منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي

سياسي - ثقافي - اجتماعي - ادبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البلاغة الواضحة الجزء السادس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حسن علي اصلع بواح
المدير العام
المدير العام
حسن علي اصلع بواح


عدد المساهمات : 616
نقاط : 31195
المستوى والانجاز : 3
تاريخ التسجيل : 09/02/2011
العمر : 34
الموقع : جده السعودية

البلاغة الواضحة الجزء السادس Empty
مُساهمةموضوع: البلاغة الواضحة الجزء السادس   البلاغة الواضحة الجزء السادس Icon_minitime1الأربعاء 3 أغسطس 2011 - 12:31


(2) النَّهْيُ
الأَمثلةُ:
(1) قال تعالى في النهي عن أَخذ مال اليتيم بغير حق: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ Cool} (34) سورة الإسراء.
(2) وقال في النهى عن قَطْعِ الإنسان رَحِمَه {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (22) سورة النــور .
(3) و قال في النهى عن اتخاذ بطانة السوء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ} (118) سورة آل عمران.
(4) وقال مسلم بن الوليد في الرشيد :
لا يعدَمَنْكَ حِمَى الإِسْلامٍ مِنْ مَلِكٍ …أَقَمْتَ قُلتًه مِنْ بَعْدِ تأويد
(5) وقال أَبو الطيب في سيف الدولة :
فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّهُ شُجاعٌ متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ
(6) و قال أَبو نواس في مدح الأمين :
يا ناقُ لا تَسْأمي ، أو تَبْلُغي مِلْكاً تَقبيلُ راحَتِهِ والرّكنِ سِيّانِ
متى تحطّي إلَيهِ الرّحلَ سالِمَة ً، تَسْتَجْمِعِي الخَلْقَ في تِمْثالِ إنْسانِ
(7) و قال أبو العلاء:
وَلا تجلس إِلى أَهْل الدنايا …فإن خَلائقَ السفَهَاءَ تُعْدِى
(8) و قال أَبو الأسود الدؤلي .
لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وتَأْتِيَ مِثْلَهُ Cool عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
(9) و قال البحتري :
لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ
(10) لا تَمْتَثلْ أمري (تقول ذلك لمن هو دونك)
(11) قال أبو الطيب يهجو كافورًا :
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
البحثُ:
إذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأيت كلاًّ منها يشتمل على صيغة يُطلب بهذا الكف عن الفعل: وإذا أنعمت النظر رأيت طالب الكفِّ فيها أعظم وأعلى ممن طلب منه. فإِن الطالب في أمثلة هذه الطائفة هو الله سبحانه وتعالى والمطلوب منهم هُمْ عبادُه. وهذا هو النهي الحقيقي- وإذا تأملت صيغته في كل مثال يرد عليك وجدتها واحدة لا تتغير، وهي المضارع المقرون بلا الناهبة.
انظر إذاً إلى الطائفة الثانية تجد أَن النهي في جميعها لم يستعمل في معناه الحقيقي. وهو طلب الكف من أَعلى لأَدنى؛ وإنما يدل على معان أخرى يدركها السامع من السياق وقرائن الأَحوال.
فمسلم بن الوليد في المثال الرابع لا يقصد من النهي إلا الدعاءَ للخليفة الرشيد بالبقاء لتأييد الإسلام و إعلاء كلمته.
وأبو الطيب في المثال الخامس إنما يلتمس من صاحبيه أن يكْتُما عن سيف الدولة ما سمعاه في وصف شجاعته و فتكه بالأعداء و حسْن بلائه في الحروب؛ لأنه شجاع و الشجعان يشتاقون إلى الحروب متى ذُكرت لهم، وهذا على ما جرت به عادة العرب في شعرهم إِذ يتخيل الشاعر أن له رفيقين يصطحبانه ويستمعان لإنشاده. فيخاطبهما مخاطبة الأنداد، وصيغة النهي متى وجِّهَتْ من نِدٍّ إلى نده أفادت الالتماس.
وأبو نوَاس في المثال السادس إنما يتمنى أن تتحمل ناقته مشاق السفر وألا ينزل بها السأم حتى تَبلغ ديار الأمين، فترى هناك كيف جمع الله العالمَ في صورة إنسان.
وأبو العلاء في بيته إنما ينصح مخاطبه و يرشده إِلى الابتعاد عن السفهاء و أهل الدنايا.
وأبو الأسود إنما يقصد توبيخ من ينهَى الناس عن السوء ولا ينتهي عنه، ويقصد الآخرون في الأمثلة الثلاثة الباقية إلى التيئيس، والتهديد، والتحقير على الترتيب.
القواعدُ:
(40) النَّهىُ طَلَبُ الكَفِّ عَن الْفِعْل عَلَى وَجْهِ الاستعلاء.
(41) لِلنَّهْى صِيغَةٌ واحِدةُ هي المضَارعُ مَعَ لا النَّاهِيَةِ .
(42) قَدْ تَخْرُجُ صِيغَةُ النَّهي عَنْ مَعْناها الحقيقي إلى مَعانٍ أخرى تُسْتَفَادُ مِنَ السياق و قَرَائن الأحوال، كالدُّعاء، والالتماس، والتمني، والإرشاد، والتوبيخ، والتيئيس، والتهديد، و التحْقِير.
نموذجٌ
بيَن صبغةَ النهي والمراد منها في كل مثال من الأَمثلة الآتية:
(1) قال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا .. (56) سورة الأعراف.
(2) و قال أبو العلاء :
لا تَحلِفَنّ على صِدقٍ ولا كَذِبٍ، فما يُفيدُكَ، إلاّ المأثمَ، الحَلِفُ
(3) و قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (11) سورة الحجرات.
(4) و قال تعلى عن المنافقين : {لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ..} (66) سورة التوبة.
(5) و قال البحتري يخاطب المعتمد على الله :
لاَ تَخلُ من عَيشٍ يكُرُّ سرُورُهُ، أبَداً، وَنيْرُوزٍ عَلَيْكَ مُعَادِ
(6) و قال الغَزي :
و لا تُثْقِلاَ جيدي بمِنةِ جاهل…أرُوحُ بهَا مِثْل الْحمَام مُطَوَقا
(7) و قال آخر :
لا تطلُبِ المجدَ إِنَّ المجدَ سُلَّمه …صعبٌ وَعِشْ مُسْتريحاً نَاعِمَ الْبَالِ
(8) و قالت الخنساء ترثي أخاها صخرًا
أعيْنَيَّ جُودا ولاَ تَجْمُدَا …ألا تبكِيانِ لِصخْرِ النَّدى
(9)و قال خالدُ بنُ صفْوان:لا تطلبوا الحاجاتِ في غير حِينهَا، ولا تطلبوا مِنْ غير أهْلِها.
الإِجابةُ
الرقم صيغة النهي المعنى المراد الرقم صيغة النهي المعنى المراد
1 ولا تفسدوا المعنى الحقيقي للنهي 6 لا تثقلا الالتماس
2 لا تحلفن الإرشاد 7 لا تطلب التحقير
3 لا يسخر التوبيخ 8 لا تجمدا التمني
4 لا تعتذروا التيئيس 9 لا تطلبوا الإرشاد
5 لا تخل ولا تطلبوا الدعاء
تمريناتٌ
(1) لِمَ كان النهيُ فيما يأتي للإِرشاد، و التمني و التهديد، و التحقير،على الترتيب؟:
(1) قال المتنبي :
لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
(2) لا تُمْطِري أَيَّتُها السماءُ.
(3) لا تُقْلِعْ عن عِنادكَ (تقوله لمنْ هو دونك).
(4) لا تُجْهدْ نفسَك فيما تعِبَ فيه الكرامُ.
(2) بينْ صيغَ النهى والمرادَ من كلِّ صيغة فيما يأتي:
(1) قال أبو الطيب في مدح سيف الدولة :
لا تَطْلُبَنّ كَريماً بَعْدَ رُؤيَتِهِ إنّ الكِرامَ بأسخاهُمْ يَداً خُتِمُوا
(2) وقال الشاعر :
لا تَحْسَبِ الْمجْد تَمْراً أنْتَ آكِله………لَنْ تبْلُغ المَجْد حتى تَلْعقَ الصبرا
(3)و قال الطغْرائي :
لا تطْمحنَّ إلى المراتِبِ قَبْل أن ……تتَكَاملَ الأدواتُ والأسبابُ
(4) و قال الشريف الرضي :
لا تَأمنَنَ عدُوا لانَ جانبُهُ …خشُونَةُ الصِّّلَ عُقْبَى ذلِكَ اللين
(5) و قال أبو الطيب :
فَلا تَنَلْكَ اللّيالي، إنّ أيْدِيَهَا إذا ضَرَبنَ كَسَرْنَ النَّبْعَ بالغَرَبِ
(6) وقال الشاعر :
لا تلهينَّكَ عنْ مَعادكَ لذَّةٌ …تَفْنى وتُورثْ دائِمَ الحسراتِ
(7) وقال المتنبي :
لا تَحْسَبُوا مَن أسرْتم كانَ ذا رَمَقٍ فَلَيْسَ يأكُلُ إلاّ المَيْتَةَ الضبُعُ
(8)و قال أَبو العلاء :
لا تَطْويَا السرَ عني يوْم نائبةٍ …فإنَّ ذلِكَ ذَنْب غيْرُ مُغتَفَر
و الخِلُّ كالماءِ يُبْدِي لي ضمائرَه …مع الصَّفَاءَ ويُخْفِيهَا مع الكَدر
(9) وقال الله تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (188) سورة البقرة.
(10) و قال أبو الطيب :
وَلا تَشَكَّ إلى خَلْقٍ فَتُشْمِتَهُ شكوَى الجريحِ إلى الغِرْبانِ وَالرَّخَمِ
(11) لا تطلبِ المجدَ واقنعْ فَمَطْلَبُ المجدِ صَعْبُ
(3) أجب عما يلي :
(1) هات مثالين تفيدُ صيغةُ النهي في كل منهما المعنى الأصلي للنهي.
(2) هات ثلاثة أمثلة تكون صيغة النهي في المثال الأول منها مفيدة الدعاء، و في الثاني الالتماسَ، و في الثالث التمني.
(3) هات ثلاثة أَمثلة تكون صيغة النهي في أَولها للإِرشاد و في الثاني للتيئيس. وفي الثالث للتهديد.
(4) لا تُفَارقْ فِراشَ نومِك.
قد يكون النهى في الجملة السابقة للإرشاد. أو التهديد، أو التوبيخ فبين حال المخاطب في كل حال من الأحوال الثلاث.
(5) حولِ الجمل الخبرية الآتية إلى جمل إنشائيةٍ من باب النهى، و عين المرادَ من صيغة النهي في كل جملة تأتي بها:
(1) أنتَ تعتمدُ على غيرك. (5) أَنتم تعتذرونَ اليوم.
(2) أنتَ تطيعُ أمري. (6) أنتَ تؤاخذني بكل هفوة.
(3) أنتَ تكثرُ من عتاب الصديق. (7) يحضرُ عليٌّ مجلسنا.
(4) أنتَ تنهى عن الشعرِ و تفعله. (8) يهملُ القرويونَ تعليم أبنائهم.
(6) اشرح البيتين الآتيين وبيِّن المراد من صيغتي النهي فيهما :
فَلا تُلْزِمنَّ الناس غير طباعهمْ …فَتَتْعب مِن طول العِتَابِ ويَتعبُوا
ولا تغْتَررْ منْهم بحُسنِ بشاشَةٍ …فَأَكثَرُ إيماضِ البوارقِ خلَّبُ
===================




(3) الاِسْتفهامُ وأَدواتهُ
(أ)- الهمزةُ وهلْ
الأمثلةُ:
(1) أَ أَنْتَ الْمُسَافِرُ أَمْ أَخُوكَ؟
(2) أ مُشْتَر أَنْتَ أَمْ بَائِع؟
أ (3) أشَعِيرًا زَرَعْتَ أَمْ قَمْحاً؟
(4) أراكِباً جئْتَ أَمْ مَاشِياً؟
(5) أَ يَوْمَ الجمعةِ يسْتَريحُ العُمَّالُ أَمْ يَوْمَ الأَحَدِ؟
(6) أ يَصْدَأ الذَّهَبُ؟
ب
(7) أ يسيرُ الغمامُ؟
(8) أتتحركُ الأرضُ؟
(9) هَلْ يَعْقِلُ الحيوانُ؟
جـ
(10) هَلْ يُحِسُّ النباتُ؟
(11) هَلْ ينمُو الْجَمَادُ؟
البحثُ:
الجمل السابقة جميعها تفيد الاستفهام، وهو كما تعلم طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل، وأدواته في أمثلة الطائفتين أ، ب " الهمزة " وفي أمثلة الطائفة جـ "هل". ونربد هنا أن نعرف الفرق بين الأداتين في المعنى والاستعمال.
ندبر أمثال الطائفة " أ " حيث أداة الاستفهام هي الهمزة تجد أن المتكلم في كل منها يعرف النسبة التي تضمنها الكَلامُ، ولكَنه يتردد بين شيئين ويطلب تعيين أحدهما لأنه في المثال الأول مثلاً يعْرف أن السفر واقع فعلا وأنه منسوب إلى واحد من اثنين، المخاطب أو أخيه، فهو لذلك لا يطلب معرفة النسبة، وإنما يطلب معرفة مفرد، وينتظر من المسئول أن يعين له ذلك المفرد ويدل عليه، ولذلك يكون جوابه بالتعيين فيقال له:"أخي"، مثلاً. وفي المثال الثاني يعلم السائل أن واحداً من شيئين:الشراء أم البيع قد نسب إلى المخاطب فعلاً، ولكنه متردد بينهما فلا يدري هو الشراء أم البيع، فهو إذا لا يطلب معرفة النسبة لأنها معروفة له، ولكنه يسأل عن مفرد ويطلب تعيينه، ولذا يجاب بالتعين فيقال له في الجواب:" بائع " مثلاً، وهكذا يقال في بقية أمثلة الطائفة"أ".
وإذا تدبرت المفرد المسئول عنه في أمثلة هذه الطائفة، وكذلك في كل مثال آخر يعرض لك، وجدته دائماً يأتي بعد الهمزة مباشرة سواء أكان مسندًا إليه كما في المثال الأول أم مسندًا كما في الثاني، أم مفعولاً به كما في الثالث، أم حالا كما في الرابع، أم ظرفاً كما في الخامس أم غير ذلك، ووجدت له معادلا يذكر بعد "أم" كما ترى في الأمثلة. وقد يحذف هذا المعادل فتقول: أأنت المسافر؟ أمشتر أنت؟ وهلم جرّاً.
انظر إلى أمثلة الطائفة "ب" حيث أداة الاستفهام هي الهمزة أيضا تجد الحال على خلاف ما كانت في أمثلة الطائفة " أ " فإنَّ المتكلم هنا متردد بين ثبوت النسبة ونفيها، فهو يجهلها ولذلك يسال عنها ويطلب معرفتها، ففي المثال السادس مثلاً يتردد المتكلم بين ثبوت الصدأ للذهب ونفيه عنه ولذلك يطلب معرفة هذه النسبة. ويكون جوابه بنعم إن أريد الإثبات، وبلا إن أريد النفي، وإذا تأملت الأمثلة هنا لم تجد للمسئول عنه وهو النسبة معادلاً.
ومما تقدم ترى أن للهمزة استعمالين فتارة يطلب بها معرفة مفرد، وتارة يطلب بها معرفة نسبة، وتسمَّى معرفة المفرد تصورا ومعرفة النسبة تصديقا.
انظر إلى أمثلة الطائفة " جـ " حيث أَداة الاستفهام " هل " تجد أن المتكلم في كل منها لا يتردد في معرفة مفرد من المفردات، ولكنه متردد في معرفة النسبة فلا يدري أمثبتة هي أم منفية فهو يسأل عنها، ولذلك يجاب بنعم إن أريد الإثبات، وبلا إن أريد النفي، ولو أنك تتبعت جميع الأمثلة التي يستفهم فيها بهل لوجدت المطلوب هو معرفة النسبة ليس غيرُ، "فهل" إِذاً لا تكون إلا لطلب التصديق ويمتنع معها ذكر المعادل.
القواعدُ:
(43) الاِسْتِفْهامُ طلَبُ الْعِلْمِ بشيء لَمْ يَكُن مَعْلوماً مِنْ قَبْلُ، ولهُ أَدَوَاتٌ كثِيرَةٌ مِنْها: الْهَمْزَةُ، وهلْ.
(44) يُطْلَبُ بالْهَمْزَةِ أَحَدُ أَمْرَيْن:
(أ) التَّصَورُ، وهو إِدْراكُ الْمُفْرَدِ، وفي هذِهِ الحَال تأتي الهمْزَةُ متلوَّةً بالْمَسْئُول عَنْهُ ويُذْكَرُ لهُ في الغَالِب مُعَادِلٌ بَعْدَ أَمْ.
(ب)التَّصْديقُ وهو إِدْراكُ النِّسْبَةِ، وفي هذِه الحال يمتَنعُ ذكْرُ الْمُعَادِل .
(45) يُطْلَبُ بهل التَّصْدِيقُ لَيْسَ غَيْرُ، وَيَمتَنِعُ مَعَهَا ذكْرُ الْمُعَادل .
(ب) بَقيةُ أدواتِ الاِسْتِفْهَامِ
الأمثلةُ:
(1) مَنِ اخْتَطَّ القَاهِرَةَ ؟
(2) مَنْ حفر تُرْعَةَ السُّوَيْسِ؟
(3) مَا الْكَرَى؟
(4) مَا الإِسْرَافُ؟
(5) مَتَى تَوَلى الخِلاَفَةَ عُمَرُ؟
(6) مَتَى يَعُودُ المُسَافرُونَ؟
(7) قال تعالى : {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} (6) سورة القيامة
(8) وقال تعالى :{يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا } (42) سورة النازعات
البحثُ:
الجملُ المتقدمة جميعها استفهامية، وإِذا تأملت معاني أدوات الاستفهام هنا رأيت أن "من " يطلب بها تعيينُ العقلاء، وأن " ما " تكون لغير العقلاء، ويطلب بها تارة شرح الاسم كما إذا قلت: ما الكَرى؟ فتجاب بأنه النوم، وتارة يطلب بها حقيقة المسمَّى، كما إذا قلت: ما الإِسرافُ؟ فتجاب بأَنه تجاوز الحد في النفقة وغيرها، ووجدت أن "متى " يطلب بها تعيين الزمان ماضياً أو مستقبلاً، وأيان للزمان المستقبل خاصة يتكون في موضع التفخيم والتهويل.
وهناك أدوات أخرى للاستفهام هي: كيف، وأين، وأَنَّى، وكم، وأي، "فكيف" يطلب بها تعيين الحال نحو: كيف جئتم؟ و"أين " يطلب بها تعيين المكان نحو: أَين دِجلة والفرات؟ و" أنَّى " تكون بمعنى كيف، نحو: أَنَّى تسودُ العشيرةُ وأَبناؤها متخاذلون؟ وبمعنى من أين نحو: أَنَّى لهم هذا المال وقد كانوا فقراءَ؟ وبمعنى متى نحو: أَنَّى يحضرُ الغائبون؟ و"كم" يطلب بها تعيين العدد نحو: كم جنديًّا في الكتيبة؟ وأما "أيُّ " فيطلب بها تعيين أحد المتشاركَيْن في أَمر يعمهما؟ نحو: أي الأخوين أكبر سنا؟ وتقع على الزمان، والمكان، والحال، والعاقل، وغير العاقل على حسب ما تضاف إليه. جميع هذه الأدوات تأتي للتصور ليس غير، ولذلك يكون الجواب معها بتعيين المسئول عنه.
القواعدُ:
(46) لِلاِسْتِفْهَام أَدَوَاتٌ أخرى غيْرُ الهمزة وهَلْ، وهي:
مَنْ ويُطْلَبُ بهَا تَعْيين الْعُقَلاَء.
ما " " شَرْحُ الاسمِ أو حقيقة المسمَّى.
مَتَى " " تَعْيينُ الزَّمَان مَاضِياً كانَ أو مستقبلا.
أَيَّان " " الْمُسْتَقْبَل خاصَّةً وتكون مَوْضِع التَّهويل.
كَيفَ وَيُطلَبُ بها تَعْيينُ الحال.
أيْنَ " " " المكان.
أَنَّى وتأتى لِمَعَان عِدَّةٍ، فتكونُ بمعْنَى كَيْفَ، وبمعنى مِنْ أَيْنَ، وبمعنى مَتى.
كمْ ويُطَلبُ بها تَعْيينُ العَدَدِ.
أي ويُطلَبُ بهَا تَعْيينُ أَحَدِ الْمُتَشَاركين في أَمْرٍ يَعُمُّهُمَا، ويُسْأَلُ بها عَن الزَّمَان والْحَال والعَدَدِ والعَاقِل وغير العاقل عَلَى حَسَبِ مَا تُضَافُ إِليْهِ.
(47) جَمِيعُ الأَدَوَاتِ الْمُتَقَدِّمةِ يُطلَبُ بها التصوُّر، ولذلِك يكونُ الجوابُ معَهَا بَتعْيين الْمَسْئُول عَنْهُ.
0000000000000000000
(جـ) المعاني التي تُسْتَفَادُ مِنَ الاستفهامِ بالقَرَائن
الأمثلةُ:
(1) قال البحتري :
هل الدهر إلا غمرةٌ وانجلاؤها وشيكاً …وإلا ضيقة وانفراجها؟
(2) وقال أبو الطيب في المديح :
أتَلْتَمِسُ الأعداءُ بَعدَ الذي رَأتْ قِيَامَ دَليلٍ أوْ وُضُوحَ بَيَانِ
(3) و قال البحتري :
ألَسْتَ أعَمّهُمْ جُوداً، وأزْكَا هُمُ عُوداً، وأمضَاهُمْ حُسَامَا
(4) وقال أحمد شوقي :
إلامَ الْخُلْفُ بَيْنَكُمُ إِلا ما؟…وهَذِه الضَّجةُ الكُبرَى عَلامَا
(5) وقال أبو الطيب في الرثاء :
مَن للمَحافلِ وَالجَحافلِ وَالسُّرَى فَقَدَتْ بفَقْدِكَ نَيِّراً لا يَطْلُعُ
وَمَنِ اتخذتَ على الضّيوفِ خَليفَةً ضَاعُوا وَمِثْلُكَ لا يكادُ يُضَيِّعُ
(6) وقال يهجو كافورًا :
من أيّةِ الطُّرْقِ يأتي مثلَكَ الكَرَمُ أينَ المَحاجِمُ يا كافُورُ وَالجَلَمُ
(7)و قال أيضاً :
حَتّامَ نحنُ نُساري النّجمَ في الظُّلَمِ ومَا سُرَاهُ على خُفٍّ وَلا قَدَمِ
(8) وقال أيضاً وقد أصابته الحمَّى :
أبِنْتَ الدّهْرِ عِندي كُلُّ بِنْتٍ فكَيفَ وَصَلْتِ أنتِ منَ الزّحامِ
(9) وقال تعالى: {قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ} (136) سورة الشعراء.
(10) وقال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (53) سورة الأعراف .
(11) وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (10) سورة الصف .
البحثُ:
عرفتَ فيما مضى ألفاظ الاستفهام ومعانيها الحقيقية. هنا نريد أن نبين لك أن هذه الألفاظ قد تخرج إِلى معان أخرى تستفاد من السياق.
تدبر الأمثلة المتقدمة تجد البحتري في المثال الأول لا يسأل عن شيء، وإِنما يريد أن يقول ما الدهر إلا شدة سرعان ما تنجلي، وما هو إِلا ضيق يعقبه فرج، فلفظة هل في كلامه إِنما جاءت للنفي لا لطلب والعلم بشيء كان مجهولا.
وأبو الطيب في المثال الثاني إنما ينكر على الأعداء ارتيابهم في عُلا كافور والتماسهم البراهين على ما كتبه الله من النصر واختصه به من الجدِّ السعيد، بعد أن رأوا كيف يتردَّى في المهالك كل من أَراد به شرّا وكيف يُصيب الزمان كل من نوى له سوءا، فالاستفهام في البيت لا يفيد معنى سوى الإِنكار.
والبحتري في المثال الثالث إنما يريد أن يحمل الممدوح على الإِقرار بما ادعاه له من الفوْق على بقية الخلفاء في الجود وبسطة الجسم والشجاعة. وليس من قصده أن يسأل، فالاستفهام في كلامه للتقرير.
والشاعر في المثال الرابع يلوم مخاطبيه على تماديهم في الشقاق واستمرارهم في التخاذل والتنافر. ويقرعهم على غلوهم في الصخَب والضجيج، فهو قد خرج بأداة الاستفهام عن معناها الأصلي إلى التوبيخ والتقريع.
وأبو الطيب في المثال الخامس يقصد إلى التعظيم والإجلال بإِظهار ما كان للمرثي أيام حياته من صفات السيادة والشجاعة والكرم، مع ما في ذلك من إظهار التحسر والتفجع. أَما في المثال السادس حيث يهجو كافورًا فإنه ينتقصه ويعمِدُ إِلى تحقيره والحطّ من كرامته.
وإذا تدبرت بقية الأَمثلة وجدت أَدوات الاستفهام قد خرجت عن معانيها الأَصلية إِلى الاستبطاء والتعجب. والتسوية والتمني، والتشويق، على الترتيب.
القاعدةُ:
(38) قَدْ تَخْرُجُ أَلفاظُ الاستفهام عَنْ معَانِيها الأَصْلِيَّةِ لمعَانٍ أُخْرى تستفَادُ من سياق الكلام كالنَّفْي، والإِنْكَار، والتَّقْرير والتَّوْبيخِ والتعظيم، والتحقير والاستبطاء والتَّعَجبِ، والتّسْويةِ والتَّمَنِّي والتشويق.
نموذج (1)
(1) شَبَّ في المدينة حريقٌ لم تره، فسلْ صديقك عن رؤيته إِيَّاه.
(2) سمعت أنَّ أحد أخويك عليٌّ ونجيب أنقذ غريقاً. فسل عليًّا يعين لك المنقذ.
(3) إذا كنت تعرف أنَّ البنفسج يكثر في أحد الفصلين الخريف أو الشتاء لا على التعيين، فضَع سؤالا تطلب فيه تعيين أحد الفصلين.
الإجابة (1)
الرقم … السؤال المطلوب … شرح الإجابة
(1)…هل رأيت الحريق الذي شب في المدينة؟ …السؤال هنا عن النسبة وهل والهمزة صالحتان للاستفهام عنها فتذكر إحداهما ويؤتى بعدها بالجملة.
(2) …أأنت الذي أنقذت الغريق؟ …السؤال هنا للمسند إليه فيستفهم بالهمزة ويؤتى بعدها بالمسؤول عنه ثمَّ يؤتى بمعادل بعد أم.
(3) …أفي الخريف يكثر البنفسج أم في الشتاء؟ …السؤال عن الظرف ويتبع في تكوينه ما اتبع في المثال السابق.
نموذج (2)
لبيانِ الأغراض التي يدلُّ عليها الاستفهام في الأمثلة الآتية :
(1)قال أبو تمام في المديح :
هَل اجتَمعتْ أَحْيَاءُ عَدْنَانَ كُلُّهَا بِمُلْتَحَمٍ إلاَّ وأَنْتَ أَمِيرُها؟
(2)وقال البحتري :
أأكفُرُكَ النَّعْمَاءَ عِندي، وَقد نمتْ عَليّ نُمُوَّ الفَجْرِ، والفَجْرُ ساطِعُ
وأنتَ الذي أعْزَزْتَني بَعدَ ذِلّتي، فلا القوْلُ مَخفوضٌ ولا الطّرْفُ خاشعُ
(3)وقال ابن الرومي في المدح :
أَلستَ المرءَ يَجْبِي كلَّ حمدٍ إذا ما لم يكنْ للحمدِ جابِ
(4) وقال أبو تمام :
مَا للخُطوبِ طَغَتْ عليَّ كأنَّها جهلتْ بأنَّ نداكَ بالمرصادِ
(5) وقال آخر :
فَدَعِ الوَعيدَ فما وَعيدُكَ ضائري Cool أطَنينُ أجْنِحَةِ الذُّبابِ يَضيرُ
(6)قال الشاعر :
أضاعوني وأيَّ فَتى أَضاعوا؟ لِيوْم كريهَة وسداد ثَغْر
الإِجابة
الشرح الغرض صيغة الاستفهام الرقم
لأن المعنى أن بطون عدنان لم تجتمع في مكان قتال إلا أنت أمير عليها. النفي هل اجتمعت أَحياء عدنان 1
فإن البحتري يريد أن يقول لمدحه إنه لا يليق في أن أكفر نعماءك فقد غمرتني بها غمراً، بدلتني بالذل عزا، وبالخضوع والخشوع عظمة وعلواً. الإنكار أأكفرك النعماء عندي. 2
لأن القائل يريد أن يحمل الممدوح على الإقرار بما ادعاه من اجتماع المحامد له. التقرير ألست المرء يجبي كل حمد 3
فإن أبا تمام يعجب من تراكم الشدائد عليه في حين أن ممدوحه لها بالمرصاد يدفعها عنه نداه وعطاياه، ولذلك قال كأنها جهلت بأن نداك بالمرصاد. التعجب ما للخطوب طغت علي 4
لأن الشاعر يشبه وعيد عدوه بصوت أجنحة الذباب. التحقير الطنين أجنحة الذباب يضير 5
لأن المتكلم يريد أن يرفع من شأن نفسه ويبين أنه عماد العشيرة في أو قات الحروب والشدائد. التعظيم أضاعوني وأي فتي أضاعوا 6
تمريناتٌ
(1)أجب عما يلي :
(1) وعدك صديق أَن يزورك في الغد، فشككتَ في أَنه يزورك قبل الظهر أو بعده فضع سؤالاً تطلب به تعيين الوقت.
(2) علمتَ أنَّ واحدًا من عَميْكَ حامِدٍ ومحمود قد اشترى بيتا، فضع سؤالاً تطلب به تعيين المشتري.
(3) إذا كنتَ شاكًا في أَن القصب يزرع في الربيع أو في الصيف، فكيف تصوغ السؤال الذي تطلب به من المخاطب تعيين الزمان؟
(4) سل صديقك عن ميله إِلى الأسفار.
(2) أجب عما يلي :
سل عن: الحال، والمفعول به، والظرف والمبتدأ، والخبر، والجار والمجرور، في الجمل آلاتية:
نظم القصيدة متأثرا - اشترى قلماً - كتب الرسالة ليلاً - عليٌّ الفائز- مصر خِصْبة - الكتاب في البيت.
(3)سلْ عما يأتي:
(ا) أو ل الخلفاء الراشدين. (هـ) عدد المدارس العالية في مصر.
(ب) أطول شارع في المدينة. (و) موطن الفِيلة.
(حـ) حال مصر أيام المماليك. (ز) حقيقة الصدق.
(د) الزمن الذي ينضج فيه العنب. (ح) معنى الضيغَم.
(4)أجب عما يلي :
(1) لم كان الاستفهام في الأمثلة الآتية مفيدا النفي، والإنكار، والتعظيم، على الترتيب؟
(أ)قال الشاعر :
هل الدهْرُ إلا ساعةٌ ثم تنقضي… بما كان فيها منْ بلاءٍ ومنْ خَفْض؟
(ب) قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (40) سورة الأنعام .
(حـ) وقال ابن هاني الأندلسي :
منْ منكُمُ الملكُ المطاعُ كأَنَّهُ Cool تحتَ السوابغِ تُبَّعٌ في حِمْيَرِ
(2) لم كان الاستفهام في الأمثلة الآتية مفيداً التقرير، والتعجب والتمني على الترتيب ؟:
(1) قال تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (18) سورة الشعراء.
(ب) قالت إحدى نساء العرب تشكَو ابنها :
أنْشَا يُمزِّق أثوابي يؤدبني …أبَعْدَ شيء يبْغى عندِيَ الأدبا؟
(حـ) قال أبو العتاهية في مدح الأمين :
أنا اليوم لي، والحمدُ للَّه، أشْهرٌ Cool يَرُوح عليَ الغَمُّ منك ويَبْكُرُ
تذكَّر، أمينَ اللَهِ، حَقّي وحُرْمَتي Cool وما كنت تُوليني، لعلَك تَذْكُرُ
لياليَ تُدني منك بالقُرب مجلسي Cool ووجهُك من ماءِ البشاشة يقطُرُ
فمَن لي بالعين التي كنتَ مرّةً Cool إليَّ بها من سالِفِ الدَّهْرِ تَنْظُرُ؟
(5)ماذا يُرادُ بالاستفهام في الأمثلة الآتية؟:
(1) قال المتنبي :
ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ
(2) وقال أيضاً :
وَلَسْتُ أُبالي بَعدَ إدراكيَ العُلَى أكانَ تُراثاً ما تَناوَلْتُ أمْ كَسْبَا؟
(3)وقال أيضاً :
وَهَلْ تُغْني الرّسائِلُ في عَدُوٍّ إذا ما لم يَكُنَّ ظُبًى رِقَاقَا
(4) وقال حينما صرع بدرُ بن عمّار أسدا :
أمُعَفِّرَ اللّيْثِ الهِزَبْرِ بسَوْطِهِ لمَنِ ادّخَرْتَ الصّارِمَ المَصْقُولا
(5) وقال أبو تمام :
أسَرْبِلُ هُجرَ القولِ مَنْ لوْ هَجوتهُ Cool إِذاً لهجانِي عنهُ مَعروفهُ عِندِي
(6) وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي يمدح الرشيد :
وكَيْفَ أَخافُ الفَقْرَ أو أحْرَمُ الغِنَى Cool ورَأْيُ أَمِيرِ المُؤْمِنينَ جَمِيل
(7) وقال أحمد شوقي :
ما أنتِ يا دنيا ؟ أرؤيا نائمٍ أمْ ليلُ عرسٍ ، أمْ بساطُ سلافِ ؟
(8) وقال أبو الطيب :
وَمَا لكَ تُعْنى بالأسِنّةِ وَالقَنَا وَجَدُّكَ طَعّانٌ بِغَيرِ سِنَانِ
(9) وقال الشاعر :
هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ أَو هَلْ لها بتكلُّمٍ عَهْدُ
(10) وقال الشاعر :
حتَّى متَى أنْتَ في لَهوٍ وِفى لَعِبٍ؟ … والموْتُ نَحْوكَ يهو ي فاتِحاً فاهُ
(11)و قال أبو الطيب :
يَفنى الكَلامُ ولا يُحيطُ بفَضْلِكُمْ أيُحيطُ ما يَفْنى بمَا لا يَنْفَدُ
(12)و قال تعالى: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة .قلت : ومثله قول تعالى : {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (11) سورة الحديد .
(13)و قال أبو الطيب :
أيَدْري الرَّبْعُ أيَّ دَمٍ أراقَا وَأيَّ قُلُوبِ هذا الرّكْبِ شَاقَا
(14)وقال المتنبي في سيف الدولة يعُودُه من دُمّل كان فيه :
وَكَيفَ تُعِلُّكَ الدّنْيا بشَيْءٍ وَأنْتَ لِعِلّةِ الدّنْيَا طَبيبُ
وَكَيفَ تَنُوبُكَ الشّكْوَى بداءٍ وَأنْتَ المُسْتَغاثُ لِمَا يَنُوبُ
(15) قال أبو العلاء المعري :
يا ظالماً! عقدَ اليدَينِ، مصليّاً، مِن دون ظُلمِكَ يُعقَدُ الزُّنّارُ
أتظنُّ أنّكَ للمَحاسن كاسبٌ، وخبيُّ أمرِكَ شِرّةٌ وشَنار؟
(6)أجب عما يلي :
(1) استعمل كل أداة من أدوات الاستفهام في جملتين مفيدتين وأجب عن كل سؤال تأتي به، واجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقي
(2) استعمل همزة الاستفهام في ست جمل بحيث تكون في الثلاث الأولى منها لطلب التصور، وفي الثلاث الأخيرة لطلب التصديق، واجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقي.
(3) كوِّن ثلاث جمل استفهامية تامة، أداة الاستفهام في كل منها " هل"، اجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقي.
(4) هات ثلاث جمل أداة الاستفهام في كل منها " أنى " واستوف المعاني التي عرفتها لهذه الأداة، واجعل غرضك من الاستفهام معناه الحقيقي.
(7)أجب عما يلي :
(1) كون ثلاث جمل استفهامية بحيث يدل الاستفهام في الأولى على التسوية، وفي الثانية على النفي، وفي الثالثة على الإنكار.
(2) هات ثلاث جمل استفهامية: يدل الاستفهام في الأولى منها على التعظيم. وفي الثانية على التحقير، وفي الثالثة على التوبيخ.
(3) مثِّل للاستفهام الخارج عن معناه الأصلي للتعجب، ثم للتمني، ثم للاستبطاء.
(8)اشرح البيتين الآتيين وبين أغراض الاستفهام فيهما، وهما يُنسبان لأعرابي يمدح الفضلَ بن يحيى البَرمكي :
ولَائِمَة لَامَتْكَ يَا فَيْضُ في النَّدَى فَقُلْتَ لَها لَنْ يَقْدَحَ اللَّوْمُ في البَحْرِ
لتثنى الغيض عن عادة الندى Cool ومن ذا الذي يثني السحاب عن القطر
(4)التمنَّي
الأمثلةُ:
(1) قال ابن الرومي في شهر رمضان :
فليتَ الليلَ فيه كانَ شهرًا …ومرّ نهارُه مَرَّ السحابِ
(2) و قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} (53) سورة الأعراف .
(3)و قال جرير :
بانَ الشَّبابَ حَمِيدَةٌ أَيَّامُهُ Cool لو أَنَّ ذلكَ يُشْتَرَى أَو يَرْجِعُ
(4) و قال آخر :
أَسِرْبَ الْقَطا، هلْ مَنْ يُعيرُ جَناحَهُ ..َعلِّي إِلى من قَد هَويتُ أَطِيرُ
(5)و قال تعالى: {Cool قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (79) سورة القصص .
البحثُ:
الأمثلة المتقدمة جميعها من باب الإِنشاء الطلبي. وإذا تأَملت المطلوب في كل مثال وجدته أمراً محبوباً لا يرجى حصوله، إِما لكونه مستحيلاً كما في الأمثلة الأربعة الأولى، و إِما لكونه ممكناً غير مطموع في نيله كما في المثال الأخير، ويسمَّى هذا الضرب من الإِنشاء بالتمني.
و الأدوات التي أفادت التمني في الأمثلة المتقدمة هي: ليت، وهل، ولو، ولعل: غير أن الأداة الأولى أفادته بأصل الوضع، أما الثلاث الأخرى فإنها استُعْمِلت فيه للطائف بلاغية.
هذا وإِذا كان المطلوب المحبوب ممكناً مطموعاً في حصوله كان طلبه ترجياً، ويعبر فيه بلعل وعسى، و قد تستعمل فيه ليت لسبب يقصده البليغ كما في قول أبي الطيب :
فَيا لَيتَ ما بَيْني وبَينَ أحِبّتي مِنَ البُعْدِ ما بَيني وبَينَ المَصائِبِ
القواعدُ:
(49) التمني طَلَبُ أمْرٍ مَحْبُوبٍ لا يُرجَى حُصُولُه، إمَّا لِكَونِهِ مُسْتَحِيلاً، وإِمَّا لكونه مُمكِناً غَيرَ مطموع في نَيْلِهِ.
(50) واللفظُ الْمَوْضُوعُ للتمني لَيتَ، وقد يُتَمَّنى بهَل وَلو، وَلَعلَّ، لِغَرَض بلاغيٍّ .
(51) إذا كان الأمرُ المحبوبُ مِما يُرجَى حُصُولُهُ كانَ طَلَبُهُ ترَجِّياً، ويُعَبرُ فيهِ بلعل أَوْ عَسَى، وقد تستعمل فيه لَيتَ لَغَرَض بلاغي ٍّ .
نموذجٌ
لبيان ما في الأمثلة الآتية من تمنٍّ أو ترجٍّ، و تعييِن الأداة في كل مثال:
(1) قال صريع الغواني :
واهاً لأيامِ الصَبا وزمانِهِ لَوْ كانَ أسْعفَ بالقَيام قليلا
(2) و قال أبو الطيب :
فَلَيْتَ هوَى الأحبّةِ كانَ عَدلاً فَحَمّلَ كُلّ قَلبٍ ما أطَاقَا
(3) قال تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ} (11) سورة غافر .
الإجابةُ:
البيان الأداة المعنى المراد الرقم
لأن المطلوب هنا ممكن غير مطموع في حصوله. لو التمني 1
" " " " " مطموع في حصوله. ليت الترجي 2
" " " " " غير مطموع في حصوله. هل التمني 3
تمريناتٌ
(1)بين ما في الأمثلة الآتية من تمنٍّ أو ترجٍّ، وبين السرَّ في استعمال ما جاء من الأدوات على غير وضعِهِ الأصلي:
(1) قال مرْوانُ بن أبي حفصة في رثاء معْن بن زائدة :
فليتَ الشامِتِين بهِ فَدوهُ ولَيتَ العُمرَ مدَّ لَهُ فطَالا
(2) و قال أبو الطيب في رثاء أخت سيف الدولة :
فَلَيْتَ طالِعَةَ الشّمْسَينِ غَائِبَةٌ وَلَيتَ غائِبَةَ الشّمْسَينِ لم تَغِبِ
(3)و قال آخر :
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
(4)و قال الله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} (36) سورة غافر .
(5) و قال تعالى: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} (102) سورة الشعراء
(6)وقال الشاعر :
أمَنْزِلَتي مَيٍّ سلامٌ عليْكما Cool هلِ الأزْمُنُ اللاتي مضَيْن رواجعُ
(7) وقال المتنبي :
لَيتَ المُلُوكَ على الأقدارِ مُعْطِيَةٌ فلَمْ يكُنْ لدَنيءٍ عندَهَا طَمَعُ
(8) وقال في المديح :
لَيْتَ المَدائحَ تَسْتَوْفي مَنَاقِبَهُ فَما كُلَيْبٌ وَأهْلُ الأعصُرِ الأُوَلِ
(2)أجب عما يلي :
(1) هاتِ مثالين لكل أداة تفيد التمني.
(2) هات مثالين للترجِّي، واستعمل في الأول لعل و في الثاني عسى.
(3) هات مثالين للترجِّي، واستعمل في كل منهما " ليت " و بين السبب البلاغي في اختيار هذه الأَداة.
(3)انثُر البيتين الآتيين نثرًا وهما للمتنبي في مدح كافور :
لحَى الله ذي الدّنْيا مُناخاً لراكبٍ فكُلُّ بَعيدِ الهَمّ فيهَا مُعَذَّبُ
ألا لَيْتَ شعري هَلْ أقولُ قَصِيدَةً فَلا أشْتَكي فيها وَلا أتَعَتّبُ
================













(5) النّداءُ
الأمثلةُ:
(1) كتبَ أبو الطيب إِلى الوالي وهو في الاعتقال :
أمَالِكَ رِقّي ومَنْ شَأنُهُ هِباتُ اللُّجَينِ وعِتْقُ العَبيدِ
دَعَوْتُكَ عِندَ انْقِطاعِ الرّجَا ءِ والمَوْتُ مني كحَبل الوَريدِ
(2) وقال أَبو نُواس :
يا رَبِّ إنْ عَظُمَتْ ذنوبي كثْرَةً …فَلَقَدْ عَلِمْتُ بأنَّ عَفْوَكَ أعظمُ
(3) وقال الفرزدق يفتخر بآبائه و يهجو جريرًا :
أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ، إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ
(4) وقال آخر :
أَيا جامِعَ الدنيَا لِغَير بَلاغَةٍ … لِمنْ تَجْمَعُ الدُّنْيَا وأنت تَمُوتُ؟
البحثُ :
إذا أَردنا إقبال أَحد علينا دعوناه بذكر اسمه أو صفة من صفاته بعد حرف نائب مناب أدعو، ويسمَّى هذا بالنداء.
وأَدوات النداء هي: الهمزة، و أي، ويا، وآ، وآي، وأيا، وهيا، ووا.
والأصل في نداء القريب أن ينادى بالهمزة أو أي. و في نداء البعيد أَن ينادَى بغيرهما من باقية الأدوات، غير أن هناك أسباباً بلاغية تدعو إِلى مخالفة هذا الأصل، و سنشرح لك هذه الأسباب فيما يأتي:
تأَمل ا المثال الأَول تجد المنادى فيه بعيداً، ولكن أبا الطيب ناداه بالهمزة الموضحة للقريب، فما السبب البلاغي هنا؟ السبب أَن أبا الطيب أراد أن يبين أن المنادَى على الرغم من بعده في المكان، قريب من قلبه مستحضر في ذهنه لا يغيب عن باله، فكأنه حاضر معه في مكان واحد. وهذه لطيفة بلاغيَّة تسوغ استعمال الهمزة وأي في نداء البعيد.
انظر إلى الأمثلة الثلاثة الباقية تجد المنادى في كل منها قريبا، ولكن المتكلم استعْمل فيها أحرف النداء الموضوعة للبعيد فما سبب هذا؟
السبب أن المنادى في المثال الثاني جليل القدر خطير الشأن فكأَنَّ بُعد درجته في العِظم بعدٌ في المسافة، ولذلك اختار المتكلم في ندائه الحرف الموضوع لنداء البعيد ليشير إلى هذا الشأن الرفيع. وأما في المثال الثالث فلأنَّ المخاطب في اعتقاد المتكلم وضيع الشأن صغير القدر فكأنَّ بُعد درجته في الانحطاط بعدٌ في المسافة. وأما في المثال الأخير فلأن المخاطب لغفلته و ذهوله كأنه غير حاضر مع المتكلم في مكان واحد.
و قد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصلي و هو طلب الإِقبال إلى معان أخرى تستفادُ من القرائن، و من هذه المعاني ما يأتي:
(1) الزجر كقول الشاعر :
يا قلب ويْحك ما سمعتَ لنَاصِحٍ …لَمَّا ارْتَميْتَ ولا اتقَيْتَ ملامًا
(2) التحسر و التوجع ،قال الحُسَين بن مُطَير الأَسَدِي :
فيا قَبْرَ مَعْنٍ كَيْف وارَيْتَ جُودَهُ Cool وقَدْ كانَ مِنْه البَرُّ والبَحْرُ مُتْرعَا
(3) الإِغراء كقولك لمنْ أقبل يتظلم: يا مظلومُ تكلم.
القواعدُ:
(52) النّداءُ طَلَبُ الإِقْبَال بحَرْفٍ نَائِبٍ منَابَ أَدْعُو.
(53) أدوات النِّدَاءَ ثمان : الْهَمْزَةُ، و"أي"، و"يَا"، و"آ"، و"آي" و"أَيا"، و"هيَا"، و"وا".
(54) الهمزة وأي لنداء القريب، وغيرهما لنداء البعيد.
(55) قد ينزل البعيد منزلة القريب فينادَى بالهمزة و"أي"، إشارةً إلى قُربه من القلب و حضوره في الذهن.
وقد ينزَّلُ القريب منزلة البعيد فينادى بغير الهمزة و"أي"، إشارةً إلى عُلُوِّ مرتبته، أو انحطاط منزلته، أو غفلته وشرود ذهنه.
(56) يخرج النداءُ عن معناه الأصليِّ إلى معان أخرَى تستفادُ من القرائن، كالزجر والتحسر والإغراء.
نموذجٌ
لبيان أدوات النداء في الأمثلة الآتية، وما جرى منها على أصل وضعه في نداء القريب أو البعيد، وما خرج عن ذلك مع بيان السبب:
(1)قال الشاعر :
أَبُنَيَّ إِنَّ أَباكَ كارِبُ يَومِهِ Cool فإِذا دُعِيتَ إِلى المَكارِمِ فاعْجَلِ
(2) وقال الشاعر :
يا منْ يرجَّى للشدائد كلِّها … يا منْ إليه المشتكَى و المفزعُ
(3) و قال أبو العتاهية :
أيا منْ عاشَ في الدنيا طويلاً …و أفنَى العمرَ في قيلٍ وقالِ
وأتعبَ نفسَه فيما سيفنَى … يجمَّعُ منْ حرامٍ أو حلالِ
هبِ الدنيا تقادُ إليكَ عفواً … أليسَ مصيرُ ذلك للزوالِ؟
(4)و قال سوار بن المُضَرَّب :
ياأيها القلبُ هلْ تنهاكَ موعظةٌ … أو يُحدِثَنْ لك طولُ الدهرِ نسيانا
(5) وكتب والدٌ لولده ينصحه :
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
الإجابةُ
(1) الأداة "الهمزة" و قد استعملت في نداء القريب جرياً على الأصل.
(2) الأداة "يا" وقد استعملت في نداء القريب على خلاف الأصل، إشارة إلى علو مرتبة المنادى وارتفاع شأنه.
(3) الأداة "أيا" وقد استعملت في ندا ء القريب على خلاف الأصل، إشارة إلى غفلة المخاطب.
(4) الأداة "يا" وقد استعملت في نداء القريب على خلاف الأصل، إشارة إلى أنَّ المنادى غافل لاه فكأنه غير قريب.
(5) الأداة " الهمزة " وقد نودي بها البعيد على خلاف الأصل، إشارة إلى أن المنادَى حاضر في الذهن لا يغيب عن البال فكأنه حاضرُ الجثمان.
تمريناتٌ
(1) بيِّن أدوات النداء في الأمثلة الآتية، وما جرى منها على أصل وضعه في نداء القريب أو البعيد، و ما خرج منها عن ذلك مع بيان الأسباب البلاغية في الخروج:
(1) قال أبو الطيب :
يا صائِدَ الجَحْفَلِ المَرْهوبِ جانِبُهُ إنّ اللّيوثَ تَصيدُ النّاسَ أُحْدانَا
(2) وقال الشاعر :
أيا رَبِّ قَدْ أَحْسنتَ عودًا و بدْأةً… إليَّ فلم ينْهَضْ بإحْسانكَ الشكْر
(3) وقال الشاعر :
أَسُكَّانَ نَعْمَانِ الأَرَاكِ تَيَقَّنُوا بأنَّكمْ في ربعِ قلبيَ سكَّانُ
(4)و قال تعالى يحكى قول فرعون لموسى علبه السلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَونُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} (101) سورة الإسراء.
(5)و قال أبو العتاهية :
أيا منْ يُؤَمِّل طولَ الحياة …و طولُ الحياة عليه خطر
إذا ما كبِرْتْ وبانَ الشَّبابُ …فلا خيرَ في العيش بعدَ الكبر
(6) و قال أبو الطيب في مدح كافور من قصيدة أنشده إياها :
يا رَجاءَ العُيُونِ في كلّ أرْضٍ لم يكُنْ غيرَ أنْ أرَاكَ رَجَائي
(7) أي بُنَيَّ أعدْ عليَّ ما سمعت مني.
(8) أمحمدُ لا ترفعْ صوتكَ حتى لا يسمعَ حديثنا أحدٌ.
(9) أيا هذا، تنبهْ فالمكارهُ مُحْدِقَةٌ بك.
(10) يا هذا لا تتكلمْ حتى يُؤْذَنَ لكَ.
(2)نادِ منْ يأتي، مستعملاً أدوات النداء استعمالاً جارياً على خلاف الأصل من حيث قرب المنادَى وبعده، وبين العلل البلاغية في هذا الاستعمال:
(1) غائباً تحنُّ إلى لقائهِ. (3) منصرفاً عنْ عمله تدعوه إلى الجدِّ.
(2) سفيهاً تنهاهُ عن التعرضِ للكرام. (4) عظيماً تخاطبهُ و ترجوهُ أن يساعدكَ.
(3)ماذا يرادُ بالنداء في الأمثلة الآتية:
(1) وقال الشاعر :
أعدَّاءُ ما للعيشِ بعدك لذةٌ …و لا لخليلٍ بهجةٌ بخليلِ
(2) يا شجاعُ أقدمْ (تقوله لمن يترددُ في منازلة العدو).
(3) وقال الشاعر :
دَعوتُك يا بُنيِّ فلم تجِبْني Cool فَرُدّت دَعْوِتي يأساً عليِّ
(4) وقال الشاعر :
بالله قُلْ لي يا فُلا نُ وَلي أقولُ وَلي أُسائِلْ
أتُرِيد في السّبعِينَ ما قد كنتَ في العشرينَ فاعلْ
(5) وقال الشاعر :
يا دارَ عاتكةَ حيِّيتِ منْ دارِ …سيَّرْتُ فيكِ و فيمنْ فيكِ أشعاري
(4)أجب عما يلي :
(1) هات مثالين للهمزة المستعملة في نداء البعيد، وبين السبب في خروجها عن أصل وضعها في كل من هذين المثالين.
(2) هات مثالين للمنادى القريب المنزَّل منزلة البعيد لعلو مكانته.
(3) " " " " " " لانحطاط منزلته.
(4) " " " " " " لغفلته و شرود ذهنه.
(5) مثل للنداء المستعمل في التحسر والزجر والإغراء.
(5)انثر البيتين الآتيين نثرا فصيحاً وهما لأبي الطيب، وبين الغرض من النداء :
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
================
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://al-bowah.forumarabia.com
 
البلاغة الواضحة الجزء السادس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البلاغة الواضحة الجزء الثاني
» البلاغة الواضحة الجزءالثالث
» البلاغة الواضحة الجزءالرابع
» البلاغة الواضحة الجزءالخامس
» البلاغة الواضحة الجزءاالسابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي :: منتدى الكتب العلمية-
انتقل الى: