منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
ابتسم وعيش الفرحة
مرحبا اخي الزائر في منتدى حسن علي اصلع بواح حللت اهلا ووطئت سهلا نرجو منك التسجيل في منتدانا او الدخول اذا كنت مسجلا من قبل نتمنى لكم اقامة عامرة
المدير التنفيدي / حسن علي اصلع بواح
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي

سياسي - ثقافي - اجتماعي - ادبي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثالثة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ولد البلد
سكرتير تنفيذي
سكرتير تنفيذي
ولد البلد


عدد المساهمات : 41
نقاط : 500
المستوى والانجاز : 0
تاريخ التسجيل : 15/03/2011
العمر : 29

علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثالثة Empty
مُساهمةموضوع: علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثالثة   علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثالثة Icon_minitime1الخميس 4 أغسطس 2011 - 13:41

الباب الرابع

وصف التخلق البشري طورا العظام واللحم
المقدمـة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يم الدين وبعد:
ذكر القرآن الكريم النمو البشري ابتداء من مرحلة (النطفة)، وخلال عملية الحمل كلها بأسلوب سهل واضح رائع قول تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ(12)ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ(13)ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)﴾ [المؤمنون:12-14].
ويتضمن هذا البحث وصفاً لطورين:
1. تكون العظام.
2. تكوين العضلات في الجنين.
بمصطلحات (جنينية) معاصرة، ثم يتضمن مناقشة لطوري تكون العظام واللحم اللذين يصفان حدوث حدوث هاتين العمليتين.
أولاً: تكون العظام:
أوردت المؤلفات العلمية المعاصرة وصفاً مفصلاً، لتطور العظام والعضلات البشرية.
فالعظام لا تتطور معاً في آن واحد في الجسم كله، بل هناك برنامج أو جدول زمني لتكونها.
وأول عظام يكتمل تكونها على سبيل المثال: هي عظيمات الأذن الداخلية، (خلال المرحلة الجنينية) بينما لا تكتمل مراكز النمو للعظام الطويلة للأرجل إلا بعد سن العشرين من الولادة أو أكثر. ويمكننا مع ذلك أن نحدد مرحلة مميزة للعظام عندما يدخل الجنين مرحلة انتشار الهيكل العظمي حين يتكون الهيكل الغضروفي(العظم الأولى)في الأسبوع السابع.
وبهذا ينتقل شكل الجنين من مرحلة المضغة التي لا تحمل شكلاً آدمياً إلى مرحلة العظام التي يغلب عليها شكل الهيكل العظمى المميز للإنسان.
وتتضمن عملية تكون العظام، مجموعة طلائع خلايا الأنسجة الوسطى (النسيج الجنيني الضام) لكل من العظام الغشائية والعظام الغضروفية فحين تتكون العظام بين الأغشية (كعظام الفك السفلي والفك العلوي) تتكاثف خلايا النسيج الأوسط مكونة أكداساً من الخلايا، وتتميز على شكل خلية تعظم أو بدائية عظيمة، تفرز بدورها حول نفسها منبتاً عضوياً للعظام، يكون غنياً بالغراء.وعندما يحيط منبت العظام بالخلايا، تسمى خلايا عظمية، ويتمعدن (بترسب الكالسيوم) منبت العظام العضوي مع تعظمه.
وتتكون العظام الغضروفية على نحو مماثل، باستثناء الخلايا المتكثفة في الطبقة المتوسطة فإنها تتميز أولاً، على شكل جذعة غضروفية تكون المنبت العضوي لعظام الغضروف (انظر شكل: 4-1).
فيتكون الهيكل العظمي الأولى من الغضروف، ثم يحل العظم محل الغضروف، وتحيط طبقة من الأنسجة الضامة – تسمى غشاء الغضروف- بنموذج الغضروف (أو السمحاق الذي يغلف العظام)، ويكون بمثابة خزان للخلايا الأصول (الجذعات الغضروفية أو الجذعات العظمية) عند نمو هذه الأنسجة.
وبالرغم من أن طلائع خلايا العضلات والعظام قد تتجاور (في الفلقات مثلاً) فإن تاريخها يبدأ بالاختلاف عندام تبدأ الخلايا بالانتقال إلى أماكن مختلفة في الجنين (انظر الشكل 4-2) إذ إنها لا تنتشر في الجسم لتكسو العظام إلا بعد تكون الهيكل العظمي الغضروفي.
وتنبثق عظام الجسم الطويلة عن النسيج الأوسط الجنيني.
وتتكاثف خلايا هذا النسيج في الأطراف، فتتجمع في المنطقة التي تتكون فيها العظام.
ومن تلك الكتلة الكثيفة من الخلايا تبدأ عملية تكون الأنسجة التي يتميز فيا النسيج الأوسط على شكل جذعات غضروفية.
وتفرز هذه الجذعات بدورها حول نفسها المنبت العضوي للغضاريف.
وينجم عن عملية التغضرف ظهور نموذج غضروفي يعطي الجنين هيكله العظمي وشكله الإنساني.
وتنفصل الخلايا عن النسيج الضام، وتشكل قلادة عظيمة حول ساق النموذج الغضروفي.
وينفصل النسيج الغضروفي اللاوعائي نتيجة لذلك عن المواد المغذية المنتشرة، ويصبح نخرياً، وتموت الخلايا الغضروفية.
ويعقب ذلك انتشار خلايا الأنسجة الضامة، والعناصر الوعائية من الأنسجة الضامة المجاورة.
وتجتمع بعض هذه الخلايا المنتشرة على شكل جذعة عظيمة وتحيط نفسها بمنبت غضروفي عظمي عضوي حديث الإفراز، وبذلك تتكون الخلايا العظمية للعظم الحديث النمو (الذي كان قبل ذلك نموذجاً غضروفياً).
ومع أنه لا يبدأ تكون العظام على نحو موحد في الجسم كله، وتظهر الأنسجة العظمية بالتعاقب. فإن الأسبوع السابع يشهد مرحلة انتشار الهيكل العظمي في جسم الجنين ويبدأ نمو عظام الأطراف في براعم العظام الجنينية من خلايا النسيج الأوسط، وتظهر مراكز التعظم الابتدائي في الفخذ خلال الأسبوع السابع (انظر الشكل4-3) وفي القص والفك خلال الأسبوعين الثامن والتاسع. (انظر الشكل 4-4 ، 4-5).
وقد دونت عملية تكون العظام في الجنين البشري تدويناً جيداً في العقود الأخيرة. وقد تمت في علم الأنسجة، دراسة دور كل من النسيج الأوسط والجذعات العظيمة، وكاسرات العظام، والخلايا العظيمة.
ومما سهل معرفة مراحل ترسب الغضاريف والتمعدن في الجنين، تطبيق اجراءات الاصطباغ الخاصة بالغضاريف والعظام.
وبالرغم من وجود طلائع خلايا (جذوع العضلات) بالقرب من العظام النامية فإن التميز على شكل روابط عضلية هيكلية تكسو العظام يحدث بعد بدء عملية التعظم في نهايات العظام والساق (انظر الشكل 4-6).
ثانياً: مصطلح العظام:
قال تعالى:﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا﴾.
هذا النص القرآني يبين أن طور العظام يأتي بعد طور المضغة، وأن المضغة قد تطورت لديها عناصر هيكلية.
ووردت في القرآن الكريم مصطلحات محددة لوصف المراحل المختلفة.
ويعتبر شكل الجنين سبباً من أسباب اختيار المصطلح المستخدم لكل مرحلة.
وعلى سبيل المثال:
تصبح النطفة علقة، حينما تفقد مظهرها الذي يشبه النطفة.
وتصبح العلقة بالمثل مضغة، وفقاً للتغير في شكلها.
لذا فالطور الذي يلي المضغة يدعي طور العظام لأن الجنين يأخذ شكل العظام بانتشار الهيكل العظمي في هذا الطور.
ويشير حرف العطف (ف) في الآية الكريمة إلى أن طور العظام ينمو بعد طور المضغة بفترة قصيرة.
وبينما يستمر طور المضغة حتى الأسبوع السادس تقريباً فإن طور العظام يظهر في بداية الأسبوع السابع بتطور الهيكل العظمي الغضروفي.
وحول هذه الأمور روى حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة، بعث الله إليها ملكاً فصورها خلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها)[38]
ويتخذ الجنين في بدء طور العظام المظهر الإنساني الذي يميزه عن غيره من الأجنة، كما يصف الحديث الشريف ذلك بكلمة "صورها".
ويصعب قبل اليوم الثاني والأربعين تمييز الجنين البشري عن أجنة كثير من الحيوانات، مع أنه يكون مميزاً بوضوح في مظهره (انظر شكل 4-7)، وتبدأ بعض الخلايا غير المتخصصة للجنين في التخصص، وتتحول إلى أجزاء وظيفية متنوعة.
وينجم عن هذه العملية تكون الأعضاء وتهيئتها اللازمة للحياة. ويصبح سطح الجسم أكثر استواءً في طور العظام، ويتخذ في هذا الطور مظهراً أكثر استقامة كما ورد في القرآن الكريم ﴿الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)﴾ [الانفطار:7] .
ثالثاً: تكوين العضلات:
تنشأ معظم خلايا عضلات الهيكل العظمي من الفلقات.
لذا ينمو الجهاز العضلي على شكل فقري (مجزء).
ويشير توزيع الأعصاب الجلدية في جسم الإنسان البالغ إلى هذا التجزء العضلي (انظر الشكل 4-8).
كما يشير التجزء العضلي بدوره إلى أصل التجزء الجنيني (انظر الشكل 4-9).
وعند نهاية الأسبوع الخامس، وبداية الأسبوع السادس من النمو تنتقل الخلايا الأولية لهيكل الجسم، وخلايا الجلد الأولية بعيداً عن منطقة الفلقات الأصلية.
ثم تنمو هذه الخلايا وتتصل بالخلايا المجاورة، ويكون نموها في اتجاه البطن لتشكل القسيمات العضلية.
وتتجزأ هذه القسيمات العضلية بدورها إلى أجزاء خارجية (epimeric) وأجزاء داخلية (hypomeric) يزود كل منهما بفرع من العصب الشوكي.
وبصفة عامة فإن الجهاز العضلي للظهر ينشأ من طبقة الأجزاء الخارجية (epimeric).
بينما تنشأ عضلات جدران البطن والضلوع من الأجزاء الداخلية (hypomeric).
لقد درست عملية تكون العضلات على مستوى الخلويا دراسة جيدة خلال العقود القليلة الماضية. واتضح من ذلك أن الخلايا الابتدائية للخلايا العضلية تندمج معاً وتكون مركبات متعددة النويات تتخذ شكل أنابيب عضلية (Myotubes) (انظر الشكل 4-10).
ويستمر النمو باندماج كل من الخلايا العضلية والأنابيب العضلية، ويحدث بعد الاندماج مباشرة أو خلاله تأليف وتنظيم بشكل تدريجي للخيوط العضلية Myofilaments (الأكتين، الميوسين وغيرهما من البروتينات العضلية) في هذه الخلايا أو (الألياف) العضلية.
ويظهر ترتيب الألياف العضلية غير منتظم في البداية، ولكنها تدريجياً تنتظم في حزم من الألياف العضلية التي يتصف بها التنظيم النسيجي لعضلات الهيكل العظمي، ثم تتصل هذه الخلايا العضلية بغشاء العظام التي تكونت في هذا الموضع مكونة حول هذه العظام النسيج العضلي الذي يكسو تلك العظام. مع نهاية الأسبوع السابع وخلال الأسبوع الثامن، ويمكن ملاحظة تميز واضح لعضلات الجذع والأطراف والرأس، وقد بدت بصورة جلية في هذه الفترة وبهذا يصبح الجنين قادراً على إحداث بعض الحركات.

وقبل ألف وأربعمائة عام ذكر القرآن الكريم سبق تكون العظام في جنين الإنسان وما يعقبه من كساء العظام باللحم (العضلات) فقال تعالى:
﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴾ [المؤمنون:14] .
ويتم اتصال الألياف العضلية بالعظام بواسطة أوتار عن طريق تشابك النهايات القصوى للخلايا العضلية بحزم النسيج الضام للوتر المتكون. وهذا النسيج الضام الكثيف يتصل بقوة بالقشرة الخارجية المحيطة بالخلايا العضلية. كما يتصل كذلك بغشاء العظام الذي سبق تكوينه.
ومع نمو العظام فقد تنظمر حزم النسيج الضام داخل العظام على شكل ألياف: (شاربي) Sharpey, Sftbers. .
ويلاحظ أن تحلل الخلايا العضلية، وحلول عناصر النسيج الضام مكانها يمكن أن يقدم لنا تصوراً عن كيفية تكون الأوتار والصفاقات.
إن علم الحياة النمائية يهتم بدراسة تسلسل عمليات النمو التي تحدث في تكوين العظام والعضلات، ويمكننا أن نلخص نموذج التسلسل العام لهذه العمليات بما يلي:
(عندما تتكون عظام الهيكل فإن الطبقة المتوسطة التي تتشكل منها العضلات تبدأ في التجمع على هيئة كتل ظهرية أو بطنية، وتقوم بكساء أجزاء الهيكل العظمي المتكون)[39].
رابعاً: مصطلح الكساء باللحم:
لا تأخذ العظام واللحم (العضلات) شكلها الواضح المعروف في الأربعين يوماً الأولى[40] .
وتظهر في هيئتها المعتادة في الأسبوع السابع، ويشكل الجنين فتتميز لدينا مرحلة محددة مختلفة في مظهرها وتركيبها عن المرحلة السابقة (المضغة).
وتلي مرحلة العظام مرحلة أخرى تتميز عنها بكساء الهيكل العظمي باللحم من جميع جوانبه، فتتعدل الصورة الآدمية للجنين، وتتناسق الأعضاء بصورة أدق، وبذلك يبدأ الجنين بالحركة في نهاية الأسبوع الثامن.
وهذه مرحلة متميزة عن مرحلة العظام في التركيب والتناسق والصورة، وقدرة الجنين على الحركة.
وتبدأ هذه المرحلة من أواخر الأسبوع السابع إلى تمام الأسبوع الثامن. وتأتي عقب مرحلة العظام مباشرة، (انظر الشكل 4-11).
وهكذا جاء النص القرآني دالاً على التتابع السريع بين المرحلتين باستعمال حرف العطف (ف) الذي يفيد تعاقب الأحداث التي يربط بينها.
وتشير الآية الكريمة أيضاً إلى أن مرحلة الكساء باللحم تمثل نهاية لمرحلة من مراحل نمو الجنين لتبدأ بعدها مرحلة النشأة بفترة من الزمن يدل عليها استعمال حرف العطف (ثم) الدال على الترتيب والتراخي في الزمن بين الأفعال التي يربط بينها.
وكل ذلك قد دلت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى:
﴿ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)﴾


خامساً: الخلاصة:
إن إستخدام مصطلحي عظام (الهيكل العظمي) ولحم (العضلات) يبين بوضوح السمات الرئيسية للأسبوعين السابع والثامن على التوالي.
وهما يتسمان بفترتي تكوين العظام، وتكوين العضلات، ويصفان هذين الطورين بلغة واضحة بعيدة عن الغموض.
وبالرغم من أن أرسطو وبعض القدماء الذي أحرزوا تقدماً في هذا المضمار قد أشاروا إلى مفهوم النمو المتسلسل، إلا أن كثيراً من ملاحظاتهم قد استندت إلى وصف نمو أجنة الطيور، وهي لا تنطبق على المراحل الإبتدائية الأولى للتخلق البشري. كما أن البشرية لم تعرف أن خلق الإنسان في الرحم يمر بأطوار مختلفة إلا بعد منتصف القرن التاسع عشر([41]).
ويستطيع المرء أن يبحث في القرآن الكريم ليجد أول وصف تفصيلي للجنين حسب أطوار التخلق وأحداث النمو، وقد سبق بقرون كثيرة تلك المعلومات التي لم نتوصل إليها إلا حديثاً عن طريق جهود الكثيرين من العلماء والباحثين. وبعد أن تيسر للإنسان استخدام أدق الأجهزة والآلات التي لم تتوفر للإنسان إلا في عصرنا الحاضر.
الهوامش:

[38] أخرج الحديث مسلم في صحيحه 4/20.37 برقم: 2645، وله طريق آخر عنده عن حذيفة، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير 3/198 برقم 3044، وأبو داود في كتاب القدر: ورقة 44/45، واليسوطي في الجامع الكبير 1/8، وجعفر الفربابي ذكره ابن حجر في الفتح 11/483.

[39] PATIEN, HUMAN EMBERYELOGY, 3RD EDP 248 1968.

[40] انظر بحث الأربعين الأولى.

[41]انظر بحث نظرة تاريخية في علم الأجنة.

الباب الخامس

وصف التخلق البشري مرحلة النشأة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

مقدمة

يظهر على الجنين في نهاية الأسبوع الثامن خواص بشرية ، فتكسي العظام بالعضلات التي يغطيها الجلد ، وتتميز بعد ذلك بشكل واضح كل أعضاء الجسم ، وتبدأ بالعمل .

وتبدأ مرحلة النشأة في الأسبوع التاسع ، ويكون معدل النمو بطيئاً حتى بداية الأسبوع الثاني عشر وحينئذ يدخل طوراً جديداً من النمو السريع والتغير الكبير .

(الشكل 5-1) (وجدول 5-1) لملاحظة معدل تغير وزن الجنين )[42].




(الشكل 5-1) : رسم قياس للتغيرات في حجم الجنين البشري خلال مرحلة النشأة . لاحظ النمو السريع جداً من الأسبوع الثاني عشر حتى اكتمال فترة الحمل ( 38 أسبوعاً ) .

Permission from Moore, K.L . The Developing Human , Clinically Oriented Embryology 4th ed., Philadelphia, Saunders 1988 .

وقد ذكر القرآن الكريم هذا الطور في الآية الكريمة :

﴿ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ﴾ [المؤمنون:14] .

تعريف المصطلح :

كلمة ( نشأة ) مشتقة من فعل ( نشأ ) ولها عدة معان منها :

1) (بدأ)[43].

2) (نما)[44] .

3) (ارتفع ، ربا)[45] .

وقد ورد عن علماء التفسير في هذه الآية المعنيان التاليان :

I) تطور الجنين إلى مخلوق ناطق سميع بصير[46] .

II) نفخ الروح في الجنين[47] .

وقد ورد حرف العطف ( ثم ) مع ( أنشأنا ) في الآية ليفيد أن مرحلة النشأة تأتي بعد مرحلة الكساء باللحم على التراخي في الزمن بصورة تدريجية .

وتبدأ مرحلة النشأة (المرحلة الجنينية ) في الأسبوع التاسع ، ولكن هذه المعاني كلها لا تبدأ في الوضوح إلا فيما بعد ، كما أن نمو بعض الأعضاء يظهر في الأسبوع الحادي عشر . وتستمر مرحلة النشأة حتى نهاية الحمل أي : الأسبوع الثامن والثلاثين ، ويشير القرآن الكريم إلى هذا التأخر بحرف العطف (ثم).





خصائص مرحلة النشأة :
التطور للأعضاء والأجهزة :
تتميز مرحلة الحميل ببداية تكون الأعضاء وظهورها ، بينما تتسم مرحلة الجنين اللاحقة لها بتهيئة الأعضاء والأجهزة المختلفة للقيام بوظائفها[48] .

وهذا هو المعنى الذي أشار إليه المفسرون ( يصبح الإنسان كائناً ناطقاً سميعاً بصيراً )[49].

وتعتبر نهاية طور كساء العظام باللحم الحد الفاصل بين مرحلتي الحميل والجنين .

2) نفخ الروح :

تشير النصوص القرآنية[50] والنبوية[51] على أن الروح قد تنفخ في مرحلة الجنين ومعنى ذلك أن الحياة التي تكون قبل ذلك حياة من نوع آخر أطلق عليها علماء المسلمين (الحياة النباتية ).

كما تدل النصوص الشرعية على أن الروح تغادر البدن وقت النوم وتعود إليه باليقظة .

قال تعالى : ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(42)﴾[الزمر:42] .

وقال تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(60)﴾ [الأنعام:60].

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند استيقاظه : (الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور)[52] .

وعلى هذا يمكننا أن نعتبر ظاهرة النوم دليلاً على نفخ الروح في الجنين ودليلاً على وجودها[53] . ولا بد من إجراء المزيد من الدراسات فيما يتعلق بنمو الأعصاب في الجنين . لتحديد وقت نمو أنماط اليوم لديه . فلعل ذلك يكون محدداً لمرحلة نفخ الروح كما أنه عندما يتمكن الجنين من التحرك إرادياً برغبة منه مقارنة بالحركة الانعكاسية اللا إرادية ، يمكن اعتبار ذلك دليلاً على وجود الروح أيضاً .

3) التغيرات في مقاييس الجسم ، واكتساب الصورة الشخصية :

تحدث هذه العمليات كما هو مذكور في الآية التالية ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ(7)فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ(8)﴾ [الانفطار:7-8].

فالكلمة ( سواك ) في الآية الكريمة تعني جعل الشيء مستوياً ومستقيماً ومهيأً لأداء وظائفه، وتعني كلمة (عدلك) تغير الشكل والهيئة لتكوين شيء محدد[54]. وتبدأ التسوية خلال طور العظام[55] .

أما الحرف (ف) قبل كلمة (عدلك) فهو يشير إلى التسلسل المباشر . ويكون المعنى بذلك : (وبعد ذلك عدل هيئتك) لأن (عدلك) تبينها الآية التي تليها (في أي صورة ما شاء ركبك)[56].

وتتغير خلال مرحلة النشأة مقاييس الجسم ، وتتخذ ملامح الوجه المقاييس البشرية المألوفة.

فتنتقل الأذن على سبيل المثال من الرقبة إلى الرأس ، وتتحرك العينان إلى مقدمة الوجه ، ويصبح الطرفان السفليان أكثر طولاً مقارنة بالجسم .(انظر الشكلين 5-2 و 5-3).

ويشار إلى هذا بكلمة (تعديل) وتعني : التقويم . (المعجم الوسيط 2 : 588).

وتعني كلمة (صورة) في الآية الثانية (هيئة أو شكل) . المعجم الوسيط (1 : 528).


الشكل : 5-2 : رسم توضيحي يبين حجم أجزاء الجسم المتغيرة من الجسم خلال مرحلة النشأة حيث يساوي محيط الرأس في الأسبوع 36 محيط البطن تقريباً ، وقد يزداد محيط البطن فيما بعد ، والمصطلح الذي يستخدمه القرآن الكريم لوصف عملية حجم أجزاء الجسم هو ( التعديل ) .

Permission from Moore , K.L. The Developing Human, Clinically Oriented Embryology 4th ed., Philadelphia, Saunders 1988.

الشكل : 5-3 : صورة الجنين في الأسبوع الثاني عشر وهو في مرحلة النشأة :

1) الأذن . 2) العين . 3) المشيمة . 4) الحبل السري ، ويكون التعديل قد بدأ فتنتقل الأذن من الرقبة إلى جانب الرأس ، وتتحرك العينان إلى مقدمة الوجه . ويبلغ طول الجنين 85 ملم من الإكليل إلى الكفل .

(England, color Atlas of Life Before Birth, Chicago, Year Book Medical Publishers inc. 1983).

فالآية تعني إذاً أنه عقب بدء عملية التسوية مباشرة يطرأ تغيير على الجنين ، فيتخذ المقاييس الطبيعية (التعديل) ، ويحدث اكتساب الصورة الشخصية (التصوير) (انظر الشكل 5-4).

الشكل (5-4) : تم بواسطة أجهزة خاصة تصوير هذا الجنين المؤنث في الشهر الخامس في طور التصوير من مرحلة النشأة وهو في داخل الكيس المخاطي ، وكما يلاحظ فإن الجنين يتخذ مظهره الفردي ، ويظهر الجفنان والحاجبان بشكل واضح كما هو الحال بالنسبة لأظافر أصابع اليدين . ولا يتجاوز طول الجنين 250 ملم .

(Permission from Nilsson, A Child is Born, New York, De- lacorte Press 1982).

وتستمر عملية التعديل والتصوير حتى الولادة بل وبعدها .

4) تحديد الجنس :

ورد في القرآن الكريم والحديث النبوي ثلاث خطوات تحدد نمو الخصائص الجنسية (التذكير والتأنيث) .

وتحدث الخطوة الأولى :

في مرحلة النطفة[57] (التقدير في النطفة).

أما الخطوة الثانية :

وهي تمايز غدتي التناسل على شكل خصيتين أو مبيضين ، فإنها تحدث خلال مرحلة الكساء باللحم[58] .

وتحدث الخطوة الثالثة :

وهي : تميز الأعضاء التناسلية الخارجية خلال مرحلة النشأة .

كما يشير إلى ذلك الحديث الشريف الذي رواه مسلم (عن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى قال : إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها ، وخلق سمعها، وبصرها ، وجلدها ، ولحمها ، وعظامها ، ثم قال يا رب أذكر أم أنثى ، فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك)[59] .

فالحديث يفيد أن الملك يستأذن الله عز وجل في جعل الجنين ذكراً أم أنثى بعد خلق السمع والبصر واللحم والعظم والجلد ، فيأذن الله له بذلك .

وهذا يتحقق بخلق الأعضاء التناسلية الخارجية التي يتم بها التمييز النهائي للذكورة والأنوثة، وتكتمل بها أطوار تحديد الجنس ، ويتم ذلك في الأسبوع الثاني عشر .

وكما نلاحظ من الشكلين ( 5-5 ، 5-6 ) إمكانية التمييز بسهولة بين الأعضاء الخارجية تكون متماثلة إلى الأسبوع التاسع .

ويتبين من الشكلين (5-5) ، (5-7) إمكانية التمييز بسهولة بين الأعضاء التناسلية الخارجية للجنسين في الأسبوع الثاني عشر ، وتصعب قبل ذلك علماً بأن التطور الجنسي لمستقبل الجنين المتمثل في الغدد والأعضاء التناسلية الخارجية قد تحدد سلفاً وفقاً لجنس الكروموزوم … إلا أنه يحدث أحياناً أن الأعضاء التناسلية الخارجية تتطور في وضع مغاير للوضع الجيني السابق بالنسبة لتحديد نوع الجنس .

أطوار مرحلة النشأة :

وتشمل ما يلي :

1) النشأة خلقاً آخر :

يبدأ هذا الطور في الأسبوع التاسع ، ويستمر حتى الأسبوع الثاني والعشرين ، وتتضح في الجنين ، الصفات التالية :

I) النمو السريع ، والتطور الذي يتطابق مع معنى (النشأة) الذي تقدم[60] .

الشكل (5-5) : يوضح الشكلان (أ ، ب) نمو الأعضاء التناسلية الخارجية خلال الأسبوعين الرابع والسابع ، وتبين الأشكال (ج) و هـ) و (ز) نمو الأعضاء التناسلية الخارجية المذكرة في الأسابيع التاسع والحادي عشر والثاني عشر على التوالي ، وتظهر على اليسار أجزاء عرضية بيانية .

( الأشكال ج1 ، وهـ 1 ، إلى ( هـ 3) و ( ز1) عن تطور القضيب ويظهر فيها تكون المبال الإسفنجي ، وتبين الأشكال (د) ، و (و) ، و (ج) نمو الأعضاء التناسلية الخارجية المؤنثة في الأسابيع التاسع والحادي عشر والثاني عشر على التوالي .

الشكل 5-6 ، أ : الأعضاء التناسلية الخارجية للذكر خلال الأسبوع التاسع :

1) فتحة الشرج .

2) انتفاخ صفتي شفري .

3) الساق .

4) حشفة الذكر .

5) البروز الفني .

6) الصفن .

7) الحز الإحليلي ( المبالي ) .

8) ثنية بولية تناسلية .

(England, color Atlas of Life Before Birth, Chicago, Year Book Medical Publishers inc. 1983).

الشكل 5-6 ، ب : الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى :

1) فتحة الشرج .

2) البظر .

3) انتفاخ صفتي شقري ( الشفر الكبير ) .

4) الساق .

5) ثنية بولية تناسلية .

6) لاحظ التشابه الكبير بين الذكر والأنثى .

(England, color Atlas of Life Before Birth, Chicago, Year Book Medical Publishers inc. 1983).

الشكل 5-7 :

(أ) الأعضاء التناسلية الخارجية للذكر خلال الأسبوع الثاني عشر :

2) فتحة الشرج . 3) ميسم ظهاري . 6) الذكر . 7) البرز العجاني . 8) برز صفتي .

9) الصفن .

ب) الأعضاء التناسلية للأنثى خلال الأسبوع الثاني عشر :

1) فتحة الشرج .

2) الإليتان .

3) البظر .

4) انتفاخ صفني شفري .

5) الساق . ( يمكن التمييز هنا بسهولة بين الذكر والأنثى ) .

(England, color Atlas of Life Before Birth, Chicago, Year Book Medical Publishers inc. 1983).

فالجنين ينمو ببطء بعد طور اللحم ( الأسبوع التاسع ) مباشرة ، وحتى الأسبوع الثاني عشر ، ثم يتسارع النمو جداً انظر ( الشكل 5-8) ، ( وجدول 5-1 أوزان الجنين ) .

ب) تغيير طبيعة الجنين وتطور أعضائه .

فالهيكل العظمي يتطور من العظام الغضروفية اللينة إلى عظام صلبة متكلسة . وفي الأسبوع الثاني عشر من الحمل تظهر مراكز التعظم في غالب العظام ، وتتمايز الأطراف (انظر شكل : 5-9) .

ومن الممكن رؤية الأظافر على الأصابع ، وتتوزان أحجام الرأس والجسم والأطراف ، ولا سيما بين الأسبوعين التاسع والثاني عشر (انظر الشكل 5-2)([61]) .

ويظهر الشعر الزغبي على الجلد ، الذي يتمايز في هذه المرحلة إلى بشرة وأدمة ، ويزداد حجم الجنين بسرعة بصورة عامة ، ويتم التمييز بين الأعضاء التناسلية الخارجية بصورة واضحة في الأسبوع الثاني عشر([62]) .

وتتطور العضلات الإرادية وغير الإرادية ، ويظهر الجنين في هذه المرحلة بعض الحركات العادية الذاتية ، وبعض التقلصات العضلية الانعكاسية إذا ما نبهت بمنبه خارجي.

وبصورة عامة فإن التطور الوظيفي للجهاز العصبي يوازي تطور الدماغ والحبل الشوكي، وتظهر الحركات البدائية والغريزية كالمص والقبض بعد ذلك بفترة طويلة .

ومن ذلك فإن هذا الطور من مراحل التخلق يمثل مرحلة انتقال مهمة للجنين ، حيث تظهر ههذ الاستجابات الحركية المنسقة التي تتطور تدريجياً ، وتكون أكثر شدة ، وبالإضافة لذلك تحدث تطورات كثيرة ودقيقة في الجنين الذي انتقل من مرحلة خلقه الأولى حميل EMPRYO إلى مرحلة الجنين FETUS كما وصفه القرآن الكريم في قوله تعالى : ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾ [المؤمنون:14] انظر ( الجدول 5-1) .






المرحلة الجنينية : النشأة
الشكل 5-8 تنتهي الفترة الجنينية في نهاية الأسبوع الثامن . وتظهر في نهاية هذه الفترة بدايات كل الهياكل الأساسية ، وتتسف مرحلة النشأةب النمو بالسريع وتطورها ، وتتباطأ عملية النمو والتطور بين الأسبوعين التاسع والثاني عشر حتى تبدأ مرحلة النشأة بصورة كاملة في الأسبوع الثاني عشر ، ثم تستمر عملية النمو والتطور بعدها بسرعة ، ويمكن تمييز جنس الجنين في الأسبوع الثاني عشر .

Permission from Moore, K.L . The Developing Human , Clinically Oriented Embryology 4th ed., Philadelphia, Saunders 1988 .



الشكل 5-9 : مراكز تكون العظام الأولى في الجنين البشري خلال الأسبوع السابع بإذن من : Permission from Patten , 1968 .

وفي نهاية هذا الطور تكون أعضاء الجنين قد اكتملت وأصبحت مؤهلة للقيام بوظائفها .

أقل مدة للحمل :
يصبح الجنين بعد مرحلة النشأة خلقاً آخر قادراً على الحياة أو البقاء خارج الرحم ، عند تمام الشهر السادس من تخلقه ، ويتفق هذا المعنى مع معاني الآيات القرآنية الكريمة التالية : قال تعالى : ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾[الأحقاف:15] .وقال تعالى : ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ [لقمان:14] .وقال تعالى : ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [البقرة:233] .فهي تدل على أن أدنى مدة الحمل هي ستة أشهر ، وبهذا أفتى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأقره على ذلك الصحابة([63]) رضوان الله عليهم أجمعين ، وبه قال المفسرون .

3- الحضانة الرحمية : لقد تبين من الآيات الثلاث السابقة أن أدنى مدة الحمل ستة أشهر ، ولما كانت الولادة عادة تتم بعد تسعة أشهر فإنه يمكن اعتبار الأشهر الثلاثة الواقعة بين نهاية الحمل والولادة فترة حضانة رحمية ، لأن الأشهر الستة كافية لخروج ا لإنسان ليبقى على قيد الحياة ، وقد اعتبرها المفسرون أقل مدة ممكنة للحمل من خلال تلك الآيات . وقد أثبت العلم ما قرره المفسرون لاستحالة قدرة الجنين على التنفس قبل نهاية[64] الأسبوع الرابع والعشرين نظراً لعدم اكتمال قدرته على ذلك ومن هذا يتبين ما يلي :

1) الدقة في تحديد أقل مدة للحمل ، كما تشير إليها الآيات القرآنية .

2) إمكان اعتبار مرحلة الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل مرحلة حضانة رحمية.

المخاض أو الولادة :

تنتهي الحضانة الرحمية بولادة الجنين ، وقد ورد ذلك في الآية الكريمة:﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ(20)﴾ [عبس:20]

والتي من معانيها تيسير طريق الجنين لتيسير الولادة حيث تبدو قناة الولادة في وضعها الطبيعي ممراً يصعب مرور الجنين منه إلا أن عوامل كثيرة تسهل عملية الولادة ، انظر الشكل (5-10).

واستناداً إلى المعلومات العلمية المتوفرة فإننا نعرف الآن الدور الذي تؤديه العوامل التالية[65]:

1) هرمون ريلاكسين ، وهو هرمون يفرزه المبيضان والمشيمة ، ويؤدي إلى تراخي أربطة مفاصل الحوض ، وتليين عنق الرحم .

2) تقلصات الرحم ، وهي تبدأ في الجزء العلوي من الرحم ، الذي يتكون من نسيج العضلات المتقلصة المتحركة النشطة ، الذي يؤمن القوة اللازمة لدفع الوليد خلال الجزء السفلي الساكين الرقيق من الرحم .

3) أغشية السلى ، وهي عبارة عن كيس الماء الأمنيوني الذي يحيط بالجنين ويسهل انزلاقه.

المرحلة الجنينية – مرحلة النشأة

الشكل 5-10 : رسومات تبين عملية الولادة ، والمصطلح الإسلامي لهذه العملية هو (تيسير السبيل) .

(أ) و (ب) تمدد عنق الرحم في المرحلة الأولى من العملية . لاحظ أن الغشاء المخاطي المبطن للرحم والمشيمة يدفعان في قنان الرحم مما يسهل عملية تمددها .

(ج) و (د) و (هـ) مرور الجنين عبر قناة الرحمن والمهبل خلال المرحلة الثانية من الولادة .

(و) تقلص الرحم خلال المرحلة الثالثة وانكماش المشيمة وابتعادها عن جدار الرحم .

Permission from Moore, K.L . The Developing Human, Clinically Oriented Embryology 4th ed., Philadelphia, Saunders 1988 .

وتبرز هذه الأغشية الممتلئة بالسائل المخاطي على شكل كيس مائي من خلال عنق الرحمن مع كل تقلص من تقلصاته ، وتعمل على تسهيل تمدده .

وتؤمن هذه الأغشية – بعد أن تتمزق – سطحاً لزجاً ناعماً ينزلق الجنين عليه .

آلية ( هندسة ) المخاض :
يتغير وضع الجنين عند مروره عبر تجويف الحوض الذي له شكل غير منتظم . وهذه التغيرات التي تطرأ على الوضع العكسي ، هي على سبيل المثال ، النزول والانثناء والدوران الداخلي والتمدد ، واسترجاع الوضع الطبيعي ، والدوران الخارجي ، وتساهم العناصر المذكورة آنفاً بسبيل شتى في تسهيل مرور الجنين عبر قناة الولادة ، وصدق الله القائل : (ثم السبيل يسيره) .

الخلاصة :

ومما تقدم يتضح أن كلمة (أنشأنا) يحسب استعمالها في القرآن الكريم تشمل أوضح التطورات والتغيرات الخارجية والداخلية في الملامح خلال المرحلة السادسة من التخلق البشري ، وتنطبق المعاني الثلاثة لكلمة (نشأة) بشكل بين ومفهوم على هذه المرحلة .
فما ورد بمعنى (بدأ) يصف لنا بداية عمل الأعضاء والأجهزة المختلفة حيث نجد أن الكلية قد بدأت في تكوين البول ، وبدأ مخ العظام في تكوين خلال الدم ، وتبدأ حويصلات الشعر في الظهور في الأسبوع العاشر ، وما إلى ذلك .. وأما معنى (نما) فإنه يبين النمو السريع والتطور الشامل في أعضاء وأجهزة الجسم خلال هذه المرحلة .
وأما المعنى (ارتفع ، وربا) فإنه يصف تلك الزيادة الواضحة والسريعة جداً في طول الجنين ووزنه ، والتي تبدأ في الأسبوع الثاني عشر …..

ولذا فإن مصطلح (نشأة) ينطبق بصورة دقيقة ومناسبة للغاية في وصف مرحلة الجنين Fetal Period .















الجدول 5-1 مسار عملية التخلق في مرحلة النشأة
العمر بالأسابيع الطول من الأكليل إلى الكفل ملم أ طول القدم ملم أ الوزن الجنين (جم) (ب) الخصائص الخارجية الرئيسية
الجنين قبل أن يكون قادراً على العيش
9 50 7 8 العينان مغلقتان أو آخذتان في الانغلاق ، يصبح الرأس أكثر استدارة ، ولا يمكن حينئذ تمييز الأعضاء التناسلية الخارجية من ذكر والأنثى ، وتكون الأمعاء في الحبل السري .
10 61 9 14 الأمعاء في البطن . تخلق أظافر أصابع اليدين البدائي .
12 87 14 45 يمكن تمييز جنس الجنين من الخارج وتكون الرقبة واضحة محددة .
14 120 20 110 انتصاب الرأس مع تطور الطرفين السفليين بصورة جيدة .
16 140 274 200 بروز الأذنين الخارجيتين من الرأس .
18 160 33 320 وجود الطلاء الدهني .
20 190 39 460 ظهور شعر الرأس والجسم (الزغب).
23 210 45 630
24 230 50 820 تجلد الجلد واحمراره .
26 250 55 1000 وجود أظافر أصابع اليدين ، ويكون الجسم نحيلاً.
الجنين عندما يكون قابلاً للحياة خارج الرحم (ج) العينان مفتوحتان جزئياً . مع وجود الرموش .
28 270 59 1300 العينان مفتوحتان ، مع وجود شعر الرأس غالباً ، وتجعد الجلد قليلاً .
30 280 63 1700 ظهور أظافر أصابع القدمين ، وامتلاء الجسم ، ونزول الخصيتين .
32 300 68 2100 تصل أظافر أصابع اليد الأنامل ، ويكون الجسم ناعماً وردي اللون.
36 340 79 2900 يكون الجسم ممتلئاً عادة ، مع اختفاء الزغب اختفاء تاماً تقريباً ، ونمو أظافر أصابع القدمين وانثناء الأطراف ، مع قبضة قوية .
38 360 83 3400 بروز الصدر والثديين ، والخصيتين في الصفن أو يمكن جسهما في القناة الأربية ، ونمو أظافر أصابع اليدين متجاوزة الأنامل .

الجدول 5-1 مسار عملية التخلق في مرحلة النشأة
i) هذه قياسات متوسطة قد لا تنطبق على حالات معينة ، وتزداد الاختلافات في أبعاد الجنين مع العمر .
ii) تشير الأوزان إلى الأجنة التي غرست لمدة أسبوعين تقريباً في عشرة في المائة من الغورمالين ، وتزن العينات الجديدة عادة أقل من خمسة في المائة[66] .
iii) ليس هناك حد قاطع للتخلق ، أو العمر ، أو الوزن يصبح الجنين عنده قادراً على العيش أو يتأمن بقاؤه بعده . وقد برهنت التجربة على أنه بندر بقاء الوليد إذا قل وزنه عن (500) غم أو قل عمر إخصابه عن 22 أسبوعاً أما الأجنة التي تولد بين الأسبوع 26و28 فتعيش ولكن بصعوبة ، لأن التمايز لم يتم تماماً بين جهاز التنفس والجهاز العصبي المركزي .
ومصطلح إجهاض يشير إلى كل حالات الحمل التي تنتهي قبل فترة القابلية للحياة خارج الرحم ( نشر بإذن من :

Moore Keith L.The Dvelopiong Human, Clinically Oriented Embryology 4th Edition , Philadelphia , Saunders 1988.

الجدول 5-2

الترابط بين الشواهد القرآنية فيما يتصل بالمراحل الرئيسية للتخلق البشري .

(6) النشأة
ثم أنشأناه خلقاً آخر

المراحل سورة المؤمنون (13،14) سورة القيامة
(37-39) سورة الانفطار (7،8)
(1) النطفة ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ألم يك نطقة من مني يمنى
(2)العلقة ثم خلقنا النطفة علقة ثم كان علقة
(3) المضغة فخلقنا العلقة مضغة فخلق الذي خلقك
(4) العظام فخلقنا المضغة عظاماً فسوى فسواك
(5) اللحم فكسونا العظام لحماً فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى فعدلك ، في أي صورة ما شاء ركبك
(6) النشأة ثم أنشأناه خلقاً آخر

المراجـــــع

1) القرآن الكريم .
2) تفسير الألوسي ، ط . دار الفكر ، بيروت .
3) أبي حيان ، ط . دار الفكر ، بيروت .
4) ابن كثير ، ط . دار الفكر ، بيروت .
5) القرطبي ، ط . دار إحياء التراث العربي .
6) زاد المسير ، ط . المكتب الإسلامي ، بيروت .
7) أبي السعود ، ط . دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
8) حاشية الجمل على الجلالين ، ط . دار التراث العربي ، بيروت .
9) تفسير الجلالين .

10) الشوكاني ، ط . دار المعرفة ، بيروت .
11) التحرير والتنوير ، ط . الدار التونسية للنشر .
12) فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ط . دار المعرفة ، بيروت .
13) صحيح مسلم ، ط . دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
14) لسان العرب ، ط . دار صادر ، بيروت.

15) الصحاح للجوهري ، ط . القاهرة .
16) تاج العروس ، ط . دار الفكر للنشر والتوزيع .
17) المعجم الوسيط ، ط . دار إحياء التراث الإسلامي ، قطر .
18) بحث النطفة .
19) بحث الدقة العلمية والآيات القرآنية .
20) علم الأجنية : كيث مور :

Current obstertic & Gunecologic Diagnosis & Treatment 1987.
Boving B.G Anatomy of reproduction , in Greenhill, J.p. (editor). Obstetrics. 13th ed . Oxford, Blackwell Scientific publications .

5


--------------------------------------------------------------------------------

[42] انظر الجدول (5-1) آخر البحث .

[43] لسان العرب ج 1 ص 171.

[44] المعجم الوسيط ج2 ص 920 الصحاح للجوهري ج1 ص 77 .

[45] لسان العرب ج1 ص 171 . تاج العروس ج1 ص 126.

[46] البحر المحيط لأبي حيان ج6 ص 398 – 399 ، تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج3 ص 386 روح المعاني للألوسي 18: 14 .

[47] تفسير القرطبي ج12 ص 109 ، فتح القدير للشوكاني ج3 ص 476 ، الجلالين ص 452 زاد المسير لابن الجوزي ج5 ص463 .

[48] الجدول (10-1).

[49] الألوسي : ( روح المعاني ) ج18 ص 14 .

[50] قال تعالى : ﴿ فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ(14)﴾ [المؤمنون:14] .

[51] روى الإمام مسلم في صحيحه عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق – قال : " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً . ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك . ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد . صحيح مسلم 4/2036 ، ح2643 .

[52] رواه البخاري انظر فتح الباري 11:130.

[53] في أثناء النوم تحدث بعض الرؤى المنامية الصادقة التي تتحقق بعد رؤية النائم لها بفترة من الزمن وهذا دليل على أن النائم يمكن أن يرى شيئاً من المستقبل قبل وقوعه ، ومن المؤكد أن جسم الإنسان لم ينتقل من مكانه ليرى ذلك الشيء ، وهذا يدل على أن الروح هي التي رأت ذلك ، وهي التي تعطي الإنسان إذا استيقظ الشعور بأنه كان في مكان بعيد ثم حضر لتوه ، وأن الروح التي رأت الرؤيا هي نفسها التي تتذكرها في حالة اليقظة .(المعلق).

[54] تفسير أبي السعود (9 :121) بتصرف . وحاشية الجمل على الجلالين ج4 ص 499.

[55] انظر الجدول : ( 10 – 2 ) المقارن بين آيات خلق الإنسان الثلاث .

[56] انظر تفسير التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور 30 : 177 .

ومما تفيده الجملة إذا جاءت بعد جملة أخرى ولم يفصل بينهما بحرف عطف:البيان على سبيل التفسير أو الوصف أو التأكيد أو غير ذلك .

فجملةSadما شاء ركبك) بيان لجملةSadعدلك) باعتبار كون جملة : (عدلك) مفرعة عن جملةSadفسواك) المفرعة عن جملة (خلقك) فبيانها بيان لهما .

[57] راجع بحث النطفة .

[58] انظر بحث الدقة العلمية في الآيات القرآنية .

[59] صحيح مسلم 4 : 2037 ح 2645 .

[60] انظر (ص 3) .

[61] انظر ص 7 من هذه البحث .

[62] كيث مور .

[63] زاد المسير لابن الجوزي 7 : 377 ، تفسير ابن كثير 4 : 240 – 241 .

[64] تفسير ابن كثير 3 : 708 ، البحر المحيط لأبي حيان 8 : 60 .

[65] Cu rrent Obstetric & Gunecologic Diagnosis & Treatment Moore, Keith L., and Zindani Abdul Majeed A., The Developing Human, with Islamic Additions, Third edition, W.B. Sounders Co. Philadelphia, 1982, with dar Al-Qibla for Islamic Lit. Jeddah, S.A. 1983 p. 120a .

[66] Boving B.G Anatomy of reproduction , in Greenhill, J.p. (editor). Obstetrics. 13th ed . Oxford, Blackwell Scientific publications .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثالثة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الاولى
» علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الثانية
» علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الرابعة
» علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة الخامسة
» علم الاجنة في ضوء القران والسنة للزنداني الحلقة السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابـــــــــــــــــــــن البواح الثقافـــــــــــــــــــــــــي :: منتدى الكتب العلمية-
انتقل الى: