النحو على طالبيه، فتناولوه بالنظم والاختصار، وأشهر منظوماته "ألفية ابن معط" و"ألفية ابن مالك"، ولا خلاف أن الكلام المنظوم أسهل حفظًا وأبقى في الذهن أثرًا، على أن آراء النحاة في كثرتها، وتخالف مذاهبها إن تكن ترهق المتعلمين في درس النحو – فإنَّ فيها عونًا محمودًا للُّغَوِيِّينَ الذين يَرْقُبُونَ اللغة المعاصرة في تطوُّرِها، واستحداث أساليبَ وألفاظٍ فيها، فليس يعدمهم أن يقفوا منها على رخصة، أو يهتدوا بها إلى وجه يُقِيلُ عَثَارَهَا، ويُجِيزُ استعمالها في فصيح الكلام.

ومن النحاة من اتخذ النَّظْمَ أداة لإلغاز بعض مسائل النحو، واشتهر من هؤلاء
- السَّخَاوِيُّ المُتَوَفَّىَ سنة 643،
- والدَّمَامِينِيُّ المتوفى سنة 837 ،
وهو نوع من المهارة الذهنية لا قيمة له، ولا جدوى منه.النحاة في المجتمع
ما من أحد يمارس عملاً حتَّى يُعرَفَ به، ويُنسَب إليه، إلا خلَّف فيه أثرًا متميزًا، وقد أورث النَّحوُ أصحابه الأوَّلين غَيْرَةً على اللغة، وجرأةً على نقد المخطئين فيها، فضاق بهم خَلْقٌ كثير.
قال الأَخْفَشُ: كان أميرُ البصرة يقرأُ قوله تعالى في سورة الأحزاب من آية 56: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} بالرفع، فمضيت إليه ناصحًا، فانتهرني، وتوعدني، وقال: تُلَحِّنُونَ أمراءكم؟! ، وكان الشُّعراء أشدَّ الناس سخطًا عليهم لذلك، فهَجَوْهُمْ، وسَخِرُوا منهم.
ومنَ النُّحاة مَن كان يَتَقَعَّر في كلامه، كأبي عَلْقَمَةَ النَّحْويِّ؛ فقد رأى عَبْدًا حَبَشِيًّا يضرب الأرض بآخَرَ صَقْلَبِيٍّ، ويُدخِل رُكْبَتَيْهِ في بطنه، فلمَّا أُدْخِل للشهادة قال: رأيت هذا الأَسْحَمَ قد مال على هذا الأَبْقَعِ، فحطَّأَهُ على فَدْفَدٍ، ثم ضَفَطَهُ بِرُضْفَتَيْهِ، فلم يفهم الأمير كلامه وضاق به فحَسَرَ عن رأسه، وقال للصَّقْلَبِيِّ: شُجَّنِي خمسًا، وأَعْفِنِي منَ شهادة .

على أنَّه كان من النحاة ظُرَفَاءُ، منهم سعد بن شَدَّاد، إذ حضر مجلس زياد، وقد ترافع إليه بنو راسب والطفاوة في مولود، فقال سعد: أيها الأمير! يُلْقَى المولود في الماء؛ فإن رسب فهو من راسب، وإن طفا فهو من طفاوة، فأخذ زياد نَعْلَهُ، وقام ضاحكًا . وقال محمد بن موسى الدوالي:
وَقَائِلَةٍ أَرَاكَ بِغَيْرِ مَالٍ وَأَنْتَ مُهَـــــذَّبٌ عَلَمٌ إِمَــــــــــامُ
فَقُلْتُ: لأَنَّ لامًا عَكْسُ مَالٍ وَمَا دَخَلَتْ عَلَى الأَعْــلامِ لاَمُ
وكان النُّحاة في رِزقهم، وأحوال مَعِيشَتِهم، وسِيرَتِهم في الناس كسائر الطوائف؛ فكان الكِسَائِيُّ والفَرَّاء من مُؤَدِّبِي الأُمَراء وأبناءِ الكُبَرَاءِ، وكان ثَعْلَبٌ يَقتضي كلَّ شهر أَلْفَ درهم، يُجرِيها عليه محمد بن عبدالله بن طاهر، وكان مع ذلك حريصًا مُقَتِّرً .
وكان المُبَرِّدُ يُعلِّم الزَّجَّاج النحوَ، فيعطيه الزجَّاج كل يوم درهًما
وكان ابن الدَّهَّان من أئمة النحو، وكانتْ له مشاركة في الفقه والأصول، وكان مع ذلك شديدَ الفقر، يجلس في الحَلْقَةِ وعليه ثوب لا يكاد يَستُرُه ، وكان السِّيرَافِيُّ لا يخرج إلى مجلس الحكم، ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم إلا بعد أن يَنْسَخَ عَشْرَ وَرَقَاتٍ، يأخذ أَجْرَها عَشْرَةَ دَرَاهِمَ تكون قدر مؤونته .
وطلب القائم بأمر الله محمدَ بن الورَّاق ليُعَلِّم أولاده، وكان ضريرًا فلما وصل إلى باب حجرة الخليفة، قال له الخادم: وصلت، فقبِّلِ الأرض، فلم يفعل وقال: السلامُ عليكَ يا أمير المؤمنين، وجلس، فقال القائم: وعليكَ السلام يا أبا الحسن، ادْنُ منِّي، فَدَنَا، فسأله عن مسائل أجاب عنها
وكان عبدالله بن الخَشَّاب يلعب بالشِّطْرَنْجِ مع العوامِّ على قارعة الطريق، ويقف في الشوارع على حِلَقِ المُشَعْوِذِينَ، واللاعبين بالقرود والدِّبَبَةِ، وكان إذا أراد شراء كتاب غافل الناس، وقطع منه ورقة ليأخذه بثمن بَخْس

وليس كلُّ ما تَرَكَ النّحاة منَ النحو هو هذا المدون في كتبه أبوابًا وفصولاً، ولكنهم تركوا قَدْرًا صالحًا من المناظرات فيه، تعد دروسًا عالية في المساجلة والتطبيق، وأشهرها مناظرة سيبويه والكِسَائِيِّ؛ فقد جاء سيبويه الكوفة، لا يصحبه أحدٌ من شِيعَتِهِ، ليُناظِرَ الكِسَائِيَّ في وطنه، وبين تلاميذه ومريديه، والْتَأَمَ الجمعُ في مجلس يحيى البَرْمَكِيِّ، فقال الكِسَائِيُّ لسِيبَوَيْهِ: تسألني أو أسألك؟ قال سِيبَوَيْهِ: بل تسألُنِي أنت. قال الكِسَائِيُّ: كيف تقول: قد كنتُ أظنُّ أنَّ العقرب أشدُّ لَسْعَةً من الزُّنْبُورِ، فإذا هو هي، أو هو إيَّاها؟ قال سِيبَوَيْهِ: فإذا هو هي، ولا يجوز: هو إياها، قال الكِسَائِيُّ: يجوز الوجهان، فاحتَكَمُوا إلى مَن بِباب يَحيى منَ العرب: فوافقوا الكِسَائِيَّ ، فاستكان سيبويه، وانصرف مهزومًا.

ويرى كثير منَ النُّحاة أن العَصَبِيَّة تدخلتْ في المناظرة على نحوٍ ما، ولا أُراه بعيدًا؛ فالكِسَائِيُّ وثيق الصلة بكبار الدولة، وهو بعدُ إمامُ نُحاة الكوفة بلا خوف.
وبعــدُ: فقد صنع النُّحاة للعربية أعظمَ ما يستطيع البَشَر أن يصنعوا، ويرحم الله أبا العلاء المَعَرِّيَّ إذ يقولُ عن ثلاثة من كُبَرائِهم:
تَوَلَّى سِيبَوْيَهِ وَجَاشَ سَيْبٌ مِنَ الأَيَّامِ، فَاخْتَلَّ الْخَلِيلُ
وَيُونُسُ أَوْحَشَتْ مِنْهُ الْمَغَانِي وَدُونَ مُصَابِهِ الْخَطْبُ الْجَلِيلُ
أَتَتْ عِلَلُ الْمَنُونِ فَمَا بَكَاهُمْ مِنَ اللَّفْظِ الصَّحِيحُ وَلاَ الْعَلِيلُ
وَلَوْ أَنَّ الْكَلامَ يُحِسُّ شَيْئًا لَكَانَ لـــــــــــَهُ وَرَاءَهُمُ أَلِيلُ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-bowah.forumarabia.com
 
النحو في الأندلس والمغرب وأشهر علمائهما
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 3- النحو وأشهر علمائه
» النحو الكوفي وأشهر علمائه
» النَّحو وأشهر النحاة
» 2- النَّحو وأشهر النحاة
» النعت والحال في النحو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي :: منتدى اللغة العربية :: النحو والصرف-
انتقل الى: