منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي

سياسي - ثقافي - اجتماعي - ادبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البلاغة الواضحة الجزءالثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن علي اصلع بواح
المدير العام
المدير العام
حسن علي اصلع بواح


عدد المساهمات : 616
نقاط : 31195
المستوى والانجاز : 3
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
العمر : 34
الموقع : جده السعودية

البلاغة الواضحة الجزءالثالث Empty
مُساهمةموضوع: البلاغة الواضحة الجزءالثالث   البلاغة الواضحة الجزءالثالث Icon_minitime1الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 12:15

(6) التشبيهُ المقلوبُ
الأمثلةُ:
(2) قال محمد بن وُهيْب الحمْيَريُّ :
وبَدا الصباحُ كأن غُرَّتهُ Cool وَجهُ الخليفة حينَ يُمْتَدحُ
(2) وقال البحتريُّ :
كأن سَنَاها بالعَشِيِّ لصبُحها Cool تبَسُّمُ عيسى حين يلفظُ بالوعْدِ
(3) وقال حافظ إبراهيم :
أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ
البحثُ:
يقول الحِمْيَرِي: إِنَّ تباشير الصباح تشبه في التلألؤ وجهَ الخليفة عند سماعه المديح، فأنت ترى هنا أنَّ هذا التشبيه خرج عما كان مستقرًّا في نفسك منْ أنَّ الشيءَ يُشَبَّه دائماً بما هو أَقوَى منه في وجه الشبهِ، إذِ المألوفُ أَنْ يقال إِنَّ الخليفة يشبه الصباحَ، ولكنه عكس وقلب للمبالغة والإغراق بادعاءِ أَنَّ وجهَ الشبه أَقوَى في المشبَّه، وهذا التشبيهُ مظهرٌ من مظاهر الافتنان والإبداع.
ويشبه البحترى برق السحابة الذي استمر لماعاً طوال الليل يتبسم ممدوحه حينما يَعِدُّ بالعطاء، ولا شك أَن لمعان البرق أَقوى من بريق الابتسام، فكان المعهود أن يشبه الابتسام بالبرق كما هي عادة الشعراء، ولكن البحتري قلب التشبيه .
وفي المثال الثالث شُبِّهت الفلاة بصدر الحليم في الاتساع، وهذا أَيضاً تشبيه مقلوب.
القاعدةُ:
(12) التشبيهُ المقلوبُ هو جعل المشبَّهِ مشبَّهاً به بادِّعاءِ أَنَّ وجه الشبه فيه أَقوَى وأَظهرُ.
نمُوذجٌ
(1) كأَنَّ النسيم في الرقة أَخلاقُه. …
(2) وكأَنَّ الماءَ في الصفاء طباعُه.
(3) وكأَنَّ ضوءَ النهار جبينُه.…
(4) وكأَنَّ نشرَ الروض حسنُ سيرته.
الإِجابةُ
المشبَّه المشبَّه به وجه الشبه نوع التشبيه
1 النسيم أَخلاقه الرقة مقلوب
2 الماء طباعه الصفاء مقلوب
3 ضوء النهار جبينه الإِشراق مقلوب
4 نشر الروض حسن سيرته جميل الأَثر مقلوب
تمريناتٌ
(1) لِمَ كانَ التشبيهُ مقلوباً فيما يأْتي؟
(1) قال ابن المعتز :
والصُّبحُ في طُرَّة لَيْلٍ مُسْفِرِ كأنَّهُ غُرَّةُ مُهْرٍ أشقَر
(2) وقال البحتري :
في حُمرَةِ الوَرْدِ شَكْلٌ من تَلَهّبِها، وللقَضِيبِ نَصِيبٌ مِنْ تَثَنّيهَا
(3) وقال أيضاً في وصف بركة المتوكل :
كأنّهَا، حِينَ لَجّتْ في تَدَفّقِهَا، يَدُ الخَليفَةِ لَمّا سَالَ وَادِيهَا
(4) سارتْ بنا السفينةُ في بحرٍ كأَنه جدْواك ، وقد سطعَ نورُ البدر كأنَّه جَمالُ مُحياكَ.
(2) ميِّزِ التشبيهَ المقلوبَ منْ غير المقلوبِ فيما يأتي وبيّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ:
(1) كأنَّ سوادَ الليلِ شعرٌ فاحمٌ.
(2) قال أبو الطيب :
يَزُورُ الأعادي في سَمَاءِ عَجَاجَةٍ أسِنّتُهُ في جانِبَيْها الكَواكِبُ
(3) كأَنَّ النَّبْلَ كلامُه وكأنَّ الوَبْل نوالُه.
(4) قال الأبِيوَرْديُّ :
كلماتي قلائدُ الأعناقِ سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
(5) أرسلَ أحدُ كتَّابِ المأمون إليه فرساً وقال :
قَدْ بعَثْنَا بِجوَادٍ … …مِثلُهُ لَيْس يُرامُ
فَرَسٌ يُزْهَى بِهِ لِلـ… …ـحُسْنِ سرْجٌ ولِجامُ
وجْههُ صُبْحٌ ولكنْ … …سائرُ الجسْم ظَلامُ
والذِي يصْلح لِلمَوْ … …لَى على العبْدِ حرامُ
(3) حوِّلِ التشبيهاتِ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ مقلوبةٍ وبيِّنْ أَيُّها أبلغُ:
(1) قال البحتريُّ يصفُ قصرًا فوق هضْبة :
في رَأسِ مُشرِفَةٍ، حَصَاهَا لُؤلُؤٌ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، يُشَابُ بعَنبَر
(2) وقال أيضاً :
وكانتْ يدُ الفتحِ بنِ خاقانَ عندكُمْ Cool يَدَ الغيْثِ عندَ الأرْض أجدَبَها المحْلُ
(3) وقال في الغزلِ :
لَسْتُ أنْساهُ إذْ بَدَاً مِنْ قَرِيبٍ، يَتَثَنّى تَثَنّيَ الغُصْنِ غَضّا
(4) وقال في المديح :
وأشرَقَ عن بِشرٍ، هوَ النّورُ في الضّحَى، وَصَافَى بأخلاقٍ، هيَ الطّلُّ في الصّبحِ
(4) حولِ التشبيهاتِ المقلوبةَ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ غيرِ مقلوبةٍ:
(1) ركبنا قطارًا كأَنهُ الجوادُ السبَّاقُ.
(3) ظهرَ الصبحُ كأَنهُ حجَّتُك الساطعةُ.
(2) فاحَ الزهرُ كأنه ذكركَ الجميلُ.
(4) تقلَّدَ الفارسُ سيفاً كأنهُ عزيمتُه يومَ النزالِ.
(5)كونْ تشبيهاً مقلوباً منْ كلِّ طرفينِ منَ الأطرافِ الآتيةِ مع وضعِ كلِّ طرفٍ معَ ما يناسبُه:
قصْفُ الرعد… . …غضَبةٌ…. …لَمْعُ البرقِ…. …أخلاقُه
نورُ جبينه……. …الصاعقةُ… . …شَعْرُهُ…. …ابتسامُه
شعاعُ الشمس… . …صوتُه… . …سوادُ الليل…. ……أزهارُ الربيع
(6) أَتممِ التشبيهاتِ المقلوبةَ الآتيةَ:
(1) كأنَّ Cool قدومَك لزيارتي.…(4) كأَنَّ Cool حرارةُ حقدِه.
(2) كأنَّ Cool جرأتَك. … (5) كأنَّ Cool حدُّ عزيمتك.
(3) كأنَّ Cool صوته المنكر. …(6) كأنَّ Cool احتياله.
(7) أتممِ التشبيهاتِ المقلوبةَ:
(1) كأنَّ عصفَ الريح Cool…(4) كأَنَّ الدُّررَ Cool
(2) كأنَّ ذلَّ اليتيم Cool… (5) كأَنَّ صفاءَ الماءِ Cool
(3) كأنَّ نضرةَ الوردِ Cool …(6) كأنَّ السِّحرَ Cool
(8)جاءَ في كتب الأَدبِ أَنَّ أبا تمام حينما قال في مدح أَحمدِ بن المعتصم :
إِقدامُ عمروٍ في سَمَاحةِ حاتِم في حَلْمِ أَحْنَفَ في ذَكاء إِيَاس
فقال بعضُ حُساده أَمام ممْدُوحه: "ما زدتَ على أَنْ شبّهتَ الأَمير بمنْ هم دونه".
فقال أَبو تمام :
لا تُنكِروا ضرْبي لَه منْ دُونَه … …مثلاً شَروداً في النّدى والباسِ
فالله قَدْ ضرب الأَقلَّ لِنُورِهِ … …مَثلاً مِن المِشْكاةِ والنبراس
فما معنى الردِّ الذي ساقه أبو تمام في البيتين السابقين؟ وهل في استطاعتك أنْ تدافع عن أبي تمام بحجةٍ أخرى بعد أنْ تنظر في البيتِ جميعهِ؟ وما نوع التشبيهِ الذي يُرْضِي هؤلاءِ النقَّادُ؟
(9) هاتِ تشبيهاتٍ مقلوبةً في وصفِ جريءٍ مقدامٍ، ثمَّ في وصفِ سفينةِ، ثم في وصفِ كلامٍ بليغٍ.
(10) قال المتنبي :
ولَوْلا احتِقارُ الأُسدِ شَبّهتُهمْ بها ولكِنّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ
تكلَّمْ على ما في البيت السابق من ضروب الحسن البياني، وهل تَري أن المدح يكون أبلغَ لو قال "شبهتها بهم" وماذا يكون التشبيه إذًا؟
================
(7) بلاغةُ التشبيهِ وبعضُ ما أُثِرَ منه عن العرب والمُحْدَثين
تنْشأُ بلاغةُ التشبيه منْ أنه ينتقل بكَ منَ الشيء نفسِه إلى شيءٍ طريفٍ يشبهه، أو صورةٍ بارعة تمثِّله. وكلما كان هذا الانتقالُ بعيدًا قليلَ الخطورة بالبال، أو ممتزجاً بقليل أو كثيرٍ من الخيال، كان التشبيهُ أروعَ للنفس وأدعَى إلى إعجابها واهتزازها.
فإذا قلتَ: فلانٌُ يُشبه فلاناً في الطول، أو إِنَّ الأرضَ تشبهُ الكره في الشكل، أو أَنَّ الجزرَ البريطانية تشبهُ بلادَ اليابان، لم يكنْ لهذه التشبيهاتِ أثرٌ للبلاغةِ؛ لظهورِ المشابهةِ وعدم احتياج العثور عليها إلى براعةٍ وجهْدٍ أدبيٍّ، ولخلوها منَ الخيال.
وهذا الضربُ منَ التشبيه يُقصَدُ به البيانُ والإيضاح وتقريبُ الشيء إلى الأفهام، وأكثر ما يستعمل في العلوم والفنون.
ولكنكَ تأخذكَ رَوْعةُ التشبيه حينما تسمعُ قول المعري يَصِف نجماً :
يُسرِعُ اللّمحَ في احمرارٍ كما تُسرِعُ Cool في اللّمحِ مُقلةُ الغَضبانِ
فإنَّ تشبيهَ لمحات النجم وتأَلقِه مع احمرارِ ضوئه بسرعةِ لمحةِ الغضبان من التشبيهاتِ النادرة التي لا تنقادُ إلا لأَديب. ومنْ ذلك قولُ الشاعر :
وكأنَ النُّجُومَ بينَ دُجاها Cool سُننٌ لاحَ بينهُنَّ ابتداعُ
فإِنَّ جمال هذا التشبيه جاء من شعورك ببراعة الشاعر وحذقه في عقد المشابهة بين حالتين ما كان يخطر بالبال تشابههما، وهما حالةُ النجوم في رُقْعةِ الليل بحال السُّننِ الدينية الصحيحة متفرقةً بين البدعِ الباطلةٍ. ولهذا التشبيه روْعةٌ أخرى جاءََت منْ أَنَّ الشاعر تخيّل أنَّ السنن مضيئةٌ لمَّاعةٌ، وأَنَّ البدعَ مظلمةٌ قاتمةٌ.
ومنِ أبدع التشبيهاتِ قولُ المتنبي :
بَليتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لم أقِفْ بها وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّرْبِ خاتمُهْ
يدعو على نفسه بالبِلى والفناءِ إِذا هو لم يقفْ بالأَطلال ليذكرَ عهد مَن كانوا بها، ثم أَراد أَنْ يصوِّرَ لك هيئةَ وقوفه فقال:كما يقفُ شحيِحٌ فقد خاتمهُ في التراب، مَنْ كان يُوفَّقُ إلى تصوير حال الذاهلِ المتحير المحزون المطرقِ برأسه المنتقل منْ مكان إِلى مكان في اضطراب ودهشة بحال شحيحٍ فقد في التراب خاتمًا ثميناً؟ ولو أردنا أن نورد لك أمثلة منْ هذا النوع لطالَ الكلامُ.
--------
هذه هي بلاغةُ التشبيه من حيث مبلَغ طرافته وبُعد مرماهُ ومقدار ما فيه من خيالٍ، أمَّا بلاغته من حيثُ الصورةُ الكلاميةُ التي يوضع فيها أيضًا. فأقلُّ التشبيهات مرتبةً في البلاغة ما ذكرتْ أركانُه جميعُها. لأنَّ بلاغةَ التشبيه مبنيَّةٌ على ادعاءِ أَنَّ المشبّه عين المشبَّه به، ووجودُ الأداة ووجهِ الشبه معاً يحولان دون هذا الادعاء، فإذا حذفتِ الأَداةُ وحدها، أو وجهُ الشبه وحده، ارتفعت درجةُ التشبيه في البلاغة قليلاً، لأَنَّ حذف أحد هذين يقوي ادعاءَ اتحاد المشبَّه والمشبَّه به بعض التقوية. أمَّا أبلغ أنواع التشبيهِ فالتشبيهُ البليغُ، لأنه مبنيٌّ على ادِّعاء أنَّ المشبَّه والمشبَّه به شيءٌ واحدٌ.
هذا- وقد جرى العربُ والمُحدَثون على تشبيه الجوادِ بالبحر والمطر، والشجاعِ بالأَسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والشَّهمِ الماضي في الأُمور بالسيف، والعالي المنزلة بالنَّجم، والحليم الرزين بالجبلِ، والأَمانيِّ الكاذبة بالأحلامِ، والوجه الصبيح بالدينار، والشعر الفاحم بالليل، والماء الصافي باللجَيْنِ، والليل بموج البحر، والجيش بالبحر الزاخر، والخيْل بالريح والبرْق، والنجوم بالدرر والأَزهار، والأَسنان بِالبَرْدِ واللؤلؤ، والسفُنِ بالجبال ،والجداولِ بالحيات الملتوية، والشّيْبِ بالنهار ولمْع السيوف، وغُرَّةِ الفرس بالهلال. ويشبهون الجبانَ بالنَّعامة والذُّبابةِ، واللئيم بالثعلب، والطائشَ بالفَراش، والذليلَ بالوتدِ. والقاسي بالحديد والصخر، والبليدَ بالحِمار، والبخِيل بالأرض المُجْدِيَة.
وقد اشتهر رجالٌ من العرب بِخلال محمودةٍ فصاروا فيها أعلاماً فجرَى التشبيهُ بهم. فيشبه الوفيُّ بالسَّموْءَل ،و الكريم بحاتم، والعادل بعُمر ، والحليم بالأحْنَف، والفصيح بسحْبان، والخطيب بقُسٍّ ،والشجاع بعْمرو بن مَعْديكرب، والحكيمُ بلقمان ، والذكيُّ بإياس.
واشتهر آخرين بصفاتٍ ذميمة فجرَى التشبيهُ بهم أَيضاً، فيشبه العِييُّ بباقِل ، والأحمقُ بهبَنَّقَةَ ، والنادمُ بالكُسعِيّ ، والبخيل بمارد ، والهجَّاءُ بالحُطيّئَة ، والقاسي بالحجاج .
===============






الحقيقةُ والمجازُ
المجازُ اللغويُّ
الأمثلةُ:
(1) قال ابنُ العَمِيد في الغزل :
قَامَتْ تُظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ Cool نَفْسٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي
قامَتْ تُظَلِّلُنِي ومِنْ عجَبٍ Cool شَمْسٌ تُظَلِّلُنِي مِنَ الشَّمْسِ
(2) وقال البحتريُّ يَصِف مبارزة الفَتْح بن خاقان لأسد :
فلَمْ أرَ ضِرْغَامَينِ أصْدَقَ منكُمَا عرَاكاً إذا الهَيّابَةُ النّكسُ كَذّبَا
هِزَبْرٌ مَشَى يَبغي هِزَبْراً، وأغلَبٌ منَ القَوْمِ يَغشَى بَاسلَ الوَجهِ أغلَبَا
(3) وقال المتنبي وقد سقط مطرٌ على سيف الدولة :
لِعَيْني كُلَّ يَومٍ مِنْكَ حَظُّ … …تَحَيَّرُ مِنْهُ فِي أمْرٍ عُجابِ
حِمَالةُ ذَا الحُسَام عِلى حُسامٍ … …وَمَوْقِعُ ذَا السَّحَابِ على سَحَابِ
(4) وقال البحتريُّ :
إذا العَينُ رَاحتْ وَهيَ عَينٌ على الجَوَى، فَلَيْسَ بسِرٍّ ما تُسِرُّ الأضَالِعُ
البحثُ:
انظر إِلى الشطر الأَخير في البيتين الأولين، تجد أنَّ كلمة "الشمسِ " استعملت في معنيين: أحدُهما المعنى الحقيقي للشمس التي تعرفها، وهي التي تظهر في المشرق صبحاً وتختفي عند الغروب مساءً، والثاني إنسانٌ وضاءُ الوجه يشبه الشمسَ في التلأْلؤ، وهذا المعنى غير حقيقي، وإِذا تأملتَ رأيتَ أنَّ هناك صِلَةً وعلاقةً بين المعنى الأصليِّ للشمس والمعنى العارضِ الذي اسْتُعْمِلَتْ فيه. وهذه العلاقة هي المشابهةُ، لأَنَّ الشخص الوضيءَ الوجه يُشْبِه الشمس في الإِشراق، ولا يمكن أن يلتبس عليك الأَمر فتَفْهَم منْ "شمس تظللني" المعنى الحقيقي للشمس، لأَنَّ الشمس الحقيقية لا تُظَلِّل، فكلمة تظللني إِذا تمنع من إِرادة المعنى الحقيقي، ولهذا تسمَّى قرينةً دالةً على أَنَّ المعنى المقصودَ هو المعنى الجديدُ العارضُ.
وإذا تأَملت البيت الثاني للبحتريِّ رأَيت أنَّ كلمة "هِزَبْرًا" الثانية يراد بها الأَسد الحقيقي، وأنَّ كلمة "هزبر" الأُولى يراد بها الممدوحُ الشجاعُ، وهذا معنى غير حقيقي، ورأيت أنَّ العلاقة بين المعنى الحقيقي للأسد والمعنى العارض هي المشابهةُ في الشجاعة، وأنَّ القرينة المانعةَ من إرادة المعنى الحقيقي للأَسد هي أنَّ الحال المفهومةَ من سياق الكلام تدلُّ على أنَّ المقصود المعنى العارض، ومثل ذلك يقال في "أغْلب من القَوْم" و "باسِل الوَجْه أغْلبا" فإِن الثانية تدلُّ على المعنى الأصلي للأسد، والأولى تدل على المعنى العارض وهو الرجلُ الشجاع والعلاقة المشابهةُ، والقرينةُ المانعة من إرادة المعنى الأَصلي هنا لفظيةٌ وهي "من القوم".
تستطيعُ بعد هذا البيان أنْ تدرك في البيت الثاني للمتنبي أنَّ كلمة "حسام" الثانية استعملتْ في غير معناها الحقيقي لعلاقة المشابهة في تَحمُّل الأَخطار. والقرينةُ تُفهم منَ المقام فهي حالِيةٌ، ومثل ذلك كلمة "سحاب" الأَخيرة فإِنها استعملتْ لتدلَّ على سيف الدولة لعلاقة المشابهةِ بينه وبين السحابِ في الكرم، والقرينةُ حالِيَّةٌ أيضاً.
أَمَّا بيتُ البحتري فمعناه أنَّ عين الإنسان إِذا أصبحت بسبب بكائها جاسوساً على ما في النفس من وجْدٍ وحُزْن. فإنَّ ما تَنْطَوِي عليه النفسُ منهما لا يكون سرًّا مكتوماً؛ فأَنت ترى أنَّ كلمة "العين" الأولى استعملت في معناها الحقيقي وأنَّ كلمة "عين" الثانية استعملت في الجاسوسِ وهو غير معناها الأصلي، ولكنْ لأَنَّ العين جزءٌ من الجاسوس وبها يَعْملُ، أطلقَها وأراد الكلَّ شأنَ العرب في إِطلاق الجزء وإِرادة الكلِّ، وأَنت ترَى أنَّ العلاقة بين العين والجاسوس ليست المشابهةَ وإنما هي الجزئيةُ والقرينةُ "على الجوى" فهي لفظيَّةٌ.
ويتَّضحُ منْ كل ما ذكرنا أنَّ الكلماتِ: شمسٌ، وهِزَبْرٌ، وأغْلبُ، وحُسامٌ، وسحابٌ، وعينٌ، استُعملت في غير معناها الحقيقي لعلاقةٍ وارتباطٍ بين المعنى الحقيقي والمعنى العارضِ وتسمَّى كلُّ كلمة من هذه مجازاً لغويًّا.
القاعدةُ
(12) المَجَازُ اللّغَويُّ: هُوَ اللفظُ المُسْتعْمَلُ في غير ما وُضِعَ لَه لِعَلاقة مع قَرينةٍ مانِعةٍ مِنْ إِرادَةِ المعْنَى الحقيقي. والعَلاقةُ بَيْنَ الْمَعْنَى الحقيقي والمعنى المجازيِّ قدْ تكونُ المُشَابَهةَ، وقد تكونُ غيرَها، والقَرينَةُ قد تكونُ لفظيةً وقد تكونُ حَالِيَّةً.
نَمُوذَجٌ
(1) قال أبو الطيب حين مرض بالحمَّى بمصر :
فإنْ أمرَضْ فما مرِضَ اصْطِباري وَإنْ أُحْمَمْ فَمَا حُمَّ اعتزَامي
(2) وقال حينما أنْذر السحابُ بالمطر وكان مع ممدوحه :
تَعَرّضَ لي السّحابُ وقد قَفَلْنا فقُلتُ إليكَ إنّ مَعيَ السّحابَا
(3) وقال آخر :
بِلادي وإِنْ جارتْ على عزِيزهٌ … …وقومي وإنْ ضَنُّوا عليَّ كِرامُ.
الإجابةُ
المجاز السبب العلاقة توضيح العلاقة القرينة
1 مرض


حم لأن الاصطبار لا يمرض


لأن الاعتزام لا يحم المشابهة


المشابهة
شبه قلة الصبر بالمرض لما لكل منهما من الدلالة على الضعف
شبه انحلال العزم بالإصابة بالحمى لما لكل منهما من التأثير السيئ لفظية
وهي اصطباري
اعتزامي

2 السحاب الأخيرة لأن السحاب لا يكون رفيقاً المشابهة شبه الممدوح بالسحاب لما لكليهما من الأثر النافع معي
3 بلادي لأن البلاد لا تجور غير المشابهة ذكر البلاد وأراد أهلها فالعلاقة المحلية جارت
تمريناتٌ
(1)الكلماتُ التي تحتهاخطٌّ استُعْمِلَتْ مرَّةً استعمالاً حقيقيًّا، ومرَّة استعمالاً مجازيًّا، بيَّنِ المجازيَّ منها مع ذكر العلاقةِ والقرينةِ لفظيةً أَو حاليَّةً.
(1) قال المتنبي في المديح :
فيَوْماً بخَيْلٍ تَطْرُدُ الرّومَ عنهُمُ وَيَوْماً بجُودٍ تطرُدُ الفقرَ وَالجَدْبَا
(2) وقال أيضاً :
فَلا زَالَتِ الشّمسُ التي في سَمَائِهِ مُطالِعَةَ الشّمسِ التي في لِثَامِهِ
(3) وقال أيضاً :
عَيْبٌ عَلَيكَ تُرَى بسَيفٍ في الوَغى مَا يَصْنَعُ الصّمْصَامُ بالصّمصَامِ
(4) وقال أيضاً :
إذا اعتلَّ سيفُ الدوْلةِ اعتلّتِ الأرْضُ وَمَنْ فوْقَها والبأسُ وَالكرَمُ المَحضُ
(5) وقال أبو تمام في الرِّثاء :
وما ماتَ حتّى مات مَضْرِبُ سَيْفِهِ Cool مِن الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليه القَنا السُّمْرُ
(6) كان خالد بن الوَليد ِ رضي الله عنه إذا سارَ سارَ النصرُ تحت لِوائهِ.
(7) بنَيْتَ بيوتاً عالِياتٍ وقَبْلَها … …بنْيتَ فَخَارًا لا تُسامَى شواهِقُهْ
(2)(أجب عما يلي) :
(1) أمِنَ الحقيقةِ أم مِنَ المجاز كلمة "الشمسينِ" في قول المتنبي يَرثي أخت سيف الدولة؟ :
فَلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ وَلَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ
(2) أحقِيقة أمْ مجازٌ كلمة "بدرا" في قول الشاعر؟ :
وَقدْ نَظَرتْ بدْرُ الدُّجَى ورأَيْتُهَا … …فَكان كِلانا ناظِرًا وَحْدَه بَدْرَا
(3) أَحقيقةَ أم مجازٌ كلمة "ليالي" في قول المتنبي؟ :
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
(4) أحقيقة أمْ مجازٌ كلمةُ "القمرين" في قول المتنبي؟ :
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
(3)(أجب عما يلي):
(ا) استعمل الأَسماء الآتية استعمالاً حقيقيًّا مرةً ومجازيًّا أُخرى لعلاقة المشابهة:
البَرقُ – الرِّيح – المطر – الدُّرَر – الثعلب – النسْر – النجوم - الحَنْظَل.
(ب) استعمل الأفعال الآتية استعمالاً حقيقيًّا مرةً ومجازيًّا أخرى لعلاقة المشابهة:
غرِقَ – قتَلَ - مزَّقَ – شرِبَ - دَفنَ - أراقَ - رمَى - سقَطَ.
(4) ضعْ مفعولاً به في المكان الخالي يكون مستعملا استعمالا مجازيًّا، ثم اشرح العلاقة والقرينة:
أحيا طلعتُ حربٍ Cool نَثرَ الخطيبُ Cool …زَرعَ المحْسنُ Cool
قَوَّم المعلمُ Cool …قتَلَ الكسلانُ Cool …حاربتْ أوربا Cool
(5)ضع في جملةٍ كلمةَ "أذُنٍ" لتدلَّ على الرجل الذي يميل لسماع الوشاياتِ، وفي جملةٍ أخرى كلمةَ "يمينٍ" لتدلَّ على القوةِ، ثم بيِّنِ العلاقة.
(6)كوِّنْ أربع جملٍ تشتملُ كلَّ منها على مجازٍ لغويٍّ علاقتُه المشابهةُ.
(7)اشرح بيْتَي البحتري في المديح ثم بيِّن ما تضمنتْه كلمةُ"شمسين" من الحقيقة والمجاز :
طَلَعْتَ لهمْ وقتَ الشرُوقِ، فعَاينُوا سَنا الشمسِ من أُفْقٍ وَوَجهَك من أُفقِ
وَما عايَنُوا شمْسَينِ، قبْلَهُما، الْتقى ضِياؤهُما وَفَقْاً، من الغَرْبِ والشّرْقِ
=========== ======










(1) الاستعارةُ التصريحيةُ والْمَكنيَّةُ
الأمثلةُ:
(1) قال تعالى: {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (1) سورة إبراهيم.
(2) وقال المتنبي وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه :
فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَهُ ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ
(3) وقال في مدح سيف الدولة :
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
--------
(1) وقال الحجَّاجُ في إحْدى خُطَبه :
إني لأرَى رُؤُوساً قد أينَعَتْ وحانَ قِطافُها وإِنّي لَصَاحِبُهَا .
(2) وقال المتنبي :
ولمّا قَلّتِ الإبْلُ امْتَطَيْنَا إلى ابنِ أبي سُلَيْمانَ الخُطُوبَا
(3) وقال أيضاً :
ألمَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ وَالكَرَمُ وَزَالَ عَنكَ إلى أعدائِكَ الألَمُ
البحثُ:
في كل مثال من الأمثلة السابقة مجازٌ لُغويٌّ: أيْ كلمةٌ استُعْملت في غير معناها الحقيقيِّ، فالمثالُ الأَول من الأمثلة الثلاثة الأُولى يشتملُ على كلمتي الظلمات والنور ،ولا يُقْصد بالأُولى إلا الضلال، ولا يراد بالثانية إلاَّ الهدى والإيمان، والعلاقة المشابهة والقرينة حاليةٌ؛ وبيتُ المتنبي يحتوي على مجازين هما "البحرُ" الذي يراد به الرجل الكريم لعلاقة المشَابهةِ، والقرينةُ "مشى" و "الأُسْد" التي يراد بها الشجعان لعلاقة المشابهةِ، والقرينةُ "تعانقُه" والبيت الثالث يحتوي على مجاز هو "تصافحتْ" الذي يراد منه تلاقتْ، لعلاقة المشابهةِ والقرينة "بيضُ الهند واللمم".
وإذا تأملتَ كلَّ مجاز سبق رأيت أنه تضمَّن تشبيهاً حُذِف منه لفظ المشبَّه واستعير بدله لَفْظ المشبَّه به ليقومَ مقامَه بادعاء أنَّ المشبَّه به هو عينُ المشبَّه، وهذا أبعدُ مدى في البلاغة، وأدخَلُ في المبالغة، ويسمَّى هذا المجاز استعارةً، ولما كان المشبَّه به مصرّحاً به في هذا المجاز سمّيَ استعارةً تصريحيةً.
نرْجع إِذاً إلى الأمثلة الثلاثة الأَخيرة؛ ويكفي أنْ نوضحَ لك مثالاً منها لتَقيس عليه ما بعده، وهو قول الحجاج في التهديد: "إِنِّي لأَرى رؤوساً قد أيْنَعتْ" فإنَّ الذي يُفهَم منه أَن ْيشبِّه الرؤوس بالثمرات، فأَصلُ الكلام إِني لأرى رؤوساً كالثمراتِ قد أينعت، ثم حذف المشبّه به فصار إني لأرى رؤوساً قد أينعتْ، على تخيُّل أنَّ الرؤوس قد تمثلت في صورة ثمارٍ، ورُمزَ للمشبَّه به المحذوف بشيء من لوازمه وهو أينعتْ، ولما كان المشبَّه به في هذه الاستعارةُ محْتجَباً سميتِ استعارة ًمكنيةً، ومثلُ ذلك يقال في "امتطينا الخطوبا" وفي كلمة "المجد" في البيت الأخير.
القاعدةُ:
(13) الاسْتِعارَةُ مِنَ المجاز اللّغَويَّ، وهيَ تَشْبيهٌ حُذِفَ أحَدُ طَرفَيْهِ، فَعلاقتها المشابهةُ دائماً، وهي قسمانِ:
(أ) تَصْريحيّةٌ، وهي ما صُرَّحَ فيها بلَفظِ المشبَّه بهِ.
(ب) مَكنِيَّةٌ، وهي ما حُذِفَ فيها المشَبَّهُ بهِ ورُمِزَ لهُ بشيء مِنْ لوازمه.
نَمُوذَجٌ
(1) قال المتنبي يَصِفُ دخيل رسولِ الرّوم على سيف الدولة :
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعَى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي
(2) وصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال: كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بياناً .
(3) وقال تعالى على لسان زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (4) سورة مريم.
(4) وقال أعرابيٌّ في المدح: فُلانٌ يَرمي بِطَرْفِهِ حَيْثُ أَشَارَ الكَرمُ .
الإجابةُ
(1) أ ـ شُبِّهَ سيفُ الدولة بالبحر بجامع العطاءِ ثم استُعيرَ اللفظُ الدال على المشبَّه به وهو البحر للمشبَّه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحيةِ، والقرينةُ "فأَقبل يمشي في البساط".
ب ـ شُبِّهَ سيف الدولة بالبدرِ بجامع الرّفعةِ، ثم استعيرَ اللفظ الدال على المشبَّه به وهو البدر للمشبَّه وهو سيف الدولة، على سبيل الاستعارة التصريحيةِ، والقرينةُ "فأََقبل يمشي في البساط".
(2) شبِّهَ إمتاعُ العين بالجمالِ و إمتاعُ الأُذن بالبيانِ بقِرَى الضيف، ثم اشتُقَّ من القِرى يَقْرِي بمعنى يُمْتِعُ على سبيل الاستعارة التصريحيةِ، والقرينةُ جمالاً وبياناً.
(3) شُبِّهَ الرأسُ بالوقودِ ثم حذِف المشبَّه به، ورُمزَ إليه بشيءٍ من لوازمه وهو "اشتعل" على سبيل الاستعارة المكنيةِ، والقرينةُ إثبات الاشتعالِ للرأس.
(4) شُبِّهَ الكرمُ بإنسانٍ ثم حُذِفَ ورُمزَ إليه بشيء من لوازمه وهو "أَشار" على سبيل الاستعارة المكنيةِ، والقرينة إثباتُ الإشارة للكرم.
تمريناتٌ
(1) أجرِ الاستعارةَ التصريحية التي تحتها خطٌّ فيما يأتي:
(1)قال السَّريّ الرَّفَّاء الموصلي :
كلُّ زَنْجيَّة كأَنَّ سوَادَ الْـ … …لَيْل أَهْدى لها سَوادَ الإِهَابِ
(2) وقال أيضاًفي وصف مزيِّنٍ :
إذا لمعَ البرقُ في كَفِّهِ أفاضَ على الوجهِ ماءَ النَّعيمِ
له راحَة ٌ سَيرُها راحة ٌ تَمُرُّ على الوَجْهِ مَرَّ النَّسيمِ
(3) وقال ابن المعتز :
جُمِعَ الحقُّ لنا في إمامٍ، قتلَ البخلَ ، وأحيا السماحا
(2) أَجرِ الاستعارةَ المكنيةَ التي تحتها خطٌّ فيما يأْتي:
(1) مدحَ أَعرابيٌّ رجلاً فقال:تَطَلَّعتْ عيونُ الفضلِ لكَ، وأَصغتْ آذانُ المجدِ إليك.
(2) ومدحَ آخر قوماً بالشجاعة فقالَ: أَقْسمتْ سيوفُهمْ ألا تُضيع حقًّا لهم.
(3) وقال السريُّ الرَّفاء :
مواطنُ لم يَسحَبْ بها الغَيُّ ذيلَه وَكَمْ للعوالي بينَها من مساحِبِ
(3) عيِّنِ التصريحيةَ والمكنيةَ من الاستعارات التي تحتها خطٌّ مع بيان السبب:
(1) قال دعبِل الخزاعِيُّ :
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى
(2) ذمَّ أعرابيٌّ قوماً فقال: أُولئك قومٌ يصومونَ عن المعروفِ، ويُفْطرون على الفحشاءِ.
(3) وذمَّ آخرُ رجلاً فقال: إِنه سمينُ المال مهزولُ المعروف .
(4) وقال البحتري يرثي المتوكل وقد قتِلَ غِيلةً :
فَمَا قَاتَلَتْ عَنْهُ المَنَايَا جُنُودُهُ، وَلاَ دَافَعَتْ أمْلاَكُهُ وَذَخَائِرُهْ
(5) قال الشاعر :
وإِذا السعادةُ لاحظتْك عيونُها …نَمْ فالمخاوِفُ كلُّهُنَّ أَمانُ
(6) وقال أَبو العتَاهِية يهنِّئُ المهدي بالخلافة :
أتتْهُ الخِلاَفَةُ مُنْقادَةً Cool إلَيْهِ تُجَرِّرُ أذْيالَها
(4) ضعِ الأسماءَ الآتيةَ في جملٍ بحيثُ يكُون كلٌّ منها استعارةً تصريحيةً مرةُ ومكنيةً أخرى:
الشمسُ - البلبلُ - البحرُ - الأَزهارُ - البرقُ
(5) حوِّلِ الاستعاراتِ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ:
(1) قال أبو تمام في وصف سحابة :
ديمةٌ سَمْحةُ القيادِ سَكُوبُ Cool مستغيثٌ لها الثرَى المكروبُ
(2) وقال السَّرِيّ في وصف الثلج وقد سقطَ على الجبال :
أُلِمُّ برَبعِها حَذِراًفألقَى مُلِمَّ الشَّيبِ في لِمَمِ الجِبالِ
(3) وقال في وصف قلمٍ :
وأهيفُ إنْ زعزعتهُ البنا نُ أمطَرَ في الطّرْسِ لَيلاً أحَمّ
(6) حوِّلِ التشبيهاتِ الآتيةَ إلى استعاراتٍ:
(1) قال كعب بن زهير رضي الله عنه في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
إنّ الرّسولَ لَنُورٌ يُسْتضَاءُ بهِ، Cool وَصَارِمٌ من سيوفِ اللَّهِ مَسْلُولُ
(2) قال الشاعر :
أنا غُصْنُ من غصونِ سَرْحتِك، … …وفَرعٌ من فروعِ دوْحَتِك
(3) وقال الشاعر :
أَنا السَّيْفُ إِلا أِنَّ لِلسَّيْفِ نبْوةً … …ومِثْلِيَ لا تَنْبُو علَيْكَ مضاربُهْ
(4) قال تعالى :{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ..} (74) سورة البقرة.
(5) وقالت الخنساء ترثي أخاها صخراً :
وإنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُداةُ به Cool كَأَنّه عَلَمٌ في رَأْسِهِ نارُ
(6) أَنا غَرْسُ يديك.
(7) وقال شاعر الخوارج :
أَسَدٌ عليَّ وفي الحُرُوب نَعامَةٌ Cool رَبْداءُ تَجْفِلُ مِن صَفيرِ الصَّافِرِ !
(7) اشرح قول ابن سِنان الخفاجِي في وصف حمامةٍ، ثم بيِّن ما فيه من البيان :
وهاتِفَةٍ في الْبان تُمْلي غَرامَها … عليْنا وتتْلُو مِنْ صبابَتِها صُحْفَا
ولوْ صَدَقَتْ فِيما تقُولُ من الأَسى … لما لَبسَتْ طَوْقاً وما خضَبَتْ كَفَّا
=================












(2) تَقْسِيمُ الاستعارة إِلى أصْلِيَّةٍ وتَبَعِيَّةٍ
الأمثلة:
(1) قال المتنبي يَصِف قَلماً :
يَمُجُّ ظَلاماً في نَهارٍ لِسانُهُ وَيُفْهِمُ عمّنْ قالَ ما ليسَ يُسمَعُ
(2) وقال يخاطبُ سيف الدولة :
أُحِبّكَ يا شَمسَ الزّمانِ وبَدْرَهُ وَإنْ لامَني فيكَ السُّهَى والفَراقِدُ أ
(3) وقال المعرِّي في الرِّثَاءِ :
فَتًى عَشِقَتْهُ الْبَابلِيَّةُ حِقْبَةً … …فَلم يَشْفِهَا مِنْهُ برَشْفٍ وَلَا لَثْم
--------
(4) قال تعالى :{وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (154) سورة الأعراف.
(5) وقال المتنبي في وصف الأَسد :
وَرْدٌ إذا وَرَدَ البُحَيرَةَ شارِباً وَرَدَ الفُراتَ زَئِيرُهُ والنّيلا
البحثُ:
في الأَبيات الثلاثة الأُولى استعاراتٌ مكنية وتصريحية؛ ففي البيت الأَول شُبِّهَ القلمُ (وهو مَرْجعُ الضمير في لسانه) بإنسانٍ ثم حذفَ المشبَّه به ورُمزَ إِليه بشيءٍ من لوازمه وهو اللسانُ، فالاستعارة مكنيةٌ، وشُبِّهَ المدادُ بالظلام بجامعِ السواد واستعيرَ اللفظ الدالُّ على المشبَّه به للمشبَّه على سبيل الاستعارة التصريحية، وشبِّهَ الورقُ بالنهار بجامعِ البياض ثم استعيرَ اللفظُ الدالُّ على المشبَّه به للمشبَّه على سبيل الاستعارة التصريحية.
وفي البيت الثاني شبِّهَ سيفَ الدولة مرةً بالشمسِ؛ ومرّةً بالبدر بجامعِ الرفعة والظهور، ثم استعيرَ اللفظُ الدالُّ على المشبَّه به وهو الشمسُ والبرد للمشبَّه على سبيل الاستعارة التصريحية في الكلمتين، وشبِّهَ مَنْ دونه مرَّة بالسُّها ومرَّة بالنجومِ يجامعِ الصِّغَر والخفاء، ثم استعيرَ اللفظُ الدالُّ على المشبَّه به وهو السُّها والفراقد للمشبَّه على سبيل الاستعارة التصريحية في الكلمتين.
وفي البيت الثالث شُبِّهتِ البابليةُ -وهيَ الخمرُ - بامرأةٍ ثم حذفَ المشبَّه به ورُمزَ إليه بشيء من لوازمه وهو "عشِقَتْهُ" على سبيل الاستعارة المكنية.
إِذا رجَعْتَ إِلى كل إجراءٍ أجريناه للاستعارات السابقة، رأيتَ أننا في التصريحية استعرنا اللفظَ الدالَّ على المشبَّه به للمشبَّه وأننا لم نَعْملْ عملاً آخرَ، ورَمَزْنا إليه بشيءٍ من لوازمه، وأَنَّ الاستعارةَ تمَّت أيضاً بهذا العمل؛ وإذا تأملتَ ألفاظ الاستعارات السابقة رأيتها جامدةً غيرَ مشتقةٍ. ويسمَّى هذا النوع من الاستعارةِ بالاستعارةِ الأَصليةِ.
انظر إِذًا إِلى المثالين الأَخيرين تجدْ بكلٍّ منهما استعارةً تصريحيةً، وفي إجرائها نقول: شبِّهَ انتهاءُ الغضبِ بالسكوتِ بجامع الهدوءِ في كلًّ، ثم استعيرَ اللفظُ الدالُّ على المشبَّه به وهو السكوتُ للمشبَّه وهو انتهاءُ الغضبِ ثم اشتقَّ من السكوتِ بمعنى انتهاءِ الغضب سكتَ بمعنى انتهى.
وشُبِّهَ وصولُ صوت الأَسد إِلى الفرات بوصولِ الماءِ بجامعِ أنَّ كلاًّ ينتهي إلى غايةٍ ثم استعيرَ اللفظ الدالُّ على المشبَّه به وهو الورود للمشبَّه وهو وصول الصوتِ ثم اشتُقَّ منَ الورود بمعنى وصول الصوت ورد بمعنى وصل.
فإذا أنتَ وازنتَ بين إِجراءِ هاتين الاستعارتين وإِجراء الاستعاراتِ الأولى رأيتَ أَنَّ الإِجراءَ هنا لا ينتهي عند استعارةِ المشبَّه به للمشبَّه كما انتهى في الاستعارات الأُولى، بل يزيدُ عملا آخرَ وهو اشتقاقُ كلمةٍ من المشبَّه به، وأنَّ ألفاظ الاستعارة هنا مشتقةٌ لا جامدةٌ، ويسمَّى هذا النوعُ من الاستعارة بالاستعارةِ التبعيةِ، لأنَّ جريانِها في المشتقِّ كان تابعاً لجريانها في المصدر.
ارجع بنا ثانياً إلى المثالين الأخيرين لنتعلَّم منهما شيئاً جديدًا، ففي الأول وهو " وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ " يجوز أنْ يشبَّه الغضبُ بإنسان ثم يحذفُ المشبَّه به ويرْمز إليه بشيءٍ من لوازمه وهو سكتَ فتكون في "الغضبِ" استعارةٌ مكنيةٌ. وفي الثاني وهو "ورد الفراتَ زئيره" يجوز أن يشبَّه الزئيرُ بحيوان ثم يحذف ويرمز إليه بشيء من لوازمه وهو ورد فيكون في "زئيره" استعارةٌ مكنيةٌ، وهكذا كلُّ استعارةٍ تبعيةٍ يصحُّ أنْ يكون في قرينتها استعارةٌ مكنيةٌ غيرَ أنه لا يجوز لك إجراءَ الاستعارة إِلا في واحدةٍ منهما لا في كلتيهما معاً.
القواعدُ:
(14) تَكُونُ الاستعارةُ أَصْلِيّةً إِذا كان اللفظُ الذي جَرَتْ فيه اسماً جامدًا.
(15) تكون الاستعارةُ تَبَعِيّةً إِذا كانَ اللفظُ الذي جَرَتْ فيه مُشْتَقًّا أَوْ فِعْلا
(16) كلُّ تَبَعِيّةٍ قَرينَتُها مَكْنِيَّةٌ ، وإذا أُجْريتِ الاستعارةُ في واحدةٍ منهما امْتَنَعَ إِجْرَاؤُها في الأُخرَى.
نموذجٌ
(1) قال الشاعر :
عضَّنا الدهرُ بِنابهْ Cool ليْتَ ما حلَّ بِنابهْ
(2) وقال المتنبي :
حَمَلْتُ إلَيْهِ مِنْ لِسَانِي حدِيقَةً … …سقاها الحِجَى سَقيَ الرِّياضِ السَّحائبِ
(3) وقال آخر يخاطب طائرًا :
أَنْت في خضْراءَ ضاحِكةٍ … …مِنْ بكاءِ العارض الهتِن
الإجابةُ
(1) شُبِّهَ الدهرُ بحيوان مفْترسٍ بجامع الإيذاء في كلٍّ، ثم حُذفَ المشبَّه به ورُمزَ إِليه بشيءٍ من لوازمه وهو "عضَّ" فالاستعارة مكنيةٌ أصليةٌ.
(2) شُبِّه الشعرُ بحديقةٍ بجامع الجمالِ في كلٍّ، ثم استعير اللفظ الدالّ على المشبَّه به للمشبَّه فالاستعارةُ تصريحيةٌ أصليةٌ، وشُبِّهَ الحِجا وهو العقل بالسحاب بجامع التأثير الحسن في كلٍّ وحذف المشبَّه به ورمز إِليه بشيءٍ من لوازمه وهو "سقَى" فالاستعارة مكنيةٌ أصليةٌ.
(3) شُبِّهَ الإزهارُ بالضحِك بجامع ظهور البياضِ في كلٍّ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبَّه بهِ للمشبَّه، ثم اشتُقَّ من الضحك بمعنى الإزْهار ضاحِكةً بمعنى مُزهِرة، فالاستعارةُ تصريحيةٌ تبعيةٌ.
ويجوز أنْ نضرب صفْحاً عن هذه الاستعارة، وأَنْ نجْريها في قرينتها فنقول: شبِّهتِ الأرضُ الخضراء بالآدميِّ، ثم حذف المشبَّه به ورمز إِليه بشيءٍ من لوازمه وهو ضاحكةٌ فتكون الاستعارة ُمكنيةً.
وشُبِّه نزول المطرِ بالبكاء بجامع سقوط الماء في كلٍّ، ثم استعير اللفظ الدالُّ عَلى المشبَّه به للمشبَّه، فالاستعارةُ تصريحيةٌ أصليةٌ، ويجوز أن تُجْرَى الاستعارةُ مكنيةً في العارض.
تمريناتٌ
(1)بيِّن الاستعارةَ الأصليةَ والتبعية فيما يأتي:
(1) قال السَّريُّ الرّفاءُ يَصِف شِعْرَهُ :
إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ
(2) وقال ابن الرُّوميِّ :
بلدٌ صحِبْتُ به الشبيبةَ والصِّبا Cool ولَبِسْتُ ثوبَ العيشِ وهو جديدُ
(3) وقال أيضاً :
حَيَّتْكَ عنَّا شمالٌ طافَ طائفُها بجنه فَجَّرَتْ رَوحاً ورَيْحانا
هبتْ سُحَيراً فناجَى الغُصْنُ صاحبَه Cool سِرًّا بها وتداعَى الطيرُ إعلانا
(4) وقال البحتريُّ في وصف جيشٍ :
وإذا السّلاحُ أضَاءَ فيهِ حسبَته بَرّاً تَألّقَ فيهِ بَحْرُ حَدِيدِ
(5) قال ابن نُباتةَ السَّعْدِى في وصف مُهْرِ أغَرَّ :
وأدْهمَ يَسْتَمِدُّ الليْلُ مِنْه … …وتطْلُع بَيْن عَيْنَيْهِ الثُّريا
(6) وقال التّهاميُّ في رثاء ابنه :
يا كَوْكباً ما كانَ أَقْصرَ عُمْرَهُ … …وكَذاكَ عُمْرُ كَواكِبِ الأسْحار
(7) وقال الشريفُ في الشّيب :
ضؤءٌ تَشَعْشَعَ في سوادِ ذَوَائبي … …لا أَسْتضيءُ بهِ ولا أسْتَصْبحُ
بعْتُ الشبابَ بهِ على مِقةٍ لَه … …بَبْعَ العليمِ بِأَنَّه لا يرْبح
(8) وقال البحتريُّ في وصف قَصْرٍ :
مَلأتْ جَوَانِبُهُ الفَضَاءَ، وَعَانَقَتْ شُرُفَاتُهُ قِطَعَ السّحَابِ المُمطِرِ
(9) وقال في وصف روضةٍ :
يُضَاحِكُها الضّحَى طَوْراً، وَطَوْراً عَلَيْها الغَيْثُ يَنسَجِمُ انسِجَامَا
(10) وقال في الشَّيْبِ :
وَلِمَّةٍ كُنْتُ مَشْغُوفاً بِجِدّتِها، فَمَا عَفَا الشّيبُ لي عَنها ولا صَفَحَا
(11) وقال ابن التَّعاوِيذي في وصف روضةٍ :
وأعطافُ الغصُونِ لَها نشَاطٌ … …وأنْفاسُ النسِيم بها فُتُورُ
(12) وقال مِهيار :
ما لِسَارِي اللهْوِ في لَيْلِ الصَّبَا … …ضَلَّ في فَجْرٍ برأسي وضَحا
(2)اجعلِ الاستعاراتِ التبعيةَ الآتية أصليَّةً:
(1) قال الشاعر :
إِنْ أَمْطرتْ عيْنَايََ سَحًّا فعنْ … …بَوَارقٍ في مَفْرِقي تَلْمعُ
(2) وقال الشاعر :
إِنَّ التَّباعُد لا يَضُـ … …ـرُّ إِذَا تقاربتِ القُلُوب
(3)و قال ابن المعتز يصف سحابة :
باكِيةٌ يَضحَكُ فيهَا بَرْقُهَا … …مَوْصُولةٌ بِالأرْض مُرخَاةُ الطُّنبْ
(3)اجعلِ الاستعاراتِ الأصليةَ تبعيةً فيما بأْتي:
(1) شرُّ الناسِ من يرْضَى بهدم دِينه لبناء دنياهُ.
(2) شِراءُ النفوسِ بالإحسانِ خيرٌ منْ بيْعِها بالعُدْوانِ.
(3) إِن خَوضَ المرءِ فيما لا يعْنيهِ وفرارهِ منَ الحقِّ منْ أسبابِ عِثارهِ.
(4) خيْرُ حِليةٍ للشبابِ كَبْحُ النفسِ عندَ جُموحِها.
(4)هاتِ ستَ استعاراتٍ منها ثلاثٌ أصليةٌ وثلاثٌ تبعيةٌ.
(5)اشرح قول السريِّ الرَّفاءَ في وصف دولاب وبيِّن ما فيه من استعارات:
فمِنْ جنَانٍ تريك النَّوْرَ مُبْتَسماً … …في غيْر إِبّانِه والماءَ مُنْسَكِبَا
كأنَّ دُولابها إِذ أنَّ مُغْتَرِبٌ … …نَأَى فحنَّ إِلى أوْطانِهِ طَربا
باكٍ إذا عقَّ زهْرَ الروْض والدُهُ … …مِنَ الغَمام غَدا فِيهِ أباً حَدِبا
مُشَمِّرٌ في مسِيرِ لَيْس يبْعِدُهُ … …عن المَحلِّ ولا يُبْدِى لَه تَعبا
ما زَالَ يَطلُبُ رِفْدَ البحْرِ مُجْتَهِدًا … …لِلْبَرّ حتَّى ارْتَدَى النُّوَّارَ والعُشُبَا
========= ======















(3) تقسيمُ الاستعارةِ إلى مرشَّحةٍ ومجرَّدةٍ مُطلَقةٍ
الأمثلةُ:
(أ)
(1) قال تعالى: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى Cool} (16) سورة البقرة.
(2) وقال البحتريُّ :
يُؤدّونَ التّحِيّةَ مِنْ بَعِيدٍ، إلى قَمَرٍ، مِنَ الإيوَانِ، بَادِ
(3) وقال تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ } (11) سورة الحاقة.
(ب)
(4) وقال البحتريُّ :
وأرى المنايا إنْ رَأتْ بكَ شَيْبَةً جَعَلَتْكَ مَرْمَى نَبلِهَا الْمُتَواتِر
(5) كانَ فُلانٌ أكْتَبَ الناس إِذا شَربَ قلمُهُ منْ دَوَاتِه أوْ غَنَّى فوْقَ قِرْطاسهِ.
(6) وقال قُرَيْظُ بن أُنَيْف :
قَوْمٌ إِذَا الشَّرُّ أبْدَى ناجذيْهِ لَهُمْ طارُوا إِلَيْهِ زَرافاتٍ ووُحْدانَا
البحثُ:
في الأمثلة الأولى استعاراتٌ تصريحية في "اشتروا " بمعنى اختاروا، وفي "قمر" الذي يراد به شخص الممدوح، وفي "طغى" بمعنى زاد، وقد استوفت كلُّ استعارة قرينتَها، فقرينة الأولى "الضلالة"و قرينة الثانية "يؤدون التحية" وقرينة الثالثة "الماءُ"، وإِذا تأملتَ الاستعارة الأولى رأيت أنها قد ذكِر معها شيءٌ يلائم المشبَّه به، وهذا الشيءُ هو "فما ربحت تجارتهم"، وإِذا نظرتَ إِلى الاستعارة الثانية رأَيت بها شيئاً من ملائمات المشبَّه، وهو "من الإيوان باد"، وإِذا تأملت الاستعارةَ الثالثة رأيتها خاليةً مما يلائمُ المشبَّه به أو المشبَّه.
والأمثلة الثلاثة الثانية تشتمل على استعاراتٍ مكنيةٍ هي "الضمير" في رأت الذي يعود على المنايا التي شُبِّهتْ بالإنسان. و"القلم" الذي شُبِّه بالإنسان أيضاً و "الشرُّ" الذي شُبِّه بحيوان مفترس، وقد تمَّتْ لكل استعارة قرينتُها، إِذْ هي في الأُولى إِثبات الرؤْية للمنايا، وفي الثانية إثباتُ الشرب والغناء للقلم، وفي الثالثة إِثباتُ إِبداء الناجذيْن للشرِّ.
وإِذا تأملتَ رأيتَ أنَّ الاستعارة الأولى اشتملتْ على ما يُلائم المشبَّه به وهو "جعلتكَ مرمى نبلها" وأَنَّ الاستعارة الثانيةَ اشتملت على ما يلائم المشبَّه وهو "دواتُه قرطاسه"، وأَنَّ الاستعارة الثالثة خَلَتْ مما يلائم المشبَّه أَو المشبَّه به،و الاستعارة التي من النوع الأَول تسمَّى مرشحةً، والتي من النوع الثاني تسمَّى مجردةً، والتي من النوع الثالث تسمَّى مطلقةً.
القواعدُ:
(17) الاستعارة المُرَشَّحَةُ: ما ذُكِرَ معها مُلائم المشبَّهِ بهِ.
(18) الاستعارةُ المجرَّدَةُ: ما ذكِرَ معها مُلائمُ المشبَّهِ.
(19) الاستعارُة الْمُطْلَقة: ما خَلَتْ منْ مُلائماتِ المشبَّهِ به أو المشبَّه .
(20) لا يُعْتَبَرُ الترشيحُ أو التجريدُ إِلا بَعْدَ أنْ تَتمَّ الاستعارةُ باستيفائها قَرينَتَها لفظيةً أو حالِيَّةً، ولهذا لا تُسَمَّى قَرينةُ التصريحيةِ تجْريدًا، ولا قِرينةُ المكْنيةِ تَرْشِيحاً.
نَموذَجٌ
(1) خلُقُ فلانٍ أرقُّ منْ أنْفاس الصَّبا إِذا غازلت أزْهارَ الرُّبا .
(2) قال الشاعر :
فَإِنْ يهْلِكْ فكلُّ عمودِ قَوْمٍ … …مِنَ الدُّنْيا إِلى هُلْكٍ يَصِيرُ
(3) إِنِّي شديدُ العطشِ إِلى لِقائِك.
(4) قال تعالى :
ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ Cool فلا يُضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ
(5) وقال الشاعر :
سَقاكِ وحَيّانَا بكِ الله إنّمَا على العِيسِ نَوْرٌ والخدورُ كمائِمُهْ
الإجابةُ
(1) في كلمة الصَّبا وهي الريحُ التي تَهُبُّ منْ مطلَع الشمس - استعارةٌ مكنيةٌ ،لأَنها شُبِّهت بإِنسان وحذِفَ المشبَّه به ورُمِزَ إِليه بشيءٍ من لوازمه وهو أَنفاس الذي هو قرينة المكنية، وفي "غازلت" ترشيحٌ.
(2) في عمود استعارةٌ تصريحيةٌ أَصليةٌ، شُبِّهَ رئيسُ القوم بالعمود بجامع أَنَّ كلاًّ يحْمِل، والقرينة "يهلِك"، وفي "إلى هُلْك يصير" تَجْريدٌ.
(3) شُبِّه الاشتياقُ بالعطش بجامع التطلعِ إلى الغاية، فالاستعارةُ تصريحيةٌ أصليةٌ، والقرينة "إلى لقائك" وهي استعارةٌ مطلقةٌ.
(4) في مرضتُ استعارةٌ تبعية شُبِّهتِ الظلمة بالمرض والجامعُ خَفَاءُ مظاهر النشاط، ثم اشتُق من المرض مرِضتُ، فالاستعارة تصريحيةٌ تبعيةٌ، وفي "ما يضيءُ لها نجم ولا قمر" تجريدٌ.
(5) النورُ: الزهْر، أو الأَبيض منه، والمرادُ به هنا النساء، والجامع الحُسْنُ؛ فالاستعارة تصريحيةٌ أصليةٌ، وفي ذكر الخُدور تجريدٌ، وفي ذكر الكمائم ترشيحٌ فالاستعارةُ مطلقةٌ.
تمريناتٌ
(1)بيِّن نوعَ كلِّ استعارةٍ فيما يأْتي، وعيِّن الترشيحَ الذي بها:
(1) قال السريّ الرفاء :
وقدْ كتَبَتْ أَيْدي الرّبيع صحائفًا … …كأَنَّ سُطُورَ السَّرْوِ حُسْناً سُطُورُهَا
(2) وقال الشاعر :
إِذَا ما الدَّهْرُ جَرَّ على أُناسِ Cool حَوَادثَهُ أَناخَ بآخَرينا
(3) وقال المتنبي في ذمّ كافور :
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
(4) وقال علي الجارم في وصفِ موْقِعةٍ :
والموتُ يَخْطرُ في الْجمُوعِ وحَولَه أَجْنادُه من أَنْصُلٍ وَعَوالى
(5) وقال الشاعر :
رأَيتُ حباَلَ الشمسِ كفةَ حابلٍ … …تُحيطُ بِنَا مِنْ أَشْمُلٍ وحُنُوبِ
نَروحُ بِها والموْتُ ظَمْآنُ ساغِبٌ … …يلاحِظُنا في جيئةٍ وذُهوبِ
(6) وقال المتنبي :
أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ
(7) وقال أَبو تمام :
نامَت هُمومِي عَنِّي حِينَ قُلْتُ لَهَا … …هذَا أَبو دُلَفٍ حَسْبي بهِ وكَفى!
(8) حاذِرْ أِنْ تقتُلَ وقْتَ شبابِك، فإِنَّ لكلِّ قتلٍ قِصَاصاً .
(9) وقال بعضهم في وصف الكتب :
لنَا جُلَسَاءُ لا نَمَلُّ حَدِيثَهمْ … …أَلِبَّاءُ مأْمُونُون غَيْبًا وَمَشْهَدَا
(10) وقال أَبو تمام :
لمَّا انْتضَيْتُك لِلْخُطُوبِ كُفِيتُها … … والسَّيْفُ لا يَكْفِيكَ حتَّى يُنْتَضَى
(11) تَلطَّخَ فلانٌ بعارٍ لن يُغْسلَ عنه أَبدًا.
(2)ما نوعُ الاستعاراتِ الآتيةِ وأَينَ التجريدُ الذي بها؟
(1) رَحِمَ الله امرأً أَلجمَ نَفْسَه بإِبعادها عنْ شهواتها.
(2) اشتَر ِبالمعروفِ عِرْضَكَ منَ الأَذى.
(3) أضاءَ رأْيُهُ مُشْكلاتِ الأُمورِ.
(4) انطلقَ لسانُه عن عِقاله فأَوْجزَ وأَعْجَزَ.
(5) ما اكتحلتْ عينُه بالنوم أَرقاً وتَسهيدًا.
(6) قال المتنبي :
وحَجّبَتِ النّوَى الظّبَيَاتِ عني فَساعَدَتِ البراقِعَ والحِجالا
(7) لا تَخضْ في حديثٍ ليس منْ حقِّكَ سماعُه.
(8) لا تتَفكَّهُوا بأعراضِ الناسِ، فَشَرُّ الخُلُقِ الغِيبةُ.
(9) ببنَ فَكَّيْهِ حُسام مُهَنَّدٌ، لهُ كلامٌ مُسَدَّدٌ.
(10) اكتستِ الأَرضُ بالنباتِ والزهْر.
(11) تَبسَّم البَرقُ فأضاءَ ما حولَه.
(3)بيِّن لِمَ كانتِ الاستعاراتِ الآتيةَ مطلقةً واذكر نوعها:
(1) قال أَعرابي في الخمر : لا أشربُ ما يَشْربُ عقلي .
(2) وقال المتنبي يخاطب ممدوحه :
يا بَدْرُ يا بحْرُ يا غَمامَةُ يا لَيثَ الشّرَى يا حِمامُ يا رَجُلُ
(3) ووصف أعْرابيٌّ قَحْطاً فقال : الترابُ يابسٌ والمالُ عابس .
(4) وقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَآ أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} (175) سورة البقرة.
(5) رأيتُ جِبالاً تَمْخُرُ العُبابَ.
(6) طارَ الخبَرُ في المدينةِ.
(7) غنًى الطيرُ أُنْشُودَتَهُ فوقَ الأغصان.
(8) برزَتِ الشمسُ منْ خِدْرِها.
(9) يَهْجمُ علينا الدَّهْرُ بجيشٍ منْ أيامِهِ ولياليهِ.
(4)بيِّن الاستعاراتِ الآتيةَ وما بها من ترشيحٍ أو تجريدٍ أَو إطلاقٍ :
(1) قال المتنبي :
في الخَدّ أنْ عَزَمَ الخَليطُ رَحيلا مَطَرٌ تَزيدُ بهِ الخُدودُ مُحُولا
(2) قال التِّهاميُّ يعتذر لحسَّاده :
لا ذَنْب لي قدْ رُمْتُ كَتمَ فَضَائلي … …فَكأَنَّما برقعْتُ وجْهَ نهارِ
(3) قال أبو تمام في المديح :
نَال الْجزيرةَ إِمْحالٌ فقُلتُ لهمْ … …شِيموا نَداهُ إذا ما البرْقُ لَم يُشَم
(4) قال بدرُ الدين يوسُف الذهبي :
هلم يَا صاحِ إِلى رَوْضَةٍ … …يجْلُو بِها العاني صدَا هَمِّهِ
نَ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-bowah.forumarabia.com
 
البلاغة الواضحة الجزءالثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البلاغة الواضحة الجزءالرابع
» البلاغة الواضحة الجزءالخامس
» البلاغة الواضحة الجزءاالسابع
» البلاغة الواضحة الجزءاالثامن
» البلاغة الواضحة الجزءالتاسع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي :: منتدى الكتب العلمية-
انتقل الى: