منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي

سياسي - ثقافي - اجتماعي - ادبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العصر العباسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن علي اصلع بواح
المدير العام
المدير العام
حسن علي اصلع بواح


عدد المساهمات : 616
نقاط : 31195
المستوى والانجاز : 3
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
العمر : 34
الموقع : جده السعودية

العصر العباسي  Empty
مُساهمةموضوع: العصر العباسي    العصر العباسي  Icon_minitime1السبت 28 مايو 2022 - 13:31

لعصر العباسي
أ‌- زمانية العصر العباسي :
يمتد العصر العباسي من عام 132هـ وينتهي عام 656هـ وقد قسمه المؤرخون إلى أربعة عصور، تميز بعضها بالقوة ،وتميز البعض الآخر بالضعيف بحيث لم يستطع الخلفاء في نهاية الأمر أن يمحوا أنفسهم ، فكان سقوط بغداد واشتياحها من قبل هولاكو ، وانتهاء هذه الخلافة.
ب- مكانية العصر العباسي:
بسط العباسيون نفوذهم على مساحة شاسعة من الكرة الأرضية، تضم أجزاء من قارة أسيا وقارة إفريقيا، وتشتمل بلاد فارس والجزيرة العربية وبلاد الشام ، ووادي النيل، وشمال افريقيا.
وأقاليم الخلافة العباسية بعضها حار،وبعضها معتدل تضم الساحل والجبل والسهل والصحراء بحيث أحتجت متكاملة اقتصادياً.
جـ - المعطى السياسي للخلافة العباسية:
ينتسب العباسيون إلى العباس عم الرسول محمد عليه السلام ذي المكانة العالية، والذي كان يستسقى به عمر بن الخطاب بعد موت الرسول الكريم إذا شحّ المطر، وقد كان هؤلاء العباسيون يؤازرون علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – في طلب الخلافة أو إلاّ أنّهم ما لبثوا أن تنبهوا إلى قيادة الصراع .
جند الأمويين ، ووثقوا العلاقة مع أبي هاشم بن محمد ابن الحنيفة إمّام الشيعة الكسانية من خلال محمد ابن عبد الله بن العباس والذي تولى الإمامة لهذه الفرقة بعد موت أبي هاشم، ثم تبع محمداً بن العباس بعد موته أخوه إبراهيم بن عبد الله بن العباس الذي انتصر العباسيون في زمنه على الأمويين بقيادة أبي مسلم الخراساني في معركة الزاب شمال العراق عام 132هـ- 750هـ .
د- حكم العباسيين ومعارضوهم:
بعد انتصار العباسيين على الأمويين ، نقلوا مركز الخلافة من دمشق إلى العراق ،وبرز منهم خلفاء أقوياء : ((أبو العباس السّفاح- أبو جعفر المنصور- المهدي- الرشيد – المأمون- المعتصم)) وقويتْ شوكة العناصر الفارسية والتركية في أيامهم وبرزت معارضة لهم من العلويين في الداخل ومن البيزنطيين في الخارج، واحد العنصر العربي يضمحل ، وتفقد الثقة به كرجل دولة ،، وكثر الاعتماد على العناصر الأعجمية ، ودبّ الضعف في الخلفاء الذين كان منهم (الواثق – المتوكل) ثم ضعف مركز الدولة في بغداد لتنفصل بعض من الإمارات عن الدولة : (الحمدانية في حلب – العقيلية في الموصل – الإمارات العلوية في طرستان 0 الطولونية – الأخشيدية – الفاطمية في مصر والشام – البويهية في فارس).
وتنتهي الخلافة العباسية بخلع هولاكو الخليفة العباسي وشنقه عام 656هـ - 1258م.
هـ- اجتماعية الإنسان العباسي:
نظراً لاتساع الدولة العباسية ، وكثرة الفتوح متدفق أموال الخراج والفتح، نشأت مجموعة من الطبقات في العصر العباسي تتمثل في طبقة السادة، وطبقة التجار، وطبقة الموالي، وطبقة العامة ، وطبقة الرقيق والجواري.
و-مذاهب العيش في العصر العباسي:
تنوعت مذاهب العيش في هذا العصر بسبب اتساع رقعة الدولة ، وانتشار العلم والأخذ عن الشعوب الأخرى علومها وعاداتها ، فكان مذهب الزهد بزعامة أبي العتاهية ، ومذهب الزندقة بزعامة ابن المقفع والمحبون بزعامة أبي نواس ، والتصوف بزعامة السهر وردي.
ز- فكر العصر العباسي:
أدى التبدل السياسي في الحكم، والاعتماد على العناصر غير العربية إلى التطلع إلى حياة أكثر جدة وأعمق فكراً، خاصة وأن الخلفاء شجعوا أصحاب الثقافة على النقل والترجمة عن الهندية، والفارسية ، و السريانية ، كما أنه نقلت العلوم من مكانها ونقلت الآداب والفنون وطرق الجيش.
ح- خصائص أدب البيئة العباسية:
يعد الأدب العباسي صورة حقيقية عن البيئة العباسية وقد امتاز هذا الأدب بمجموعة من الخصائص تمثلت في:
1- العلمية والسماح بحرية الفكر : وقد مثل ذلك المعتزلة وأخوان الصفا .
2- الواقعية والاجتماعية: وذلك من خلال ما صوره لنا ابن المقفع والجاحظ في كتابيهما (الأدب الكبير والأدب الصغير – النجلاء ) . وكذلك الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي.
3- النزعة القومية والشعوبية: واحتدام الصراع بين العرب والفرس فقومية العرب يمثلها الأصمعي والجاحظ وابن قتيبة والمتنبي وأبو فراس Cool. وغيرهم أما قومية الشعوبية يمثلها بشار بن برد ومسلم بن الوليد وأبو نواس Cool. وغيرهم .

الباب الأول
الأدب العباسي
الفصل الأول
العصر العباسي
أ‌- زمانية العصر العباسي :
يمتد العصر العباسي من عام 132هـ وينتهي عام 656هـ وقد قسمه المؤرخون إلى أربعة عصور، تميز بعضها بالقوة ،وتميز البعض الآخر بالضعيف بحيث لم يستطع الخلفاء في نهاية الأمر أن يمحوا أنفسهم ، فكان سقوط بغداد واشتياحها من قبل هولاكو ، وانتهاء هذه الخلافة.
ب- مكانية العصر العباسي:
بسط العباسيون نفوذهم على مساحة شاسعة من الكرة الأرضية، تضم أجزاء من قارة أسيا وقارة إفريقيا، وتشتمل بلاد فارس والجزيرة العربية وبلاد الشام ، ووادي النيل، وشمال افريقيا.
وأقاليم الخلافة العباسية بعضها حار،وبعضها معتدل تضم الساحل والجبل والسهل والصحراء بحيث أحتجت متكاملة اقتصادياً.
جـ - المعطى السياسي للخلافة العباسية:
ينتسب العباسيون إلى العباس عم الرسول محمد عليه السلام ذي المكانة العالية، والذي كان يستسقى به عمر بن الخطاب بعد موت الرسول الكريم إذا شحّ المطر، وقد كان هؤلاء العباسيون يؤازرون علي بن أبي طالب- رضي الله عنه – في طلب الخلافة أو إلاّ أنّهم ما لبثوا أن تنبهوا إلى قيادة الصراع .
جند الأمويين ، ووثقوا العلاقة مع أبي هاشم بن محمد ابن الحنيفة إمّام الشيعة الكسانية من خلال محمد ابن عبد الله بن العباس والذي تولى الإمامة لهذه الفرقة بعد موت أبي هاشم، ثم تبع محمداً بن العباس بعد موته أخوه إبراهيم بن عبد الله بن العباس الذي انتصر العباسيون في زمنه على الأمويين بقيادة أبي مسلم الخراساني في معركة الزاب شمال العراق عام 132هـ- 750هـ .
د- حكم العباسيين ومعارضوهم:
بعد انتصار العباسيين على الأمويين ، نقلوا مركز الخلافة من دمشق إلى العراق ،وبرز منهم خلفاء أقوياء : ((أبو العباس السّفاح- أبو جعفر المنصور- المهدي- الرشيد – المأمون- المعتصم)) وقويتْ شوكة العناصر الفارسية والتركية في أيامهم وبرزت معارضة لهم من العلويين في الداخل ومن البيزنطيين في الخارج، واحد العنصر العربي يضمحل ، وتفقد الثقة به كرجل دولة ،، وكثر الاعتماد على العناصر الأعجمية ، ودبّ الضعف في الخلفاء الذين كان منهم (الواثق – المتوكل) ثم ضعف مركز الدولة في بغداد لتنفصل بعض من الإمارات عن الدولة : (الحمدانية في حلب – العقيلية في الموصل – الإمارات العلوية في طرستان 0 الطولونية – الأخشيدية – الفاطمية في مصر والشام – البويهية في فارس).
وتنتهي الخلافة العباسية بخلع هولاكو الخليفة العباسي وشنقه عام 656هـ - 1258م.
هـ- اجتماعية الإنسان العباسي:
نظراً لاتساع الدولة العباسية ، وكثرة الفتوح متدفق أموال الخراج والفتح، نشأت مجموعة من الطبقات في العصر العباسي تتمثل في طبقة السادة، وطبقة التجار، وطبقة الموالي، وطبقة العامة ، وطبقة الرقيق والجواري.
و-مذاهب العيش في العصر العباسي:
تنوعت مذاهب العيش في هذا العصر بسبب اتساع رقعة الدولة ، وانتشار العلم والأخذ عن الشعوب الأخرى علومها وعاداتها ، فكان مذهب الزهد بزعامة أبي العتاهية ، ومذهب الزندقة بزعامة ابن المقفع والمحبون بزعامة أبي نواس ، والتصوف بزعامة السهر وردي.
ز- فكر العصر العباسي:
أدى التبدل السياسي في الحكم، والاعتماد على العناصر غير العربية إلى التطلع إلى حياة أكثر جدة وأعمق فكراً، خاصة وأن الخلفاء شجعوا أصحاب الثقافة على النقل والترجمة عن الهندية، والفارسية ، و السريانية ، كما أنه نقلت العلوم من مكانها ونقلت الآداب والفنون وطرق الجيش.
ح- خصائص أدب البيئة العباسية:
يعد الأدب العباسي صورة حقيقية عن البيئة العباسية وقد امتاز هذا الأدب بمجموعة من الخصائص تمثلت في:
1- العلمية والسماح بحرية الفكر : وقد مثل ذلك المعتزلة وأخوان الصفا .
2- الواقعية والاجتماعية: وذلك من خلال ما صوره لنا ابن المقفع والجاحظ في كتابيهما (الأدب الكبير والأدب الصغير – النجلاء ) . وكذلك الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي.
3- النزعة القومية والشعوبية: واحتدام الصراع بين العرب والفرس فقومية العرب يمثلها الأصمعي والجاحظ وابن قتيبة والمتنبي وأبو فراس Cool. وغيرهم أما قومية الشعوبية يمثلها بشار بن برد ومسلم بن الوليد وأبو نواس Cool. وغيرهم .
4- التجديد والمحافظة: وذلك بانقسام الأدباء إلى قسمين ، قسم مقلد يحافظ على السلوك الأدبي الموروث (كالأصمعي – البحتري – أبي فراس ) . وقسم يمثل التجديد : (ابن المقفع – الجاحظ – أبي نواس – أبي تمام ) .
5- الالتزام السياسي والمذهبي والمعاناة الفردية : وقد تمثل ذلك في صراع العباسيين مع العلويين ، وانقسام الشعراء إلى موالٍ للعباسيين كمروان بن أبي حفصة والبحتري، وموالٍ للعلويين كدعبل الخزاعي وابن الرومي والسيد الحميري وكذلك وجود صراعات سياسية قومية عبّر عنها المتنبي وأبو فراس.
6- الحسية والغنائية : وقد تمثلت بتصوير الشعراء للمحسوسات والمرئيات كالغزل الحسي عند بشار ، وتصوير ابن الرومي للخبّار وصاحب الزلابيا والحمال الأعمى ، وتمثل الاندفاع نحو الغنائية باستلهام الوجدان الفردي ، والعزوبي .
7- الإقليمية والإنسانية: وذلك من خلال تصوير البخلاء من أهل مرو، ومن خلال تأملات أبي العلاء المعري لإنسانية الإنسان .
8- الصناعة اللفظية والعمل الذهني :وقد تمثل ذلك بالاهتمام بالشكل تأثراً بالثقافة الفارسية واعتماد الصنعة الزخرفية في الكلام ، ومثل ذلك مسلم بن الوليد ، والاهتمام بالمعنى تأثراً بالثقافة اليونانية كما عند أبي تمام ، والمعادلة بين الشكل والمعنى كما هو عند ابن المقفع والمتنبي .
9- الاتباع والابتداع في الشكل والوزن بين قديم وحديث وظهور أوزان جديدة وأشكال جديدة للشعر.
الأغراض الجديدة في أدب العصر الجاهلي وقد تمثلت في :
الشعر التعليمي كالذي وصفه أبان بن عبد الحميد اللاحقي بكليلة ودمنة ،والشعر الفلسفي وعلاقته بأبي تمام وقضية الجدل والديالكتيك ،وشعر اللهو والمجون والخمر كما هو عند أبي نواس –شعر الزهد كما هو عند أبي العتاهية – شعر التصوف كما هو عند القشيري والغزالي والسهروردي – شعر تحليل الصفات الخلقية .
(الصفات الكريمة والصفات الذميمة).كما هو عند ابن المعتز – شعر الشكوى من الزمان ونوازله وتضم الشكوى الفردية يمثلها ابن المعتز،والمعاناة العامة ويمثلها المعري – شعر النوادر والفكاهات كالذي وصفه ابن الرومي وأبو دلامة – شعر التهكم والعبث كما حسنه الشاعر صريع الولاء بمعارضته لمقصورة ابن دريد شعر التهاني والهدايا كالذي حسنه البحتري وابن الرومي .
الوظيفة :
1- عد إلى أي كتاب في التاريخ ، ولحض أهم ميزات حركة أخوان الصفا.
أخوان الصفا هي جماعة سترية باطنية مزجت الفلسفة اليونانية والعقيدة الباطنية بالعقيدة الإسلامية في خليط متضارب وبالتالي فهي أول ثمار الحركة الباطنية التي استغلت والتصوف الفلسفي ستاراً لنشر رسائلهم وأفكارهم وكان أول ظهورها في البصرة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري.
وقد ألفوا ما يقارب الخمسين رسالة في جميع أجزاء الفلسفة عملياً وعلمياً ، وأفردوا لها فهرساً وسموهما رسائل إخوان الصفا التي تعتبر برنامج العمل السري الذي يستهدين القضاء على الإسلام ودولته لتأسيس دولتهم التي تضم شتى العقائد الوثنية والمجوسية والإباحية وكان للمذهب الأفلاطوني الجديد تأثيره البالغ في هذه الرسائل فقالوا بوحدة الوجود على قول أفلاطون وقالوا إن الإمام إلهي الذات وإنه معصوم بينما لا يرى الإسلام معصوماً سوى الرسول عليه السلام بما عصمه الله تعالى فيه، وأيضاً دعوا إلى وحدة الأديان وإلغاء التعصب الديني على أنه لا حاجة للخاصة للشرائع وإلى التملل من الفرائض إلا في حق العامة وقالوا إن العلم له باطن وغير ذلك مما يدل على انحرافهم ، وخروجهم على مفهوم الإسلام الأصيل هدماً للمفاهيم الأساسية للإسلام ، وهدماً للنبوة وحرباً للإسلام ، وطعناً في الصحابة.
ومن أهم أحلام هذه الحركة: محمد بن شيرا البستي وأبو الحسن علي بن هارون الزنجاني، ومحمد بن أحمد النهر جودي والعوضي،وزبير بن رفاعة .
2- تحدث عن الشعوبية كظاهرة عباسية ، وبيّن أثرها في إقصاء العنصر العربي عن قيادة الدولة العباسية.
الشعوبية إحدى حلقات مسلسل المؤامرة والكيد للإسلام وأهله متستر أحياناً بحب آل البيت والتشيع لهم، وأحياناً بستار الأدب والفنون، وقد انتظمت في طياتها عدة دعوات هدّامة من بينها الباطنية والقرامطة والزندقة والجهنية . وتهدف في مجموعها إلى إذاعة موجة الإلحاد التي ترمي إلى إنكار الأديان كلها ومن بينها الإسلام، وكان منهاج عملها يقوم على أساس الزندقة الفكرية والانحلال الاجتماعي ومهاجمة القيم الأخلاقي والسخرية بأصول الدين والنظم الاجتماعية ، وإثارة الجدل والشك في تحريم الخمر وغيرها من المحرمات ، وتارة بالهجوم على الثقافة العربية واللغة والأدب والتاريخ والانتقاص من شأن العرب بهدف التشكيك في السواعد التي حملت الإسلام ، ومحاولة إسقاطها ، وإسقاط قواعد الفكر الإسلامي معها ، وتارة أخرى بإعلاء الشخصيات غير العربية في التاريخ الإسلامي سواء من الصحابة أو من غيرهم، واتخاذ حركة الترجمة والنشر وسيلة لإحياء المجوسية ، ونشر كتب المانوية ، والمزدكية ، والزنادقة وكذلك إعلاء شأن الفلسفة اليونانية والعقل الإنساني على الروح الرباني مما أوجد في المجتمع الإسلامي طبقة من المترفين والدعاة لإحياء المجوسية ، وساوت ظاهرة النفاق مما دعا أئمة السلف الصالح مثل الحسن البصيري وتلميذه محمد بن يسرين إلى مواجهة هؤلاء بقوة، وظهر خالدا وبرنامجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب الإصلاح ، وأيضاً سهل بن سلاقة الأنصاري كما قامت فرق من الحنابلة لنفس الأمر ذلك وكان للمعتزلة كذلك دور كبير في التصدي لفتنة الشعوبية فألفوا في ذلك الكتب وأقاموا المناظرات معهم، وكانت هذه الفتنة أحد العوامل الرئيسية لنشأت علم الكلام لاستخدام هذا العلم في مواجهة الزنادقة. ومن أبرز دعاة الشعوبية : لقد حمل لواء هذه الدعوة كثيرون في مختلف الميادين ومن أبرزهم: أبو النواس حيث دعا الناس إلى الخمر وحث الناس عليها مستتراً بالظرف وبشار بن برد حامل لواء نشر الفساد الخلقي وإشاعة الفسوق بالنساء ، وحماد عجرد، وأخوان الصفا، حيث عارضوا الشويعة الإسلامية بنظام جديد نظموه من خليط من الأفكار القديمة ، مما حدا بهم إلى إنكار البعث وفسروا الآخرة وأحوالها تفسيراً باطنياً ، وابن الراوندي ومحمد بن زكريا الرازي حيث أثاروا الشكوك حول مفهوم الإسلام ، وإنكار الوحي ، وعبيد الله بن ميمون القداح حيث استخدم الباطن كوسيلة لضرب الدين وإنكار المفاهيم الأساسية للإسلام ، وذلك من خلال تفسير القرآن الكريم تفسيراً باطنياً فلسفياً .
ومن ابرز سمات الأدب الشعوبي : الإباحية ونشر الانحلال في مجال الشعر – انحراف الشعراء في أشعارهم إلى التغزل والمنادمة والإغراء بالخمر والحسان ، وكلها عوامل دخيلة على الأدب الإسلامي ، بل هي من مخلفات المجوسية الفارسية بمذاهبها ، والمزدكية والمنانوية، وما زال للشعوبية امتداد في الساحة العربية بين مدعي الثقافة من أدباء ومفكرين يعلون من شأنها ومن شأن دعائمها بالإضافة إلى إحياء تراثها.
3- ارجع إلى كتب التاريخ وفصل بما لا يزيد عن صفحة واحدة تقسيم العصور الأدبية ابتداءً من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، مع ذكر تاريخ ابتداء العصر وانتهاءه بالتاريخين الهجري والميلادي.
ذهب بعض مؤرخي الأدب إلى تقسيم العصور الأدبية إلى حقبٍ زمنية ، وقد اعتمدوا في تقسيمهم على التغيرات الدينية والسياسية والتاريخية وهي كما يلي :
1- العصر الجاهلي قبل الإسلام.
2- العصر الإسلامي : من ظهور الإسلام إلى آخر دولة الخلفاء الراشدين وقيام الدولة الأموية (40هـ - 660م)
3- العصر الأموي: (41هـ - 661م) إلى (132هـ - 750م) وهناك من يعد العصر الإسلامي من ظهور الإسلام إلى أواخر الدولة الأموية ثم يقسم ذلك من ظهور الإسلام إلى أواخر دولة الخلفاء الراشدين ويطلق عليه عصر صدر الإسلام ثم يسمى العصر الذي يليه العصر الأموي .
4- العصر العباسي : هناك من يقسمه إلى قسمين :
أ‌- العصر العباسي الأول :يمتد من 132هـ - 247هـ وحتى 750م – 861م . أي من وفاة الخليفة العباسي العاشر المتوكل على الله (جعفر بن محمد المعتصم) الذي حاول نقل عاصمته إلى دمشق غير أنه عاد إلى سامراء حيث اغتاله القادة الأتراك بالاشتراك مع ابنه الأكبر المنتصر، وكان موته انحطاط الدولة العباسية .
ب‌- العصر العباسي الثاني : يمتد من سنة 247هـ - 861م – 656هـ - 1258م أي من وفاة الخليفة العباسي السابع والثلاثين المصتعصم (عبد الله بن منصور المستنصر) وهو آخر الخلفاء العباسيين في بغداد الذي عجز عن صد الزحف المغولي بقيادة هولاكو الذي قتله بعد أن احتل بغداد وأعمل السيف برقاب أهلها وقضى على مكتبتها .
وهناك من يقسم هذا العصر إلى ثلاثة أقسام هي :
- العصر العباسي الأول 132هـ - 750م – 247هـ -861م
- العصر العباسي الثاني : 247هـ - 861م – 334هـ - 945م
وذلك بعد أن دخل البويهيون بغداد في هذا العام في خلافة المطيع لله (الفضل بن المقتدر)
وهو الخليفة الثالث والعشرون الذي غدا ألعوبة في أيديهم .
- العصر العباسي الثالث : 334هـ / 945م – 656هـ /1258م
ومن المؤرخين من يقسم هذا العصر إلى قسمين :
1- العصر البويهي 334هـ /945م – 447هـ /1055م
2- العصر السلجوقي: 447هـ/1055م – 656هـ/ 1258م
5- العصر المغولي أو العصر التتري : يبدأ من سنة 656هـ /1258م – 1213هـ /1798م أي إلى بداية الحملة الفرنسية على مصر .
6- العصر الحديث : يبدأ من 1223هـ /1798م إلى يومنا هذا ، وهناك من المؤرخين من يلجأ إلى تقسيم العصور الأدبية إلى ثلاثة حقب هي :
1- الأدب القديم : يبدأ من أقدم العصور الجاهلية إلى آخر العصر الأموي أي إلى سنة : 132هـ / 750م .
2- الأدب المحدث : ويبدأ م مطلع القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا .
ويذهب بعض المؤرخين إلى تقسيم هذه العصور إلى أقسام نظراً لطول فترة العصر وهي :
1- العصر الجاهلي .
2- عصر المخضرمين أو صدر الإسلام وذلك من أول الإسلام إلى آخر دولة الخلفاء الراشدين وقيام الدولة الأموية 40هـ / 660م.
3- العصر الأموي: 41هـ /661م – 132هـ /750م
4- العصر العباسي : 132هـ / 750م – 656هـ /1258م
ويقسم إلى الحقب التالية :
1- الحقبة الأولى: حقبة بغداد 132هـ /750م – 334هـ /945م
2- الحقبة الثانية: حقبة الدويلات 334هـ/945م – 447هـ/ 1055م
3- الحقبة الثالثة : حقبة السلاجقة 447هـ/1055م – 656هـ /1258م وهناك من يقسم هذا العصر إلى عصرين :
1- العصر العباسي الأول : يبدأ بقيام الدولة العباسية سنة 132هـ - 334م
2- العصر العباسي الثاني: يبدأ بقيام الدولة البويهية سنة 334هـ - 2945م/ 656هـ - 1258م أي بدخول التتار بغداد
7- العصر الأندلسي: يقسم إلى الحقب التالية :
1- حقبة الولاة : تبدأ بدخول المسلمين الأندلس سنة 98هـ - 716م إلى 138هـ- 755م أي إلى قيام دولة الأمويين هناك.
2- حقبة ملوك بني أمية وملوك الطوائف: تبدأ سنة 138هـ/755م حتى 484هـ/1091م إلى عصر المرابطين والموحدين .
3- حقبة المرابطين والموحدين : تبدأ سنة 484هـ/ 1091م حتى 630هـ/1232م أي إلى قيام دولة بني الأحمر .
4- حقبة دولة بني الأحمر : تبدأ سنة 630هـ /1232م – 897هـ /1491م حين طرد المسلمون من الأندلس .
8- العصر التركي :يبدأ سنة 656هـ/ 1258م- 1213هـ 1798م أي إلى بداية الحملة الفرنسية على مصر .
9- العصر الحديث : يبدأ من سنة 1213هـ - 1798م إلى اليوم .

5- ارجع إلى أي كتاب أدب أو تاريخ، ولخص أهم ميزات حركة إخوان الصفا.
قامت هذه الحركة في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي، وقد كانت عبارة عن جمعية سرية اتخذت من البصرة مقراً لها، وجاءت تسمية هذه الجمعية من العشرة الصاغية، والصداقة النقية منهم الأصدقاء الأوفياء توادوا وتحابوا وأقبلوا على العلم وتعاونوا فيه.
وصلنا من أخوان الصفا اثنين وخمسين رسالة من أهم مؤلفيها زيد بن رفاعة ومحمد بن نصر المقدسي وقد جمعت هذه الرسائل شتات العلم وتقسم هذه المسائل من الناحية العلمية إلى أربعة أقسام:
الرسائل التعليمية الرياضية وتبعث في العدد والهندسة والنجوم والموسيقا- الرسائل النفسانية العقلية وتبعث في مبادئ الموجودات العقلية والعقل والمعقول والبعث والقيامة – الرسائل الجسمانية الطبيعية وتبحث في الحركة والزمان والمكان والعالم والسماء والكون – الرسائل الشرعية والدينية وتبحث في الآراء والديانات والطريق إلى الله عز وجل – وأخوان الصفا لا يعادون علماً ولا مذهباً ولا يتعصبون لمذهب من المذاهب بل استوعبت فلسفتهم المذاهب جميعاً ، فالإنسان العاقل حسب رأيهم حرية اختيار المذهب والرأي الذي يراه ولكنهم لا يسيرون في هذا الرأي بلا حدود بل يذكرون رأي الدهرية التي تقول بقدم العالم وبأنه لا صانع له ، وقد دعوا إلى تفهم جديد للدين أي تفسيره بالفلسفة والعلوم الطبيعية، ووسائل أخوان الصفا تشبيه موسوعة علمية تنتهج في كتابها منهج التعليم ونادوا بها من التعمق ومنهج البحث العلمي فخلطوا العلم بالسحر والفلك بالتنجيم، ولكنهم كانوا أول من وضع كتاباً بالعربية يحوي بين دفتيه آراء فلسفية في الفيزياء وما وراء الطبيعة وبقية فروع الفلسفة،وهم يعدون من الأوائل الذين فتحوا باب حرية الفكر على مصرعيه في الإسلام.

الفصل الثاني
الأعراض الجديدة
في الشعر العباسي
1- الشعر التعليمي :
وهو الشعر الذي نظم فيه العلماء مختلف العلوم المعاصرة لهم، وقد غلب على هذا النوع من الشعر العقل والمنطق وخلال من العاطفة واعتمد على إظهار الحقائق ، وقد نظم فيه العلماء علوم الفرائض . علم الواريث – العبادات – السلوك – الأخلاق واليسير والتاريخ والنمو .كما صنع أبان ابن عبد الحميد اللاحقي في نظمه (ككليلة ودمنة ) وابن مالك في (ألفيته) وابن المعتز في أرجوزته (مسيرة الخليفة العباسي المعتضد).
- يقول أبان اللاحقي :
هذا كتاب أدبٍ ومحنةٍ وهو الذي يدعي ككليلة ودمنة
فيه دلالات وفيه رشد وهو كتابُ وضعته الهندُ
- ويقول ابن المعتز واصفاً تسلط الأتراك على أموال الخلافة
كذلك حتى أفقروا الخلافةْ وعوّدوها الرعب والمخافةْ
2- الشعر الفلسفي:
وقد بدأ الشعراء العباسيون التأثر بأفكار الفلسفية من خلال الترجمات البيزنطية للفكر،ومن خلال صراع الأفكار والمذاهب الدينية التي تبنَّت بعض الأفكار الفلسفية ،كما هو عند المعتزلة ،ومن خلال اطلاع أبي تمام على فلسفات البيزنطيين،ومزاوجنة بين الشعر، والفلسفة ، وإدخاله قضية الديالكتيك "الجدلية" في شعره ، كذلك ما بثّه المتنبي من حكم يونانية في شعره ، وما صنعَه المعري في تأملاته في الكون والقدر ، والنجوم، والحديث عن العقل والروح ،والبعث والنشور ، وما صنعه ابن سينا في حديثه عن النفس واتصالها بالبعث .
قال أبو النواس في وصف الخمرة مستعملاً كلمات فلسفية :
رقّت عن الماء حتى ما يلائمها لطافة وجفا عن شكلها الماء
ويقول أبو تمام :
شرست بل لنت بل قانيت ذاك بذا
فأنت لا شك فيك السهل والجيل
ويقول المتنبي :
لأتركن وجوه الخيل ساحمةً والحرب أقوم من ساق على قدم
بكل منصلت مازال منتظري حتى أدلت له من دولة الخـدم
شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة
ويستهل دم الحجاج في الحرم
ويقول المعري :
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادِ
ويقول ابن سينا في وصف النفس :
هبطت إليك من المحلِّ الأرفع ورقاءَ ذاتُ تعزز وتمنّع
وصلت على كرهٍ إليك وربّما كرهت فراقك وهي ذات توجّع

3ً- اللهو والمجون ووصف الخمرة :
نظراً لكثرة تدفق الأموال وانتشار اللهو والمجون فقد أكب قسمٌ من الشعراء على وصف أماكن الخمرة ومجالسها كمنطقة الكرخ في بغداد، ومنطقة قطر بّل ، وفن الشعراء الذين وصفوا الخمرة وأكثروا من الخمر والمجون في شعرهم : مطيع بن إياس بن عجرد، والشاعر بشار بن برد ، مسلم بن الوليد وغيرهم Cool.
ويقول بشار بعد أن أصدر الخليفة أمراً بمنعه من الغزل المخجل :
نهاني الخليفة عن ذكرها وكنت بما سرَّه أكدحُ
فأعرضتُ عن حاجتي عندها وللموتُ من تركها أروحُ
ويقول أبو نواس بعد أن سجنه الأمين لشربه الخمر :
ألا فاسقني خمراً وقل لي حي الخمرُ ولا تسقني سراً إذا أمكن الجهرُ
وقد أعجب طه حسين بجدةِ معاني أبيات أبي نواس حيث يقول :
تفتير عينيكَ دليلٌ على أنك تشكو تنتهر البارحة
عليكَ وجهٌ سيئ حاله من ليلةٍ بتَّ بها صالحه
2ً- شعر الزهد:
وقد جاء هذا العرض رداً على اللهو والمجون ووصف الخمرة وفي الوقت الذي كانت فيه حانات بغداد مملوءة بأصحاب الخمرة ، كانت مساجد بغداد مملوءة بالعباد والنساك والعابدين، وقد عرف العباسيون لونين من الزهد .
1ً- زهد إسلامي في مستقى من القرآن الكريم والسنة الشريفة معتمدة على قوله تعالى ((وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ، ولاتنسى نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك)).
وكذلك من قوله عليه السلام : ((من بات آمناً في سريه، معافاً في بدنه ، عنده قوت يومه ، فكأنما ملك الدنيا كذا فيرها)).
2ً- زهدٌ ما نوي نسبة إلى زعيم فارسي اسمه ((ماني)).
وهذا الزهد مرتبط بالديانة الزردتشية والبوذية والنصرانية وقد كان من زعماء هذا اللون : صالح بن عبد القدوس، أما الديانة الزردتشية فتؤمن بعقيدتي النور والظلمة ، وإباحة زواج الأباء من بناتهم وأخواتهم، أما البوذية فتؤمن بقضية تناسخ الأرواح ، وتحريم ذبح الحيوان والطيور وأما النصرانية فتؤمن بالنسك والزهد، وليست الرهبانية إلا جزءً من ذلك . مثال عن الزهد الإسلامي قول أبو العتاهية:
لدو للموت وابنوا للخراب فلكم يصيرُ إلى ذهابٍ
ويقول أبو نواس :
معهوت ونحر في أملي وقد قصّرت في عملي
فأيامي تقربني وتدنيني إلى أجلي
ويقول المعري:
أغنى الأنام تقيُّ في ذرا جبلٍ يرضى القليل ويأبى لوشي والتاجا
وأفقر الناس في دنياهم ملكٌ يضحى إلى اللجب الجرار محتاجا
وقد علمت المنايا غير تاركة ليثاً بخفان أو طبياً بفرتاجا
ويقول عبد الله بن المبارك الذي جمع بين الزهد والجهاد في رسالةٍ إلى الفضيل بن عياض الناسك الذي كان مجاوراً مكة:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنّك في العبادة تلعب
من كان يخضبُ جيده بدموعهِ فنحورنا بدمائنا تتخضبُ
ويقول ابن المبارك يخاطب أحد أصحابه وهو اسماعيل بن عليَّه وكان قدولي الصدقات بالبصرة:
يا جاعل الدين له بازياً يصطاد أموال المساكين
احتلت للدنيا ولذّاتها بحيلةٍ تذهبُ بالدين
ويقول ابن الرومي في أجمل صورة للزهد والورع:
بات يدعو الواحد الصمدا في ظلام الليل منفرداً
كلما مر الوعيد به سح دمع العين فاطّردا
قائلاً يا منتهى أملي نجني مما أخاف غدا
5ً- التصوف:
شهد العباسيون نوعاً من الزهد أفضل من التصوف القائم على ارضاء الخالق ودم التعلق بالدنيا: (( الأموال – الأبناء – النساء)) ولكن هذا التصوف بفعل الترجمات اليونانية والهندية غاغواً سريعاً واعتمد على مجموعة من ركائز أولها: فكرة المحبة الإلهية ، وثانيها فكرة انكار الذات وثالثها الاعتماد على القلب والكشف ونظرية التوحد ((وحدة الوجود ، ووحدة الخالق والمخلوق)).
يقول الحلاح :
مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا امسَّك شيءٌ مسني فإذا أنت أنا في كل حالِ
ويقول عبد الكريم القشيري متمثلاً :
يا من تقاصر شكري عن أياديه وكلَّ كلُّ لسانٍ عن معاليه
لا دهر يخلقُه لا قهر يلحقُه لا كشفَ يظهره لا ستر يخفيه
ويقول السهروردي من عشقه الالهي :
أبداً يحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والسرّاح
وا رحمت للعاشقين تكلّفوا ستر المحبة والهوى فضّاحُ
6ً- شعر تحليل الصفات الخلقية :
رسم الشعراء العباسيون الصفات العظيمة عند ممدوحيهم كما رسموا الصفات الذميمة عند مهجويهم ، ولم يقتصروا في معانيهم الشعرية على الكرم والحلم والحياء والعفة وإنما تجاوزوا ذلك إلى واجبات الأخوة والصداقة واختيار الأصدقاء والصبر على أخطائهم ، وقد صوّر ذلك ابن المعتز قائلاً :
يا من يناجي ضغنه في نفسه ويدبُّ تحتي بالأفاعي اللذَّغ
وبيت تنهض زفرةً في صدره حسداً وإن دميت جراحي يولغِ
ويصف ابن الرومي الصبر والجزع محللاً عمق هاتين الصفتين :
وقد يظن الناس أن أساهم وصبرهم فيهم طباعٌ مركَّب
وليسا كما ظنوهما بل كلاهما لكل لبيب مستطاع مسبّب
7ً- شعر الشكوى من الزمان ونوازله:
وقد كثر ذلك في العصر العباسي بسبب المفارقات السياسية والاجتماعية والثقافية وبرز نوعان من الشكوى .
- نوع فردي بثّ فيه الشعراء همومهم الشخصية .
- نوعٌ عام جاء بسبب فساد الأحوال السياسية وتولي المناصب من قبل الأكفاء .
يقول ابن المعتز في الشكوى العامة:
لم يبق في العيش غيرُ البؤس والنكد فاهرب إلى الموت من همِّ ومن نكد
ملأت يا دهرُ عيني من مكارهها يا دهرُ حسك قد أسرفت فافتصد
ويقول المتنبي في الشكوى الفردية :
عيد يأية حالٌ عدت يا عيد بما مضى أم لأمرٍ فيه تجديد
أصخرة أنا مالي لا تحركني هذى المدام ولا هذي الأغاريد
ويقول الطغراني في لا ميته العجمية شاكياً من الدهر والزمن :
والدهر يعكس آمالي ويقنعني من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً والخظ عني بالجهال في شغلٍ
8ً- شعر النوادر والفكاهات:
وهو غرض استجد في العصر العباسي كرد فعلٍ على صعوبة العيش وانقسام الناس إلى مذاهب يحاول بعضها هدم البيض الآخر ، وقد برز من شعراء وهذا الغرض أبو دلامة وقد تندر الشعراء على البخلاء والأكلة والجشعين ، وأصحاب اللحى الطويلة ، ولا بن الرومي باع طويل في وصف العيوب

الخلقية والخلقية كوصف الأعمى والأحدب والأصلع ، وطويل الأنف وغيرهمCool
يقول بشار بن برد واصفاً قصة جبٍّ عذري أجراها على لسان حمارٍ له مات عشقاً وقد رآه بشار في اليوم فقص عليه قصته:
سيدي ملْ بعناني نحو باب الأصبهاني
إن بالباب أتانا فضلت كلَّ أتان
تيمتني يوم رحنا بثناياها الحسان
ولها خدٌّ اسيلٌ مثل خدِّ الشيفران
فيها كتُّ ولو عشـ ـت إذاَ طال هواني
9ً- التهكم والعبث :
وقد اعتمد فيه أصحابه على محش القول وهجر الكلام وقد ساهم في إبرازه شعراء من أمثال: ((ابن سكرة – ابن حجاج – صريع الدلاء الذي عارض مقصورة ابن دريد)).
يقول صريع الدلاء يعارض مقصورة ابن دريد:
من لم يرد أن تنتقب نعاله يحملهُ في لفِّه إذا مشى
ومن أراد أن يصون رجلهُ فلبسه خيرُ له من الحفا
ومن طبخ الديك ولا يذبحه طار من القدر إلى حيث يشاء
10ً- شعر التهاني والهدايا:
وقد برز هذا العرض في المناسبات والأعياد والتهنئة بقدوم المواليد الجدد، كما صنع البحتري في وصف موكب المتوكل في عيد الفطر. ويقول ابن الرومي في وصف قدحٍ أهداه إلى علي بن يحيى المنجم:
وبديع من البدائع يسبي كل عقلٍ ويطبي كلَّ طرفِ
كفم الحبّ في الملاحة بل أشهى وإن كان لا يناجي بحرف
الوظيفة:
1- ارجع إلى ديوان ابن الرومي واستخلص فيه شعر النوادر والفكاهات ووصف العيوب الخلقية مستشهداً على كل قضية بثلاثة أبيات تستكمل المعنى، وتوضح مقدرة هذا الشاعر على التصوير ، بحيث استطاع أن يفوق بأوصافه الكاميرا الخفية.
عاش ابن الرومي في عصر ساد فيه الشقاء والتفرقة والظلم وسوء العيش ، فلم يجد سوى الشعر منفذاً يفرغ فيه جام غضبه، ويسلى نفسه ، ويخفف من آلامها ، فراح يهجو ويذم مستخدماً ألفاظاً ساخرة وأساليب وضيعة، ويركز على الجوانب الخلقية الشاذة نوعاً ما ، فأبرزها بصورة ساخرة تدعو إلى الضحك وصورها بأسلوب جميل ينطقها ويجعلها تتحرك كلوحة فنية كلها حياء تبعث السرور في النفس لتنطق الضحكات ، فصور لنا كثير من الشخصيات والجوانب الخلقية كوصفه لصاحب الأنف الطويل فيقول :
حملت أنفاً يـراه النـاس كلـه من ألف ميل عيانـاً لا بمقياسـي
لو شئت كسباً به صادفت مكتسباً أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس
وكذلك وصفه للحمّال الأعمى:
رأيت حمّالا بين العمى يعثر في الأكم كما يعثر في الوهدِ
بين مجالاتٍ وأشباهها من بشـرٍ نامـوا عـن المجـد
والبائس المسكين مستلمٌ وكلُّ يصدمه عامداً أو بغير عمدِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-bowah.forumarabia.com
 
العصر العباسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأدب العربي في العصر الجاهلي
» الأدب العربي في العصر العباسي
» الادب العربي من العباسي الى الحديث
» تاريخ اليمن القديم
» المرأة العربية في العصر الجاهلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي :: منتدى الشعر العربي-
انتقل الى: